أظهرت دراسة فنلندية مهمّة أن الأشخاص الذين يعملون في وظائف رفيعة المستوى هم أكثر عرضة جينياً للإصابة بالسرطان، خصوصاً سرطاني الثدي والبروستات. ويأتي هذا الاستنتاج في مواجهة الاعتقاد الذي كان سائداً بأن الفقراء يُعتبرون أكثر عرضة للإصابة بالسرطان، بحسب ما نُشر في nypost.
من يُعتبر أكثر عرضة للإصابة بالسرطان؟
في الدراسة، جُمعت بيانات لـ 280000 راشد تخطّوا سن 35 سنة، لدراسة مخاطر الإصابة بـ19 مرضاً. وقد جُمعت تحديداً بيانات تتعلق بالوضع الاجتماعي والاقتصادي والحياة المهنية. تبين أن الأشخاص الذين لهم مستوى تعليمي أدنى هم أكثر عرضة للإصابة بالتهاب المفاصل الرثياني وسرطان الرئة والاكتئاب والإدمان على الكحول والسكري من النوع الثاني. في المقابل، تبين أن الأشخاص بمستوى ثقافي أعلى هم أكثر عرضة للإصابة بسرطاني البروستات والثدي.
وكانت دراسات سابقة قد أظهرت أن الأشخاص الذين لهم مستوى دخل متدنٍ هم أكثر عرضة للإصابة بالسرطان، لاعتبارهم أقل قدرة على الحصول على خدمات الرعاية الصحية والوقاية والتغطية الصحية.
في الدراسة تبين أيضاً أن الأشخاص الذين لهم إمكانات مادية أفضل هم أكثر قدرة على الوصول إلى خدمات الرعاية الصحية والتصوير الشعاعي للكشف المبكر، ويملكون ثقافة صحية فضلى. كما أنهم أقل ميلاً لاعتماد سلوكيات خاطئة كالتدخين والإدمان على الكحول. بالتالي هم أقل عرضة للوفاة في سن مبكرة بسبب أمراض معينة، ما يجعلهم يعيشون لوقت أطول، فيكونون عندها أكثر عرضة للإصابة بأمراض تظهر مع التقدّم في السن، مثل السرطان. كما يُعتبر التصويرر الشعاعي للكشف المبكر، من العناصر الأساسية التي تساهم في ارتفاع معدلات الإصابة بالسرطان بين هؤلاء الأشخاص. فهم عادة أكثر حرصاً على الالتزام بالفحوص الروتينية والصور الشعاعية للكشف المبكر. ويُعتبر كل من سرطان الثدي وسرطان البروستات من أنواع السرطانات التي يمكن كشفها من خلال الفحوص والصور الشعاعية. وبقدر ما يجرى المزيد من هذه الفحوص، يتمّ اكتشافها بمعدلات كبرى.
وفيما سُجّل ارتفاع في معدلات الإصابة بهذه الأنواع من السرطان، تبين أنه من الممكن الوقاية من نسبة كبيرة منها، من خلال إحداث تغييرات في نمط الحياة. فقد لا يكون من الممكن للمرأة أن تغيّر في العامل الجيني الذي يزيد خطر إصابتها بسرطان الثدي، ولا في تاريخ المرض في العائلة، ولا في العمر، أو في موعد انقطاع الطمث أو البلوغ، لكن من الممكن أن تتخذ العديد من إجراءات الوقاية في نمط الحياة للحدّ من خطر الإصابة بسرطان الثدي. كما يمكن كشف المرض في مرحلة مبكرة من خلال الصورة الشعاعية للثدي، ما يزيد من فاعلية العلاج وفرص التعافي من المرض.