مع ارتفاع درجات الحرارة في مختلف دول العالم، لا بد من اتخاذ كل الإجراءات اللازمة لتأمين الحماية من الحر المتزايد. وعلى الرغم من أن عام 2023 الأشدّ حرارة في التاريخ المعروف، إلّا أن بعض علماء المناخ والبيئة يتوقعون أن يفوقه عام 2024 حرارةً. وبحسب هيئة الأرصاد الجوية الوطنية في بريطانيا، فإن عدد وفيات ارتفاع درجات الحرارة في العالم أكبر من عدد ضحايا الأعاصير والفيضانات وغيرها من الكوارث الطبيعية.
الكل يعلم أن الحر الشديد له آثار سلبية كثيرة على الجسم والصحة ويعتبر من أصعب التحديات التي يمكن أن يواجهها العالم والقطاع الصحي خاصة. بحسب "منظمة الصحة العالمية"، يعتبر الإجهاد الناتج من الحر السبب الأساسي للوفيات المرتبطة بالمناخ، ويمكن أن يؤدي إلى زيادة حالات مرضية سوءاً مثل أمراض القلب والسكري والربو. وقد يزيد من معدلات انتقال بعض أنواع العدوى.
وقد أظهرت الدراسات بين عامي 2000 و2019، وجود 489000 حالة وفاة سنوياً مرتبطة بالإجهاد الحراري. ويمكن لموجات الحر القصوى أن تزيد معدلات الوفيات. وبسبب التغير المناخي وتداعياته، ومع ارتفاع درجات الحرارة حول العالم، تزيد معدلات الأشخاص الذين يتعرضون للحر الزائد. ويُعرَف عن المخاطر المتأتية من التعرض للحر الشديد، أن أعدادها تتزايد على أساس عوامل فيزيولوجية معينة كالعمر والحالة الصحية والعوامل المرتبطة بمستويات التعرض للحر كالمهنة والوضع الاقتصادي والاجتماعي.
وتعتبر ضربة الشمس من المخاطر التي قد تنجم عن التعرض طيلة ساعات طويلة لأشعة الشمس، سواء على شاطئ البحر أو في ظروف العمل التي تستدعي البقاء خارجاً في أيام الحر، وفق ما يوضحه طبيب الصحة العامة الدكتور حسين الهواري.
إن الأعراض التي يجب التنبه لها تشمل:
- ارتفاعاً شديداً في الحرارة
ـ تعرقاً شديداً
- تعباً عاماً
- ارتخاءً
-ألماً في الرأس
- هبوطاً في الحرارة
- دوخة
- ضربات قلب سريعة
- التقيؤ
تلك هي الأعراض التي يحذر منها الهواري باعتبارها الأكثر شيوعاً في حال ارتفاع درجات الحرارة والبقاء خارجاً لوقت طويل تحت أشعة الشمس. ويشير إلى أن حرارة الجسم عادةً هي 37 درجة مئوية لكن في مثل هذه الظروف من الممكن أن تصل إلى 39 أو 40 وتشكل عندها خطورة على حياة الإنسان. وبالتالي، فإن ضربة الشمس هي حالة لا يمكن الاستخفاف بها أبداً وتتطلب التدخل الطبي السريع.
قد تستمر أعراض ضربة الشمس طيلة يوم أو يومين. ويمكن أن يتحسن المصاب خلال أيام قليلة قبل أن يحصل التعافي التام شرط تعويض السوائل والأملاح المعدنية التي خسرها الجسم.
كيف يجب التعامل مع ضربة الشمس؟
بمجرد أن يتعرض شخص إلى ضربة شمس، ومع ظهور أولى الأعراض، لا بد من نقل المصاب إلى مكان لا يتعرض فيه لأشعة الشمس ويكون أكثر برودة. كما أن المطلوب عندها تخفيف الملابس التي يرتديها لتبريد جسمه، إضافة إلى السعي إلى خفض الحرارة وتعويض السوائل والأملاح التي خسرها بسبب التعرق والتعرض الزائد للحر.
كما ينصح الهواري باعتماد كمادات الماء البارد على الرأس والفخذين وتحت الإبط بانتظار انخفاض الحرارة، إذا لم يفقد المصاب الوعي. في المقابل، ثمة حالات ينخفض فيها مستوى ضغط الدم انخفاضاً زائداً ومن الممكن أن يتعرض المصاب إلى فقدان الوعي. عندها من الضروري نقله إلى طوارئ المستشفى واعتماد المصل لتعويض الأملاح والسوائل التي خسرها والسعي إلى رفع مستوى ضغط الدم لديه وخفض حرارته.
إجراءات عند التعرض لضربة شمس
- الإكثار من شرب الماء
- البقاء في الظل
- في حال ارتفاع درجات الحرارة يجب تناول الدواء المخفض للحرارة
- تعويض الوسائل والأملاح من خلال المصل
- تناول أدوية مسكنة لآلام الرأس
- تناول أدوية توقف التقيؤ
- في حال هبوط الضغط يجب العمل على رفع الضغط، خصوصاً لدى المسنين أو الأطفال.
هل يعتبر البعض أكثر عرضة لمخاطر ضربة الشمس؟
يعتبر الأطفال الصغار والمسنون والمرضى الذين يعانون ارتفاعاً في ضغط الدم أو السكري أكثر عرضة لمخاطر ضربة الشمس. لذا، من الضروري الحرص على بقائهم في أماكن لا يتعرضون فيها لأشعة الشمس، بل يبقون في الظل. كما يجب ألا يتعرضوا للارتفاع الشديد في درجات الحرارة لأن التداعيات قد تكون خطيرة عليهم. أما في حال تعرضهم لهذه الحالة، فمن الضروري نقلهم مباشرة إلى طوارئ المستشفى نظراً للاحتمال الزائد لتعرضهم إلى حروق في الجلد وإلى مضاعفات أخرى بسبب ارتفاع الحرارة. كما فقد يكونون أكثر عرضة لتلف الدماغ، ما قد يؤدي إلى الوفاة، ومن هنا أهمية اتخاذ كل الاحتياطات اللازمة معهم.
مدمّرة في 15 دقيقة
بحسب موقع "دايلي ميل"، تبدأ "سلسلة الأحداث" التي تؤدي إلى ضربة الشمس في غضون ثوانٍ من التعرّض لحرارة شديدة تتجاوز 33 درجة مئوية، فيبدأ بالتعرق. إنها طريقة الجسم لتبريد نفسه.
خلال دقيقتين: الحرارة الشديدة قادرة على تبخير العرق من الجلد في أقل من دقيقتين، فلا يستطيع الجسم إنتاج ما يكفي من العرق لتبريد نفسه في الوقت الملائم. حينها، يبدأ الجسم بتوسيع أوعيته الدموية، فيزداد تدفق الدم إلى الجلد.
5 إلى 10 دقائق: يتسارع خفقان القلب خلال 5 دقائق، "فمع إعادة توجيه الدفق الدموي في خلايا الجلد، يتحول الدم بعيداً من الأعضاء الحيوية الأخرى مثل القلب والدماغ، فلا يصلها الدم الكافي. حينها، قد يصاب الشخص بالدوار، فيكون أكثر عرضةً للإصابة بالإغماء. وتحصل تشنجات حرارية بسبب فقدان الجسم الماء بالتعرق. في هذا التسلسل، يحدث فقدان المياه المالحة والجفاف في الوقت نفسه.
10 دقائق إلى 15 دقيقة: وفقاً لـ"مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها" الأميركية، فإن 10 إلى 15 دقيقة هي الوقت الذي تبدأ فيه ضربة الشمس في العمل والتأثير إلى حد حدوث ما يشبه السكتة الدماغية التي تؤدي إلى التلعثم والعجز عن تحريك الأطراف، واضطراب البصر، والصداع الشديد.
30 دقيقة فما بعد: في هذه المرحلة، يفقد الجسم وظائفه كلها. وتصل درجة حرارة الجسم الداخلية إلى 41 درجة مئوية، فتنهار العضلات وتموت أنسجتها، ما يسبب عدم انتظام في ضربات القلب وتلفاً في الكليتين. وبالتالي، يصبح الإنسان عرضةً للوفاة بسبب تكسّر أغشية الخلايا بالترافق مع ارتفاع معدل البوتاسيوم في الدم، فيتوقف القلب. [هناك توازن حساس في معظم خلايا الجسم بين الصوديوم والبوتاسيوم والكالسيوم، ومع التغييرات القوية في مستويات الصوديوم والبوتاسيوم، تتأثر الخلايا العضلية خصوصاً، ويختل عملها، بما في ذلك عضلة القلب].
تويتر
فيسبوك
يوتيوب
انستغرام
مسنجر
واتساب
بريد إلكتروني
الطباعة
