تعجّ الساحة الرياضية العالمية بأحداث مثيرة تجذب انتباه الملايين: منافسات كأس العالم لكرة القدم التي تحبس الأنفاس، مباريات التنس الكبرى التي تشهد مواجهات ملحمية، سباقات "فورمولا 1" التي ترفع مستوى الأدرينالين في الدم، دوريات كرة السلة المحترفة في لقاءات نارية... والآتي أعظم مع المنافسات الأولمبية في "أولمبياد باريس" بعد أيام.
إن كانت هذه المهرجانات الرياضية الكبرى مصدرًا للترفيه والإثارة، فهي أيضاً مفيدة جداً لصحة متابعيها النفسية، بحسب دراسة جديدة نشرها موقع WION News. زبدة القول في هذه الدراسة إن منسوب الرضا يرتفع عند من يتابعون المباريات الحماسية بشكل منتظم. وهكذا، من يشجع فريقه المفضّل مستلقياً على أريكته، أو متحمساً في المدرجات حول الملعب، يحصل على فوائد صحية هائلة.
شملت دراسة أجرتها جامعة أنجليا روسكين البريطانية 7,209 بالغين في إنكلترا، ووجدت أن من يثابرون على متابعة المناسبات الرياضية "يتمتعون بحالة نفسية أفضل، ويشعرون برضا أكبر عن حياتهم مقارنة بمن لا يشاهدون المباريات الرياضية". فمتابعة هذه الأحداث، حية أو عبر التلفاز، تقلّل شعور الفرد بالوحدة، وتزيد إحساسه بأن لحياته "قيمة ومعنى".
وتضيف الدراسة، "التعلّق بفريق معيّن والحماسة له يساهمان في تحسين صحة الفرد النفسية". فمن يشاهدون المباريات الرياضة بشكل دائم هم أقل عرضة للإصابة بأعراض الاكتئاب. ويرى الباحثون أن هذه المشاهدة تعزز الشعور بالانتماء إلى مجتمع رياضي ما، "إذ يتواصل المشجعون بعضهم مع بعض، ويحصل كل منهم على ما يحتاج إليه من دعم عاطفي واجتماعي، من خلال حبهم المشترك لإحدى الألعاب الرياضية".
لذا، من يبحث عن رفاه نفسي، فعليه بانتقاء رياضة يتحمّس لها، ومتابعة أحداثها، وسيشعر بأن هذا الترفيه يزيده صحة نفسية... على ذمّة الخبراء طبعاً.
لكن السؤال: ماذا عن المصارعة الحرّة مثلاً؟ فهل تساعد مشاهد العنف في إسعاد الناس؟ ربما!