قبل الانتشار الواسع للألعاب الإلكترونية والهواتف الذكية، كانت الأنشطة والألعاب البسيطة والمبتكرة هي السائدة بين الأطفال، مثل لعبة "الغميضة" والركض وركوب الدراجة وكرة القدم في الشارع وغيرها من الألعاب الارتجالية التي كانت تعتمد اعتماداً كبيراً على التفاعل الاجتماعي والحركة البدنية والإبداع.
اليوم، في عصر التكنولوجيا الرقمية، أصبحت الألعاب الإلكترونية جزءاً لا يتجزأ من حياة الأطفال والمراهقين. ومع الانتشار الواسع للهواتف الذكية وأجهزة الكمبيوتر، يواجه العديد من الأسر تحدياً متزايداً يتمثل في إدمان الأطفال الألعاب الإلكترونية، بحسب تقرير نشره موقع "تايمز أوف إنديا".
إليكم بعض الأسباب الرئيسية وراء هذا النوع الجديد – والخطير – من الإدمان:
التسلية
للأب والأم دور جوهري في رعاية الطفل وبناء شخصيته وملء حياته بالاكتشافات الجديدة والنشاطات التي تحثّه على التفكير وتشبع إحساسه بالسعادة والاطمئنان. لكن، في ظل ضغوط الحياة الاقتصادية، لم تعد الأم قادرة على تخصيص وقتها بالكامل للأطفال كما في السابق، ويضطر الأب أحياناً للعمل وقتاً أطول لتأمين لقمة العيش.
الهروب
توفر الألعاب الإلكترونية بيئة ممتعة ومثيرة يمكن الأطفال الهروب إليها عندما يشعرون بالملل أو الإحباط، وقد يلجأ الأطفال أيضاً إلى الألعاب الإلكترونية كوسيلة للهروب من المشكلات الشخصية أو الأسرية.
وفي ظلّ التطور التكنولوجي، نرى الوسائل الإلكترونية والهواتف الذكية في يد كل فرد من أفراد الأسرة، حتى الأطفال. بالتالي، أصبحت هذه الوسيلة والألعاب الإلكترونية الملاذ الوحيد للطفل كي يمضي وقتاً ممتعاً في غياب الأهل وحضورهم.
التفاعل الاجتماعي
يوفر العديد من الألعاب الإلكترونية إمكانية اللعب مع الأصدقاء أو مع لاعبين آخرين عبر الإنترنت، ما يعزز الشعور بالانتماء والتواصل الاجتماعي. ويميل الأطفال إلى التفاعل والتنافس مع أقرانهم، وتوفر لهم الألعاب الإلكترونية هذا الشعور بسهولة.
المجد
يعتقد الباحثون أن عملية اللعب والفوز في ألعاب الفيديو تطلق مادة "الدوبامين" في الدماغ، وهذا هورمون أو ناقل عصبي يلعب دوراً رئيسياً في وظائف جسدية عدة، بما فيها الشعور بالمكافأة والتحفيز، وهذا بالتحديد الذي يفتقده الطفل في نمط حياة روتينية بعدما أصبح وحيداً معظم الوقت. لذلك، قرّر الطفل ملء الفراغ بهذه الألعاب إلى أن وصل إلى "الإدمان".
ويوضح المختصون أنه عندما يصبح الولد واحداً من أفضل اللاعبين في لعبة مثل World of Warcraft، فإن عشرات الآلاف من اللاعبين يكونون تحت سيطرته، فيشعر بأنه مهم جداً.
النتائج السلبية
انخفاض النشاط البدني: الإفراط في اللعب بالألعاب الإلكترونية يعني الجلوس فترات طويلة، ما يقلل من مستويات النشاط البدني الضروري لنمو صحي.
سمنة: تساهم قلة الحركة في زيادة الوزن والسمنة عند الأطفال.
تأخر في تطوير المهارات الحركية الكبرى: قد يؤدي الاعتماد المفرط على الألعاب الإلكترونية إلى تأخر في تطور المهارات الحركية الكبرى، مثل الركض والقفز والتسلق، وهذه مهارات تتطلب حركة جسدية مكثفة.
ضعف العضلات: الجلوس فترات طويلة من دون ممارسة نشاط بدني يمكن أن يؤدي إلى ضعف العضلات، خصوصاً في الجزء السفلي من الجسم.
ضعف التوازن: قد يصاب الأطفال الذين لا يشاركون في أنشطة حركية بضعف في التوازن، ما يؤثر في قدرتهم على أداء الأنشطة اليومية الطبيعية.
انخفاض القدرة على التنسيق الحركي: الأطفال الذين يمضون وقتاً طويلاً في اللعب بالألعاب الإلكترونية يواجهون صعوبة في التنسيق بين حركات أجزاء مختلفة من الجسم أثناء الأنشطة البدنية.
كيف ننقذهم؟
يُنصح الأهل بالبحث عن اهتمامات وهوايات لأطفالهم منذ الصغر، وتشجيعهم على اللعب خارج المنزل، والمشاركة في أنشطة تتطلب حركة جسدية مثل الركض وركوب الدراجة والألعاب الرياضية.
وقد تكون نزهة مع العائلة في الطبيعة دواءً شافياً للضغوط النفسية والجدية ولتعزيز الروابط العائلية.