في عصرنا الرقمي الحالي، أصبحت الشاشات جزءاً لا يتجزأ من حياتنا اليومية. سواء كان ذلك في العمل أو الدراسة أو الترفيه، نجد أنفسنا نمضي ساعات طويلة أمام شاشات الحواسيب والهواتف الذكية والأجهزة اللوحية. هذا الاعتماد المتزايد على التكنولوجيا يأتي مع مجموعة من التحديات الصحية، أبرزها تلك المتعلقة بصحة العيون.
تشير الدراسات إلى أن الاستخدام المفرط للشاشات يمكن أن يؤدي إلى مشكلات بصرية متعددة، من بينها إجهاد العين الرقمي، وجفاف العين، والرؤية الضبابية، وحتى الصداع. تُعرف هذه الظاهرة باسم "متلازمة النظر للكمبيوتر" أو "إجهاد العين الرقمي"، وهي حالة تؤثر على ملايين الأشخاص حول العالم.
لحسن الحظ، هناك خطوات وإجراءات يمكن اتخاذها للحد من تأثير الشاشات على صحة العيون. من تقنيات الراحة والنظر المتقطع، إلى تحسين الإضاءة المحيطة بالشاشة، واستخدام النظارات المخصصة للحماية من الأشعة الزرقاء الضارة، تتوفر العديد من الوسائل التي يمكن أن تساعد في الحفاظ على صحة العيون.
1- اتباع قاعدة 20-20-20
إعطاء العينين فترات راحة منتظمة من الأجهزة الإلكترونية هو إحدى أفضل الطرق للحفاظ على صحة العينين. ترتكز قاعدة 20-20-20 على أنه يجب النظر إلى شيء على بعد 20 قدماً لمدة 20 ثانية على الأقل مقابل كل 20 دقيقة تقضيها على جهاز. يساعد ذلك على استرخاء عضلات العين وتخفيف إجهادها.
2- النوم لفترة أطول
إن الحصول على قسط كافٍ من النوم أمر ضروري للحفاظ على صحة العينين للأشخاص الذين يقضون الكثير من الوقت على الشاشات. يعزز الحفاظ على فترة نوم لمدة 7-8 ساعات في الليلة الترطيب الطبيعي للعينين ويحميهما من الجفاف.
3- تكبير حجم الخط أو استخدام شاشة أكبر
يساعد تكبير حجم الخط في الشاشات الإلكترونية على توفير قراءة ومشاهدة أكثر راحة للعينين والاستعانة بشاشات أكبر كلما أمكن ذلك. على سبيل المثال، استخدام جهاز الكمبيوتر المحمول بدلاً من الجهاز اللوحي للدراسة والعمل ومشاهدة الفيديوهات على الجهاز اللوحي بدلاً من الهاتف يمكن أن يخفف من إجهاد العينين كثيراً، وتوفر الشاشات الأكبر نصوصاً وصوراً أكبر، ما يقلل من الحاجة إلى الرؤية القريبة المطولة والتركيز الشديد.
4- الحفاظ على الترطيب
قد يكون الجفاف عاملاً في جفاف العين وعدم راحتها، لذا فإن شرب كمية كافية من الماء هو مكوّن آخر مهم لصحة ورطوبة العينين والجسم.
5- قطرات العين المرطبة
قد يجد الأشخاص الذين يعانون جفافاً مزمناً في العينين أن القطرات المرطبة تساعد على ترطيب العينين وراحتهما، لكن يجب استشارة الطبيب المختص قبل استخدامها.
إن اتباع هذه النصائح لا يساعد فقط في تخفيف الانزعاج على المدى القصير، بل يعزز أيضاً صحة العينين على المدى الطويل، ما يضمن بقاء رؤيتك نقية وواضحة حتى بعد الاستخدام المطول للشاشات.