تخطت سيلين ديون مرضها لتطل في افتتاح أولمبياد باريس 2024، فكان ظهورها مؤثراً ومفاجئاً للكل. فبعد غياب عن الحفلات، عادت لتظهر في الحفل المنتظر رغم الصعوبات. فتشخيص إصابتها بـ"متلازمة الشخص المتيبس" فرضت عليها هذا الغياب القسري بسبب التداعيات الصعبة لمرضها الذي هو أحد أمراض المناعة الذاتية النادرة والذي لا علاج شافياً له. ومن يعرف طبيعة هذا المرض، ومن شاهد الوثائقي المؤثر الذي صورته لتكشف فيه عن صراعها مع المرض من أجل الحياة، يدرك تماماً أن عودتها إلى المسرح تعتبر صعبة. لذلك، طُرحت تساؤلات بشأن عودتها هذه رغم ظروف المرض الصعبة.
أعراض تحت السيطرة
في عام 2022، أعلنت الفنانة الكندية في رسالة مؤثرة عن إصابتها بـ"متلازمة الشخص المتيبس" الذي كان قلائل يعرفون عنه قبل ذلك. وهو مرض عصبي نادر جداً يصيب شخصاً من مليون ويسبب تشنجات عضلية مؤلمة وينعكس على المشي وعلى الأوتار الصوتية، إضافة إلى التيبس الزائد وتطور أعراضه خلال أشهر أو سنوات بنسب متفاوتة من الحدة.
بشأن عودة سيلين ديون على الرغم من الأعراض الصعبة المرتبطة بالمرض، يشير رئيس قسم أمراض الجهاز العصبية في مستشفى أوتيل ديو دو فرانس البروفسور حليم عبود يظهر المرض في حالات متفاوتة الحدة، وتختلف كل حالة عن الأخرى في ما يترتب عن المرض. فثمة مرضى يظهر لديهم بأعراض أخف. كما أن العلاجات المتوافرة للسييطرة على الأعراض وعلى تداعيات المرض تساعد على تحسن المريض، فيما يمكن أن تحصل انتكاسات في حال الامتناع عن العلاج. ويرجّح أن تكون حالة الفنانة تحت السيطرة في المرحلة الحالية بفضل العلاجات التي تلتزم لها، ما سمح لها بالصعود على المسرح للغناء. فهي في مرحلة لا تعاني فيها أعراض المرض ولا تعاني تشنجات عضلية في الجسم وفي الأوتار الصوتية، كما يبدو واضحاً، وهذا يتيح لها فرصة العودة إلى حياتها الطبيعية إلى حد ما والغناء أيضاً.
لكن يوضح عبود أن هذا لا يعني أنها تعافت من مرضها لأنه ما من علاج فاعل للقضاء على "متلازمة الشخص المتيبس" حتى اللحظة، فهو من الأمراض غير القابلة للمعالجة ولا تتوافر له إلا علاجات قادرة على السيطرة على الأعراض للحد من معاناة المريض وليتمكن من عيش حياة شبه طبيعية في مراحل معينة.