النهار

في اليوم العالمي لسرطان الرّئة... كارثة متوقّعة في السّنوات المقبلة
يبدو أن العالم أجمع في مواجهة مع تحد كبير في ظل الزيادة الملحوظة في معدلات الإصابة بسرطان الرئة في مختلف دول العالم.
في اليوم العالمي لسرطان الرّئة... كارثة متوقّعة في السّنوات المقبلة
تعبيرية
A+   A-
يبدو أن العالم أجمع في مواجهة مع تحد كبير في ظل الزيادة الملحوظة في معدلات الإصابة بسرطان الرئة في مختلف دول العالم. إلا أن الدول التي استطاعت في السنوات الأخيرة أن تخفض هذه المعدلات أو على الأقل أن تحد من الزيادة هي تلك التي وضعت خطة صارمة في مواجهة التدخين كآفة في مختلف المجتمعات والفئات العمرية. إذ إن نسبة 90 في المئة من حالات السرطان سببها التدخين، ولأن التدخين هو السبب الأساسي للمرض، يعتبره الأطباء أكثر السرطانات قابلية للوقاية بمجرد الامتناع عن التدخين. في اليوم العالمي لسرطان الرئة لا بد من التحذير من هذا الخطر الذي يهدد الشباب ومختلف الفئات العمرية في ظل انتشار التدخين بمختلف أشكاله انتشاراً مخيفاً في السنوات الأخيرة، وأكثر بعد مع رواج التدخين الإلكتروني الذي لا يقل خطورة.
ما الذي استجد في السنوات الأخيرة في سرطان الرئة؟
قد تكون الأرقام المقلقة التي تسجل في السنوات الأخيرة في معدلات الإصابة بسرطان الرئة أهم ما استجد في هذا المجال، وفق ما يوضحه الطبيب الاختصاصي في أمراض الدم والأورام الدكتور جوزيف قطان، وخاصة في لبنان. وعلى الرغم من غياب الإحصاءات التي توقفت في عام 2016، يبدو واضحاً أن ثمة زيادة كبرى في معدلات الإصابة بالمرض. فكون التدخين في تزايد بدلاً من أن يخف كما في الدول التي طبقت قانون منع التدخين لتحد منه، ما انعكس إيجاباً على معدلات الإصابة بسرطان الرئة، من الطبيعي أن تكون معدلات سرطان الرئة في زيادة. فالتدخين بمختلف أشكاله، خصوصاً النرجيلة والتدخين الإلكتروني، إضافة إلى التدخين التقليدي، منتشر بنسبة عالية في البلاد.
أما في ما يتعلق بظهور المرض في معدل عمر أصغر، فلا يجزم قطان أنه قد ينتج من ارتفاع معدلات الإصابة بالمرض في سن صغرى، بل قد يكون السبب في تطور وسائل التشخيص التي تسمح بكشفه في مرحلة مبكرة.
ما سبب التأخير في كشف سرطان الرئة غالباً؟
لدى مقارنة سرطان الرئة مع أنواع أخرى من السرطان، يمكن ملاحظة أنه غالباً ما يكتشف المرض في أي من المرحلتين الثالثة أو الرابعة. فعامةً، يبدو السعال الذي قد يترافق مع المرض عادياً ومألوفاً للمدخن لاعتبار أن المدخن يعاني أيضاً هذا السعال. كذلك بالنسبة لضيق النفس. وكونها تعتبر طبيعية، يتأخر غالباً في اللجوء إلى الطبيب. 
أما بالنسبة إلى التوصية الصادرة من حوالي خمس سنوات التي تدعو إلى أن يجري المدخن فحص الكشف المبكر Low Dose CT Scan من عمر الخمسين، فهي غير مطبقة في كثير من البلدان ومنها لبنان. حتى أن كثيرين لا يعرفون أصلاً أن ثمة فحصاً للكشف المبكر لسرطان الرئة، وفق قطان، فيما اكتسبت السيدات عادة اللجوء إلى الصورة الشعاعية للكشف المبكر عن سرطان الثدي وباتت تجريها دورياً. 
ما الأعراض الواضحة التي تترافق مع  الإصابة بسرطان الرئة؟
عامةً، لا تظهر أعراض واضحة لسرطان الرئة في مراحل مبكرة منه، بل تظهر عادةً في مراحل متقدمة بحيث يؤدي الاعتماد عليها إلى الاستشارة الطبية المتأخرة. أما أكثر الأعراض شيوعاً فهي:
- السعال
- ضيق النفس
- ألم في الصدر
- ظهور دم في البلغم عند السعال
ويوضح قطان أن المرضى يهملون عادة السعال بما أنهم مدخنون، لكن لا يقلقهم إلا ظهور الدم وعندها يلجأون مباشرة إلى الطبيب خوفاً من هذا العارض الذي يبدو لهم مقلقاً على الرغم من أنه مماثل للسعال المرافق لسرطان الرئة ولا يختلف عنه بشيء. في كل الحالات، في حال اللجوء إلى الطبيب في هذه المرحلة، يكون المرض قد بلغ مرحلة متقدمة.
ما الذي يمكن أن يساعد على الحد من زيادة معدلات الإصابة بسرطان الرئة؟
في الدول الغربية، وحدها الدول التي كانت صارمة في الإجراءات التي اتخذتها في مواجهة التدخين استطاعت أن تحد من الزيادة في معدلات الإصابة بالمرض، بحسب قطان. أما الإجراءات التي اتخذتها فهي:
- منع التدخين في الأماكن العامة
- إهمال الإعلانات التسويقية للتدخين واستبعادها
- فرض ضرائب على منتجات التبغ
هذا ما يجب أن يحصل في بلادنا بهدف الحد من معدلات التدخين، وبالتالي من الإصابات بسرطان الرئة. فمن المهم فرض الضرائب وتطبيق القانون الذي يقضي بمنع التدخين وعدم التركيز على خسائر المطاعم بسبب وقف النرجيلة. فلا بد من وقف التشجيع على التدخين بمختلف أشكاله. أما السيجارة الإلكترونية فيعتبرها قطان متهمة حتى يثبت عكس ذلك كذلك بالنسبة للنرجيلة التي لا تقل ضرراً ويجب التعامل بحزم مع قرارات المنع، خصوصاً أن التدخين ينتشر بين فئة الشباب ولا يمكن التغاضي عن ذلك. فنتائج ما يحصل اليوم سيظهر حكماً في السنوات المقبلة وستزيد الإصابات في سن مبكرة وعندها لن ينفع الندم.
 

اقرأ في النهار Premium