النهار

بعد ما حصل في نهر السين... ما الأمراض التي يمكن الإصابة بها في المياه الملوثة؟
كارين اليان
المصدر: النهار العربي
في موسم الصيف، وفي ظل ارتفاع درجات الحرارة، تبدو السباحة من الأنشطة المفضّلة لكثيرين لما تؤمّنه من إحساس بالانتعاش.
بعد ما حصل في نهر السين... ما الأمراض التي يمكن الإصابة بها في المياه الملوثة؟
تعبيرية
A+   A-
في موسم الصيف، وفي ظل ارتفاع درجات الحرارة، تبدو السباحة من الأنشطة المفضّلة لكثيرين لما تؤمّنه من إحساس بالانتعاش. يتوجّه معظمنا في هذا الموسم إلى أحواض السباحة أو إلى شاطئ البحر، حيث يمكن الحدّ من أثر الحر، إضافة إلى إمكان الاستمتاع بأجمل الأوقات وممارسة رياضة السباحة. لكن في مقابل المتعة التي يمكن إيجادها هنا، هناك مخاطر يمكن التعرّض لها وأمراض لا يمكن الاستهانة بها، خصوصاً في أحواض السباحة. ولعلّ المشكلات التي تعرّض لها السباحون في أولمبياد باريس 2024 جراء تواجدهم في نهر السين خير دليل على خطورة الأمراض التي يمكن مواجهتها في مثل هذه الحالات.
 
منذ أشهر عدة أثيرت قضية تلوث نهر السين قبل انطلاق الألعاب الأولمبية. حتى أن فرنسا أنفقت حوالى 1,53 مليار دولار خلال الفترة التي سبقت انطلاقة الأولمبياد لتنظيف النهر لارتفاع مستويات التلوث فيه. على الرغم من ذلك، وبعد التأكيد من أن المياه تعتبر مقبولة وفق المعايير العالمية، ألغيت تدريبات السباحة في المياه المفتوحة بسبب سوء جودة المياه وتلوثها في النهار، وكانت هذه المرّة الخامسة التي يتخذ فيها المنظمون هذا القرار لحماية صحة الرياضيين. وكانت "فرانس برس" قد أشارت أن نهر السين فشل بشكل متكرّر في اختبارات جودة المياه على الرغم من تحديث أنظمة الصرف الصحي ومعالجة المياه في باريس. وطوال فترة انعقاد الألعاب الأولمبية كان تلوث النهر من المواضيع التي أثارت جدلاً واسعاً، وأظهرت الصور الحالات المرضية للسباحين بعد تواجدهم فيه. حتى ان تلوث نهر السين أدّى إلى تأجيل سباق التراثلون لفردي الرجال والسيدات لمدة 24 ساعة. كما كانت هناك شهادات صادمة لسباحين مشاركين بالأولمبياد عن تلوث النهر، حتى جاء قرار اللجنة الأولمبية البلجيكية بعدم مشاركة فريقها بالسباق لهذا السبب، خصوصاً أن نتائج التحاليل السابقة التي أجريت في النهر أظهرت ارتفاع نسبة التلوث فيه للغاية، وقد ظهرت مستويات غير آمنة من بكتيريا "إي كولاي" في النهر في تحاليل متتالية. هذا الواقع أثار تساؤلات عديدة حول المخاطر التي يمكن التعرّض لها جراء السباحة في المياه الملوثة بشكل عام، بما أن هذا الخطر موجود بشكل خاص صيفاً؟
 
ما الأمراض التي يمكن الإصابة بها في حال السباحة في المياه الملوثة؟
-أمراض الجهاز الهضمي: أثناء السباحة، يمكن التعرّض بشكل خاص إلى أمراض الجهاز الهضمي بحسب طبيبة الصحة العامة الدكتورة ثريا عرابي. فمع ابتلاع الماء يمكن التعرض إلى بكتيريا "إي كولاي" و"السلمونيللا" و"كامبيلو باكتر" وهي البكتيريا الأكثر تواجداً في المياه الملوثة ما يسبّب أعراضاً مرتبطة بالجهاز الهضمي كالإسهال والمغص والتقيؤ والغثيان.
-أمراض جلدية: الأمراض الجلدية والطفح الجلدي من المشكلات التي يمكن التعرّض لها أيضاً في حال السباحة في المياه الملوثة. فقد تسبب الحساسية والفطريات.
-أمراض في الجهاز التنفسي: التهاب الرئة من الأمراض التي يمكن التعرض لها أيضاً في حال السباحة في مياه ملوثة، إضافة إلى الصعوبة في البلع.
-أمراض في الأذنين والتهابات فيها، إضافة إلى مشكلات في العينين.
وتشير عرابي إلى أنه في حال تلوث المياه المفتوحة مثلاً تنمو أنواع من النبات الخطيرة التي تنتج سموماً قد تسبب الأذى، وتُضاف إلى المخاطر المرتبطة بالجراثيم والفطريات، كطريقة غير مباشرة يمكن التعرّض فيها للخطر. وفي هذه الحالة أيضاً تكون الأعراض الناتجة من تلوث المياه مماثلة.

تلوث من نوع آخر في نهر السين
إضافة إلى مختلف الجراثيم والفيروسات التي يمكن التعرّض لها في المياه المفتوحة وتحديداً في نهر السين، كما حصل مع العديد من الرياضيين ومنهم من نقلوا إلى المستشفى بسبب أمراض وأعراض تعرّضوا لها نتيجة مشكلات في الجهاز الهضمي، وقد أظهرت التقارير إصابة بعض السباحين ببكتيريا "إي كولاي فيه". وتشير عرابي إلى أنه قد يكون هناك فيه تلوث من نوع آخر بسبب ما قد يحتوي عليه مياه صرف ونفايات ومعادن عديدة كالزنك والزئبق التي تسبب مخاطر على الصحة، لا على المدى القصير فحسب إنما على المدى البعيد أيضاَ، فتزيد خطر الإصابة بأمراض خطيرة كالسرطان في حال تكدّسها في الجسم. 

ما الإجراءات للحدّ من خطر الإصابة بالأمراض لدى التواجد في مياه قد تكون ملوثة صيفاً؟
-الحرص على الاستحمام قبل النزول إلى حوض السباحة وبعده.
-الحرص على عدم ابتلاع المياه لأنها قد تكون ملوثة. ورفع الرأس إلى الأعلى دائماً أثناء التواجد فيها.
-تجنب السباحة في مياه قد تكون ملوثة واختيار أحواض السباحة التي تحترم معايير النظافة المطلوبة وتستخدم مادة الكلور بمستويات مناسبة. علماً أن بعض الجراثيم والفيروسات لا تتأثر أحياناً بهذه المادة ومنها بكتيريا "إي كولاي"، والتواجد في المياه التي تحتوي عليها او الشرب منها يمكن أن يؤدي إلى الإصابة بالعدوى.
 

اقرأ في النهار Premium