النهار

"أطباء بلا حدود" عبر "النهار العربي": كوليرا ومالاريا في السودان والوضع الصحي خطير
كارين اليان
المصدر: النهار العربي
بحسب اليونيسف، يتعرّض أكثر من 8 ملايين طفل في السودان دون سن 5 سنوات للخطر بسبب عدم تمكّنهم من الحصول على الخدمات الأساسية المنقذة للحياة.
"أطباء بلا حدود" عبر "النهار العربي": كوليرا ومالاريا في السودان والوضع الصحي خطير
unhcr
A+   A-
بحسب اليونيسف، يتعرّض أكثر من 8 ملايين طفل في السودان دون سن 5 سنوات للخطر بسبب عدم تمكّنهم من الحصول على الخدمات الأساسية المنقذة للحياة. حتى أن الحرب تسببت بتوقف نسبة 70% من المستشفيات والمراكز الطبية في مناطق النزاع الرئيسية، إضافة إلى تأثر أكثر من 20% من المؤسسات الطبية البعيدة، والأسوأ أن السودان كان يعاني قبل الحرب من هشاشة وضعف حقيقي في النظام الصحي، بسبب ضعف التمويل ونقص الكوادر الطبية.
 
في لقاء مع رئيس أطباء بلا حدود الهولندية الدكتور تمام العودات بعد خروجه من السودان، وصف الوضع الصحي في السودان بالمتردي، نتيجة العنف المتواصل الذي يؤثر على المدنيين، وظروف النزوح، وانتشار الأمراض في المجتمعات.
 
 
ما أصعب التحدّيات التي تتمّ مواجهتها في السودان على المستوى الصحي والإنساني؟
 
-في الدرجة الأولى، لا بدّ من الإشارة إلى أن شهري آب (أغسطس) وأيلول (سبتمبر) هما من أشهر القلّة في السودان في آخر الموسم، لعدم وجود مخزون غذائي كافٍ، في ظل زيادة مقلقة في حالات سوء التغذية في البلاد، خصوصاً بين الأطفال والحوامل. إذ يُسجّل سوء التغذية الحاد وسوء التغذية المزمن بشكل واسع. يُضاف إلى ذلك انتشار أمراض متعددة كالملاريا والإسهالات وغيرها في موسم المطر، نتيجة تلوث المياه والفيضانات ونقص الآبار وانتشار البعوض المتكاثر. وتؤدي هذه الأمراض إلى ارتفاع أعداد الوفيات بين الأطفال. ويشير العودات إلى أنه في جنوب دارفور حيث كان يعمل، عولجت هذه الأمراض بالتعاون مع مؤسسات صحية وأطباء بلا حدود. كما تمّ أُنشئت نقاط صحية أقرب إلى الناس لتشخيص ومعالجة الأمراض والإسهال في أماكن قريبة من المجتمعات، ولتوفير العلاج إلى شريحة كبرى من الناس.
 
أما النظام الصحي، فوصل إلى مرحلة من الصعب أن يُعمل فيها مع انقطاع المساعدات وعدم وصول الأدوية والمستلزمات الصحية وغياب العديد من العاملين في  المجال الصحي. هذا ما يضع السودانيين في وضع صحي سيئ، مع حرمانهم من الوصول إلى الخدمات الصحية في ظل انتشار واسع للأمراض، كالكوليرا والملاريا وغيرها، وارتفاع معدلات الوفيات بسببها 

ما الدعم الذي يحتاجه النظام الصحي في السودان؟
 
-يحتاج النظام الصحي في السودان إلى شتى أنواع الدعم:
-يجب إيصال المساعدات الطبية إلى كل من يحتاجونها بأسرع وقت ممكن
-على الأطراف المتحاربة أن تضمن سلامة المؤسسات الصحية التي يتمّ استهدافها بشكل متواصل
-ضمان وصول المساعدات الطبية من أدوية ومستلزمات طبية إلى المراكز الصحية
-ضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى السودان.
 
وفق ما يشير العودات، يُعتبر الغذاء من العناصر الأساسية التي يحتاجها السودانيون الآن. وهناك ارتفاع متكرّر للأسعار بسبب الشح في المواد الغذائية، ما يزيد من مشكلات سوء التغذية.
 
بشكل عام، يعتبر العودات النظام الصحي قريباً من الانهيار، وهناك مؤسسات صحية لا تزال تعمل لكن بشكل محدود، لغياب الإمكانات وقلة العاملين في القطاع الصحي. هي تعمل بالحدّ الأدنى، وهناك خطر بأن تتوقف تماماً عن العمل، بخاصة في حال عدم الحفاظ على أمان هذه المؤسسات. فالأسوأ أن الأطراف المتحاربة تستهدف هذه المؤسسات بشكل متكرّر ما يجعلها غير آمنة. وثمة حاجة إلى تسديد تكاليف الخدمات الصحية، ما لا يعتبر بمقدور جزء كبير من الناس. كما أن الإمدادات الطبية محدودة بسبب عدم السماح للمنظمات الإنسانية بإيصال المساعدات. فلا توجد أدوية ولا مستلزمات طبية. لذلك، يجدّد الدعوة بضرورة إيصال المساعدات بشكل ملحّ وسريع عبر الحدود إلى جميع النقاط التي تحتاجها. إضافة إلى أن الشعب بحاجة إلى الغذاء والوقود والإمدادات الإنسانية للحدّ من تداعيات الحرب.

كيف يمكن أن تنعكس مفاوضات جنيف على الوضعين الصحي والإنساني في البلاد؟
 
-يأمل العودات أن تؤدي مفاوضات جنيف إلى وقف إطلاق نار، لكن بما أن ذلك قد يتطلّب وقتاً، وبما أن الوضع لا يحتّم الانتظار، يشدّد على ضرورة التركيز على إمكانية وصول المساعدات الإنسانية إلى السودان في الوقت نفسه. فلا يمكن الانتظار لأشهر حتى تنتهي المفاوضات لوقف إطلاق النهار. ما هو مطلوب الآن من المنظمات الإنسانية والأمم المتحدة والأطراف المتحاربة والدول التي لها تأثير عليها، التركيز على الحاجة السريعة والملحّة لوصول المساعدات الإنسانية الآن وزيادتها بشكل كبير، مع ضرورة التركيز على ذلك، لا عبر نقطة واحدة بل عبر جميع النقاط الممكنة، عبر خطوط إطلاق النار والسماح للمساعدات بالوصول بشكل آمن.

اقرأ في النهار Premium