قد تفشل كل محاولات خفض الوزن رغم الالتزام التام بالحمية، لا بل أكثر بعد يمكن أن تحصل زيادة في الوزن. كما أن مشكلات الأمعاء التي لا يظهر سبب واضح لها، ومقاومة الأنسولين وانحباس السوائل في الجسم كلّها مشكلات يمكن أن يكون حلّها في مواجهة التحسس الغذائي الذي يعيره قلائل الأهمية اللازمة. في الواقع من خلال فحص بسيط في الدم، يمكن إيجاد الحلول الشافية لهذه المشكلات مع التقيد بالإرشادات. هذا ما تؤكده الاختصاصية في علم التغذية شيرمين بحوث، مشيرةً إلى أن كل من يعانون هذه المشكلات يمكن أن ينعموا بحياة أفضل عبر اكتشاف الأطعمة التي يعانون تحسساً عليها.
كيف يمكن اكتشاف حالة التحسس الغذائي؟
من يعاني التحسس الغذائي يواجه حالة عدم تقبل أطعمة معينة. وهنا تميز بحوث بين التحسس الغذائي والحساسية الغذائية. ففي الأولى قد لا تظهر آثار آنية خطيرة تدعو للقلق، إلا أنها تسبب مشكلات معينة، منها انحباس السوائل في الجسم أو مشكلات في الأمعاء، أو مقاومة الأنسولين أو عدم القدرة على خفض الوزن رغم الحمية. وفي هذه الحالة يجرى فحص IGG الذي يمتاز بدقة عالية ويظهر الأطعمة التي لدى الشخص حالة تحسس غذائي عليها. فهي عبارة عن أطعمة لا تناسب الجسم وتؤدي فيه إلى ردة فعل التهابية على المدى البعيد لأن جهاز المناعة يعمل بطريقة غير صحيحة، ما يؤدي إلى ارتفاع مستويات الكورتيزول أو مقاومة الأنسولين أو مشكلات في الأمعاء ونفخة وغازات أو ارتجاع في المريء أو تكدس الدهون بمعدلات زائدة. مع الإشارة إلى أنه لكل جسم ردة فعل مختلفة وخاصة وتكون تراكمية وليست آنية. أما الحساسية الغذائبة فتسبب ردة فعل تحسسية آنية قد تتفاوت من حيث الحدة ويمكن أن تؤدي إلى أعراض مختلفة، ومنها ما يستدعي الدخول إلى المستشفى. وفي هذه الحالة يجرى فحص الIGE وقد يظهر وجود حساسية على القمح أو البيض مثلاً ويمكن أن يؤدي تناولها إلى أعراض مرضية تستدعي الدخول إلى المستشفى، أي أن ردة الفعل تكون مباشرة.
من أكثر من يستفيدون من فحص التحسس الغذائي؟
كل من يعاني مقاومة الأنسولين أو الشحوم على الكبد أو مشكلات في الأمعاء كالنفخة والغازات أو انحباس السوائل في الجسم أو صعوبات في خفض الوزن رغم الحمية يستفيد إلى حد كبير من هذا الفحص. كذلك من يعانون تكيسات على المبيض أو أمراض أيضية من سكري وضغط وكوليسترول ومن يعانون التهابات. علماً أن فاعليته هي بنسبة 70 في المئة فيما يمكن أن يكون التوتر عائقاً في نسبة 30 في المئة الباقية، وفق ما توضحه بحوث. وفي الوقت نفسه، تساعد الأسئلة التي تطرح على الشخص على تحديد ما إذا كانت هناك مشكلة طبية أخرى يجب مواجهتها.
ما مدى صعوبة التقيد بنتائج الفحص بعد ظهورها على المدى البعيد؟
يختلف ذلك بحسب السبب وأساس المشكلة. فإذا لم تكن هناك أمراض والمشكلة في الوزن، تتغير نتيجة الفحص مع الوقت ويمكن في وقت لاحق العمل على إدخال الأطعمة الممنعة تدريجاً مع مراقبة لردة الفعل. فإما أن يتأقلم الشخص وينجح في تخطي المشكلة وتناولها أو يمكن تأخير ذلك لوقت لاحق تجنباً لمعاودة المشكلة. على سبيل المثال، بالنسببة لمن يعاني مقاومة الأنسولين، قد لا يكون ضرورياً الامتناع عن تناول كل النشويات بل يظهر الفحص أصنافاً منها يجب الامتناع عن تناولها، وبالطبع هذا ما يختلف بين شخص وآخر.
هل يعتبر الفحص مكلفاً؟
كلفة الفحص هي 100 دولار وهي لا تعتبر كلفة عالية بالنظر إلى معدل الاستفادة منها. كما أن الفحص يترافق مع معاينة طبية وحمية ومتابعة، إضافة إلى فحص تحديد مستويات الدهون في الجسم وكيفية توزيعها وما إذا كانت هناك شحوم على الكبد أو نفخة في الأمعاء. فبفضل الفحص يمكن الدخول في التفاصيل في تحديد الأطعمة إضافة إلى الإرشادات العامة التي تعطى لكل من الحالات.
ما الأطعمة التي غالباً ما تكون سبباً للتحسس الغذائي؟
- القمح
- الألبان والأجبان
- البيض
- الثوم
- البصل
- البروكولي
كيف يجرى الفحص؟
يجرى الفحص كفحص السكري وترسل عينة الدم إلى المختبر في ألمانيا حيث تصدر النتيجة بعد أربعة أيام تقريباً. وفي نتيجة الفحص، تظهر الأطعمة التي يجب تجبها وتلك التي يمكن تناولها بشكل محدود وتلك التي لا مشكلة في تناولها. أما البدائل فتكون دائماً من الطهو المنزلي بحسب بحوث تجنباً للتحديات التي يمكن أن يواجهها الشخص. وبطبيعة الحالة التحسس الغذائي يكون بدرجات مختلفة فيكون خفيفاً أو معتدلاً أو بسيطاً وهذا ما يختلف أيضاً بين شخص وآخر.