النهار

حلِّق عبر الأمواج كأنك تقود دراجة هوائية مخصصة للجبال... إنها الـHydroflyer
المصدر: النهار العربي
في عالم سريع التغيّر، حيث تتطور تقنيات النقل والترفيه المائي بشكل مستمر، ظهرت تقنية جديدة مثيرة للاهتمام تحت اسم Hydroflyer. هذه الأداة ليست مجرد وسيلة نقل مائية، بل تمثل طفرة تكنولوجية تجمع بين الإثارة والتحدّي
حلِّق عبر الأمواج كأنك تقود دراجة هوائية مخصصة للجبال... إنها الـHydroflyer
Hydroflyer
A+   A-
مع تزايد الازدحام في المدن الكبرى حول العالم، يزداد البحث عن حلول بديلة للتنقل، تجمع بين الكفاءة والسرعة وتخفيف الضغوط على الطرق المزدحمة. في هذا السياق، يبرز الـ"هايدروفلاير" Hydroflyer كفكرة مبتكرة للتنقل في المدن الكبرى مثل نيويورك، أمستردام، أو دبي، حيث تكثر القنوات المائية والأنهار. هل يمكن أن يصبح هذا الجهاز جزءاً من حل المشكلات المرورية في المدن الأكثر ازدحاماً؟
 

في عالم سريع التغيّر، حيث تتطور تقنيات النقل والترفيه المائي بشكل مستمر، ظهرت تقنية جديدة مثيرة للاهتمام تحت اسم Hydroflyer. هذه الأداة ليست مجرد وسيلة نقل مائية، بل تمثّل طفرة تكنولوجية تجمع بين الإثارة والتحدّي، في تجربة جديدة لعشاق الرياضات المائية. وثمة سؤال يطرح نفسه يتصل بكيفية تأثير هذه التكنولوجيا على مستقبل الترفيه المائي والنقل؟

 

 
إن "هايدروفلاير"، ومعناها الحرفي "المحلّق عبر الماء"، كناية عن جهاز كهربائي متقدّم يتيح للمستخدمين التحليق فوق سطح الماء باستخدام تقنية "هايدروفويل" hydrofoil. يتميز هذا الجهاز بمحرك كهربائي هادئ وصديق للبيئة، يعمل على دفع المستخدم بسرعة وثبات على سطح الماء. مع تصميمه الأنيق وسهولة التحكّم به، يجمع "هايدروفلاير" بين الإثارة والأمان، ويقدّم تجربة مائية فريدة.
 
 
وصف موجز لمحلق في الماء!

 

تزداد شعبية أجهزة الـHydroflyer، خصوصاً بين الأثرياء. ويبرز بينهم بالتحديد مارك زوكربرغ، الرئيس التنفيذي لشركة "ميتا" Meta الذي يأخذ هواية الألواح المائية على محمل الجد. إذ تتميز بأنها أكثر هدوءاً وأقل إزعاجاً من الزلاجات النفاثة "جِت سكي" Jet Ski الرائجة حاضراً. وقد تشكِّلبديلاً مثيراً لهواية ركوب الأمواج "سيرفنغ" Surfing في الأيام التي لا يوجد فيها نسيم، وتتدنى فيها حركة الأمواج أو تسكن كليّاً.

 
وخلال أقل من عام، باعت شركة "هايدروفلاير" الكندية حوالي 150 من تلك الأداة المبتكرة. وتتوفر ألواح "هايدروفلاير" في شكل واحد حاضراً، يسمّى "كروزر". وتبدأ أسعاره من 15990 دولاراً، بحسب تقرير نُشر في موقع مجلة "وايرد.كوم" wired.com.
 وفي تفاصيل اخرى، يزن لوح "هايدروفلاير" حوالى 50 كيلوغراماً. ويشمل ذلك اللوح وبطارية الليثيوم التي توفّر حوالي ساعتين من وقت المرح المائي. وتصل سرعة تلك الدراجة المائية إلى نحو 27 ميلاً (43.4 كيلومتراً) في الساعة، فتكون أبطأ بقليل مما تقدّمه الكثير من المراكب  المائية الاخرى.
 
Image may contain Boat Hydrofoil Transportation and Vehicle
 
تمتلك "هايدروفلاير" مروحة دفع كهربائية تتصل مع اللوح الرئيسي بعامود متين. وتشمل المروحة شفرات دوّارة تعمل في أسفل المركبة. ويُضاف إلى ذلك، أنها صمِّمت مع مراعاة معايير السلامة. إذ يحيط بمراوح الدفع غلاف واقٍ دائري. ويتوقف المحرك تلقائياً بمجرد رفع إصبعك عن زناد التحكّم أو سحب مفتاح الإيقاف، وكلاهما متصل بالمقود.
 

ويضاف إلى ذلك كله أن العنصر البارز في دراجة "هايدروفلاير" يتمثّل بعامود المقود المتين المثبّت على سطح اللوح الرئيسي. ويشكّل عامود المقود قطعة مركزية تهدف إلى تعزيز الركوب للأشخاص من جميع مستويات المهارة. ويمكن إزالة مجموعة المقود حينما ترغب في اتّخاذ وضعية شبيهة بلوح التزلج على الأمواج "سيرفنغ".

وكذلك تعطيك تجربة ركوب Hydroflyer شعوراً يشبه ما يُحس به راكبو الدراجات الجبلية حينما ينطلقون على التلال. وقد جرى تصميم مقابض "هايدروفلاير" بطريقة تجعلها مشابهة لمقابض الدراجات الجبلية.

وكذلك كُسِيَتْ مقابض "هايدروفلاير" بأغطية مطاطية متينة تساعد يديك المبللتين في التشبث بها.

 
وإضافة إلى المقود، تتضمّن Hydroflyer عنصرين في تصميمها يهدفان إلى مساعدة الراكب في الحفاظ على توازنه وتفادي سقوطه عنها. وفي معظم الأحيان، حينما تنخفض المقدّمة إلى أسفل وتلتقط موجة، فإنها ترتد إلى أعلى بدلاً من أن تنخفض مباشرة إلى الأسفل في الماء.
 
ويوضح مدير الشركة المنتجة لألواح "التحليق" فوق الماء، أنه يتطلّع إلى مراعاة عنصر المساواة الاجتماعية على المدى الطويل. إذ يرغب في إنتاج لوح بسعر أقل من 10آلاف دولار. وكذلك يتصور قدوم يوم يغدو فيه استخدام لوح Hydroflyer وسيلة نقل للأشخاص الذين يتطلّعون إلى عبور خليج أو نهر. 
 
خيار حقيقي أم ترف فائض؟

 

ليس واضحاً بعد مدى قدرة ميزات "هايدروفلايرر" على اجتذاب الجمهور لتجربة ركوبها بملابسهم المكتبية وأجهزة الكمبيوتر المحمولة في حقائبهم، فيما هم يحلقون عبر الأمواج.

 ولكن، مع التقدّم المستمر في تقنيات البطاريات والمحركات الكهربائية، يتوقع بعض الخبراء أن Hydroflyer ستشهد تطوراً كبيراً في المستقبل. ومن المتوقع أن تتحسن كفاءة البطاريات، ما يتيح للمستخدمين وقتاً أطول من الاستمتاع بالمياه، بالإضافة إلى تحسينات في التصميم والتقنيات لزيادة السرعة والمرونة.
 

وبالرغم من التفاؤل بمستقبل "هايدروفلاير"، إلّا أن هنالك تحدّيات قد تعوق انتشارها الواسع، من بينها التكلفة العالية نسبياً للجهاز في الوقت الحالي، ما يجعلها مقتصرة على فئة محدّدة من المستخدمين. بالإضافة إلى ذلك، قد تكون هناك تحدّيات تنظيمية تتعلق بسلامة الاستخدام في بعض المناطق، خصوصاً إذا ازدادت شعبيتها بشكل كبير.

في المقابل، إنّ هذه التحدّيات ليست مستعصية على الحل. ومع استمرار الابتكار والتطور، يمكن أن تصبح هذه التقنية أكثر انتشاراً ومتاحة للعديد من المستخدمين حول العالم. 

 

وبغية إتاحة Hydroflyer للجميع بسعر مقبول كي تنتشر على غرار السكوتر الكهربائي، يمكن تبنّي استراتيجيات عدة تتعلق بتطوير التكنولوجيا، وتحسين كفاءة الإنتاج، واعتماد نماذج عمل جديدة.

وعلى غرار السكوتر الكهربائي، يمكن أن تتاح أجهزة "هايدروفلاير" للتأجير بالساعة أو اليوم عبر تطبيقات الهواتف الذكية، ما يتيح للناس استخدامها من دون الحاجة إلى شرائها. ويمكن إنشاء محطات تأجير في المدن الساحلية والمناطق التي تحتوي على قنوات مائية أن يسهّل على الأشخاص استئجار Hydroflyer والعودة بها بعد الاستخدام.

هل تصبح "هايدروفلاير" هي "سكوتر" التنقل البحري في السنوات المقبلة؟ سؤال تبقى إجابته رهن المستقبل.

 
 
 
الكلمات الدالة

اقرأ في النهار Premium