في موسم الخريف، ينصح خبراء التغذية غالباً باللجوء إلى حمية ديتوكس للتخلص من السموم التي تكدّست في الجسم. مع حلول هذا الموسم، تُطرح تساؤلات حول فاعلية مثل هذا النظام الغذائي الذي ثمة جدل حوله. إذ يشكّك البعض بجدواه، خصوصاً في حال عدم الاستناد إلى المعايير السليمة عند اتباعه. كل التفاصيل حول هذه الحمية توضحها خبيرة التغذية ميريام شهاب، في إحاطة شاملة توضح فيها الأسس التي يجب الاستناد إليها عند اتباع نظام ديتوكس للتخلص من السموم.
ما الفترة الأنسب لاتباع حمية ديتوكس؟
تُعتبر الفترة الأنسبة لاتباع حمية ديتوكس بعد الأعياد أو بعد موسم الصيف، التي تُعتبر من الفترات التي يكثر فيها التعرّض للسموم. وفي حال الرغبة في التخلص من السموم بشكل أمثل، من الأفضل اعتماد هذه الحمية مرّتين في السنة أو ثلاث. ففي مثل هذه الفترات، تزيد معدلات الإفراط في الأكل وتناول الدهون، ويمكن باللجوء إلى هذه الحمية التخلّص من السموم التي تسبّب الأذى للجسم، ما يسمح بتخلص الخلايا من السموم التي تعرّضها للتلف والشيخوخة.
ما مصادر السموم التي نتعرّض لها في حياتنا؟
وفق ما توضحه شهاب، نتعرّض في حياتنا إلى السموم بسبب النظام الغذائي غير الصحي الغني بالدهون والملح والسكر والكحول، وغيرها من المصادر الضارّة في نمط حياة غير صحي. وهذا ما يحصل غالباً في فترات الأعياد والعطلات، حيث يبتعد الكل عادة عن نمط الحياة الصحي والنظام الغذائي المتوازن. فالكل يجد فرصة في هذه المناسبات لكسر الروتين في نمط الحياة عامةً، والمبالغة في الأكل وفي نمط الحياة المتبع، ما يؤدي إلى عادات وسلوكيات غير سليمة وغير صحية، مع ما ينتج من ذلك من تكدّس السموم في الجسم.
وبشكل عام، يتعرّض الإنسان إلى السموم في حياته بحسب نمط الحياة المتبع والنظام الغذائي الذي يعتمده. كما تؤثر طريقة الطهو وأنواع الأطعمة التي يتمّ تناولها. وثمة بكتيريا في الأكل يمكن التعرّض لها وتزيد من احتمال تكدّس السموم والتعرّض لالتهابات، في حال اتباع نظام غذائي غير صحي أو الإفراط في تناول الكحول والحد من شرب الماء.
كيف تساعد حمية ديتوكس في التخلص من السموم؟
تساعد حمية ديتوكس في تعزيز نظام المناعة الذي ينخفض بسبب تكدّس السموم في الجسم. كما ينعكس ذلك إيجاباً على البشرة التي تتأثر بتكدّس السموم وبانخفاض معدلات الماء في النظام الغذائي وارتفاع معدلات الملح والكحول.
على صعيد آخر، بسبب النظام الغذائي غير الصحي المتبع تتأثر الصحة النفسية سلباً، بما أن العناصر الغذائية الأساسية من فيتامينات ومعادن لها دور إيجابي في ذلك، تكون غائبة ويزيد احتمال التعرض للالتهابات في الجسم. حتى أن برنامج الأكل المنتظم يكون غائباً في العطلات والأعياد، ما يؤثر سلباً. عندها تأتي حمية ديتوكس لتقدّم الحل لاستعادة الوظائف السليمة والمناعة وتحسين صحة الجلد والحدّ من خطر الإصابة بالتهابات وتحسين الصحة النفسية والجسدية. أما الآثار الواضحة التي يمكن ملاحظتها لدى تكدّس السموم في الجسم فهي:
-التعب المستمر وانخفاض معدلات الطاقة
-عدم القدرة على التركيز
-عدم القدرة على هضم الطعام بشكل طبيعي
-جفاف البشرة
-تساقط الشعر.
أما في حال اتباع حمية ديتوكس، فيُلاحظ تحسن على هذا المستوى وفي جودة النوم ومستويات النشاط. كما يلُاحظ تحسن في نوعية البشرة وفي صحة الشعر.
على ماذا تستند حمية ديتوكس؟
تقضي حمية ديتوكس بالابتعاد عن الأطعمة المصنّعة من سكاكر ولحوم مصنّعة بأنواعها. كما تنصح شهاب في هذا النظام بالصيام بشكل معين مع فترات متقطعة من الأكل والامتناع عن ذلك. أما الأطعمة التي يجب الامتناع عنها في حمية ديتوكس فهي:
-الكافيين من مختلف مصادره
-الكحول
-اللحوم المصنّعة بأنواعها
-الأطعمة المصنّعة
-السكاكر
-الدهون: في حال تناول الدهون يجب التركيز على الدهون الصحية الغنية بالأحماض الدهنية أوميغا 3 مثل المكسرات النيئة المفيدة لصحة القلب.
كما يُنصح لدى اتباع حمية ديتوكس بالحدّ من تناول الحليب ومشتقاته والإكثار من شرب الماء والتركيز على الخضراوات والفاكهة والعصائر.
من يجب أن يمتنع عن اتباع حمية ديتوكس؟
ثمة فئات معينة لا تنصح شهاب بأن تتبع حمية ديتوكس:
-المسنون
-الحوامل
-المرضعات
-من يُعتبرون عرضة لهبوط السكر أو هبوط الضغط.
وكون هذا النظام يمتاز بكونه قليل الوحدات الحرارية لا يمكن للكل أن يتبعه بطريقة عشوائية، ومن الضروري اللجوء إليه بطريقة مدروسة.
هل تساعد حمية ديتوكس في خفض الوزن أيضاً؟
صحيح أن الهدف من اتباع حمية ديتوكس هو التخلص من السموم، إلّا أنها تساعد في خفض الوزن أيضاً. حتى أن من يرغبون بخفض الوزن سريعاً قد يلجأون إليها كونها قليلة الوحدات الحرارية، وإن كان هدفها الأساسي التخلص من السموم. لكن الشرط الأساسي عندها هو أن يعرف من يتبعها اختيار النظام الغذائي المناسب بعدها، لتجنّب خسارة الكتلة العضلية. لذلك بعد اتباعها، من المفترض التركيز على الحمية الغنية بالبروتينات حفاظاً على الكتلة العضلية.