يُعتبر ضعف النظر بعد سن الأربعين من الحالات الحتمية التي لا مفرّ منها. فمن المتوقع أن يعاني كل إنسان هذه المشكلة، وإن كانت تظهر اولاً بدرجات متفاوتة. هذا ما يؤكّده الطبيب الاختصاصي في جراحة وأمراض العين الدكتور جورج حرب. لكن قلائل يدركون أن النظّارات لا تُعتبر الحل الوحيد لمواجهتها، ومن الممكن اللجوء إلى وسائل أخرى تساعد في التغلب على حالة لا تخلو من الإحراج في كثير من الأحيان.
ما سبب ضعف النظر بعد سن الأربعين؟
يحصل ضعف النظر بعد سن الأربعين نتيجة ضعف في عضلة العين. ويشبّهها حرب بالكاميرا التي تسمح بالتركيز في النظر وفق تعديل معين تلقائي يُجرى. فبفضل هذه العضلة ذاتها يرى الإنسان للبعيد والقريب على إثر تعديلات تلقائية في النظر. لكن على إثر الضعف فيها يصبح هناك ضعف في النظر وتتراجع القدرة على التركيز للمسافة القريبة.
هل يضعف نظر الكل في عمر الأربعين؟
من المتوقع أن يحصل هذا الضعف في النظر للكل ابتداءً من عمر الأربعين. لكن هذا لا يعني أن يضعف نظر الكل في الوقت نفسه. فمن هذه السن، يضعف النظر تدريجاً مع تراجع قوة العضلة وصولاً إلى عمر الستين عاماً، فيحصل عندها فقدان كلي في النظر للمسافة القريبة، نتيجة الضمور التام في العضلة. هي حالة طبيعية من المتوقع أن يعانيها الكل في مرحلة ما بعد الأربعين، وإن كانت قد لا تصيب الكل بالدرجة نفسها في الوقت نفسه. لكن لا ينكر حرب أن البعض قد لا يشعر بهذه المشكلة إذا كان يعاني أصلاً قصراً في النظر في المرحلة ذاتها. فعندها يحصل تعديل في النظر للقريب بشكل موقت، لكن في وقت لاحق، ستكون المشكلة موجودة ولا مفرّ من ذلك.
ما هي الحلول المتاحة؟
- النظّارات. تُعتبر النظّارات أولى الحلول التقليدية المتاحة لمشكلة ضعف النظر للقريب بعد سن الأربعين. قد تكون النظّارات بتعديل تدريجي للقريب والبعيد بدرجات معينة.
- العدسات اللاصقة. تتوافر العدسات اللاصقة الخاصة بضعف النظر للقريب والبعيد أيضاً.
- عملية الليزر. من الممكن اللجوء إلى عملية الليزر، والأفضل ان تُجرى في سن الخمسين بحسب حرب.
- الجراحة. في هذه العملية تُزرع عدسات في العين تسمح بالاستغناء طوال الحياة عن النظّارات.
الاكتشاف المبكر وأهميته
في الأربعينات من العمر، من الضروري إجراء فحص شامل للنظر بغض النظر عن الحالة، وما إذا كان الشخص يشعر بضعف النظر. فإضافة إلى إمكان كشف ضعف النظر في مرحلة مبكرة، من الممكن في هذا الفحص كشف مشكلات أخرى ترتبط بهذه المرحلة، ولها علاقة بالعمر، مثل ارتفاع ضغط العين. وهذا الفحص ضروري في كل الحالات. علماً أن ضعف النظر الذي يظهر بعد سن الأربعين لا علاقة له بوجود ضعف نظر سابق، فهو يحصل بالمطلق لأي إنسان في هذه المرحلة العمرية.