النهار

سبب الكهرباء الساكنة يُكشف بعد آلاف السنين
المصدر: النهار العربي
في عام 600 ق.م، اكتشف الفيلسوف اليوناني طاليس المالطي أنّ عمليّة احتكاك الفروة بالكهرمان تجذب الغبار. فكشف هذا الاختبار البسيط عمّا يُعرف اليوم بالكهرباء الساكنة.
سبب الكهرباء الساكنة يُكشف بعد آلاف السنين
الكهرباء الساكنة
A+   A-
في عام 600 ق.م، اكتشف الفيلسوف طاليس المالطي، أحد "الحكماء السبعة" عند اليونان، أنّ عمليّة الاحتكاك بين فروة الرأس والكهرمان تجعل الشعر قادراً على جذب الغبار. فكشف هذا الاختبار البسيط عمّا يُعرف اليوم بالكهرباء الساكنة "ستاتيك إلكترستي" Static Electricity.
 

قد تَعرف هذه الظاهرة من خلال التطاير في شعرك عند تسريحه، أو من خلال صوت الفرقعة أو حين يلتصق بالوناً بالسقف بعدما تفركه على رأسك أو لدى شعور بعض الأشخاص أحياناً بتيار كهربائي خفيف حينما يلمسون شيئاً ما.

 

إجابة علميّة لتيّار غامض

 

وأخيراً، توصل العلماء إلى إجابة على هذه الظاهرة  التي لطالما حاولوا فهم السبب وراءها طيلة قرون عدّة، وفقاً للتقرير الذي نشره موقع "ساينس أليرت" Science Alert.

 

تتعرّض بداية الحركة الانزلاقية ونهايتها إلى قوى مختلفة. ويؤدّي ذلك إلى فارق في كميات الطاقة التي قد تتراكم على الشيء المتحرك، بين الجهة الأماميّة والخلفيّة. وحينما يكون ذلك الشيء له تركيبة تجعله قادراً على الإمساك بتلك الطاقة المتأتية من الحركة الانزلاقية، يؤدي الفارق في الطاقة بين طرفيه إلى انتاج كهرباء ساكنة. وأحياناً كثيرة، تصدر صوت فرقعة بالترافق مع هذه العملية أو حينما يحدث تلامس معها. ويجدر ملاحظة أن تلك الطاقة تنجم أساساً من الاحتكاك بين جسمين قد يكون أحدهما أو كلاهما، غير موصل للكهرباء.

 
ويؤكّد عالم المواد لورانس ماركس من جامعة "نورث وسترن" في الولايات المتّحدة بأنّ الإجابة بسيطة ومدهشة بالفعل؛ وتتمثَّل بأنّ الأشكال المختلفة المتراكمة على شيء ما، تنزلق وتؤدّي إلى حدوث الظاهرة المعروفة بالكهرباء الساكنة. 
 

 

ستاتيك إلكترستي ودورها في تكوُّن الأرض

وفي العام 2019، حقّق ماركس وزملاؤه إنجازًا كبيرًا باكتشاف أنّ احتكاك مادّتين معًا يشوّه النتوءات المجهريّة على سطح تلك المادّتين. و يفسّر ذلك السبب في السهولة النسبية التي تستطيع أن تتغلب بها أحياناً على سرعة انزلاقك فوق أرضيّة مصقولة إذا سرت عليها مرتدياً الجوارب وحدها.

وقد تكون الكهرباء الساكنة مسؤولة جزئيًّا عن وجودنا على الأرض، بمعنى أن الـ"ستاتيك إلكتريستي" هي التي ربطت أوّل جزيئات الغبار التي شكّلت الكوكب في الحقبة المبكرة من تكونه ضمن النظام الشمسي. 
وعبّر ماركس عن دهشته قائلًا أنّ من المذهل كم تؤثّر الكهرباء الساكنة على الحياة بشكل بسيط وهائل في الوقت عينه. "مدهشٌ كم أنّ الكون يعتمد عليها!"
 
 
 

اقرأ في النهار Premium