النهار

كيف يحد المواطن اللبناني من وطأة الأحداث على صحته النفسية؟
كارين اليان
المصدر: النهار العربي
كيف يحد المواطن اللبناني من وطأة الأحداث على صحته النفسية؟
تعبيرية
A+   A-
في ظل الظروف الحالية، تبدو الصحة النفسية لكل من المواطنين اللبنانيين بخطر.  فمن لم يغادر بيته وأرضه قسراً، ومن لم يتعرض منزله للقصف، يعيش حالة من الرعب والهلع جراء ما يحصل في الوطن. قد لا تظهر الاضطرابات النفسية الآن، لاعتبارنا لا نزال في قلب الأحداث المؤلمة، وفق ما تؤكده نقيبة الأطباء النفسيين في لبنان الدكتورة ليلى ديراني، إنما الخوف من تداعيات ما يحصل على الصحة النفسية للأفراد قد تظهر في مرحلة لاحقة. ما يمكن فعله اليوم على حد قولها تقديم الدعم والمساندة مع المعالجات اليومية.  كما أن خطوات عديدة منها التكاتف والتضامن، من الخطوات التي يمكن أن تحد من هذه الآثار السلبية ومن الاضرار النفسية.
 

ما الخطوات التي تساعد على الحد من الآثار النفسية خلال هذه الظروف الصعبة؟
يعيش الكل في ظروف الحرب الاستثنائية، بحسب ما توضحه ديراني. لكن مهما كانت الظروف صعبة، هناك خطوات عديدة يمكن أن تساعد على الحد من الأضرار على الصحة النفسية:
-الابتعاد عن الأخبار على وسائل التواصل الاجتماعي ووسائل الاعلام لارتباطها بظروف الحرب. فهذا يساعد على تجنب القلق على صعيد شخصي وعلى صعيد المحيط أيضاً
-على كل مواطن أن يتذكر أن كل شيء مهماً كان صعباً يمر وله نهاية. وهذه المحنة التي يمر بها لبنان لها نهاية أيضاً رغم أنها ظروف صعبة والأهم أن نبقى متماسكين فيها.
-على من يستطيع أن يحرص على ممارسة أنشطة تساعد على التمويه عن النفس وينطبق ذلك على الأطفال. إذ يساعد ذلك على الحد من الضغط النفسي سواء عبر ممارسة أنشطة معينة أو عبر ممارسة تمارين الاسترخاء مثلاً
-يجب المساهمة في تأمين الحاجات الأساسية للنازحين ومن يتواجدون على الطرقات دون مأوى. فحتى حاجاتهم الأساسية لم تتأمن ويجب الحرص على توفيرها لهم برفق واحترام.
-على من يحتاج إلى المساعدة النفسية التواصل على الخط الساخن لتلقي المساعدة أو اللجوء إلى وزارة الصحة أو النقابة. علماً أنه ثمة متطوعين يعملون في مختلف المناطق اللبنانية على توفير الدعم النفسي وتعطى لهم في هذه الحالة مهم أقل تخصصاً بحسب ديراني.
-بما أن البعض يخشى استقبال النازحين بسبب أفكار مسبقة، يجب التركيز على أن مساعدة الإخوة بالإنسانية واجب على كل فرد ولو بأبسط الطرق لتضميد جراحهم. فيجب الحرص على مساعدة العائلات المتضررة والتخفيف عنها
-كون المساعدات الإنسانية لم تصل بعد، يمكن لكل فرد ان يساعد على قدر المستطاع. علماً أن مساعدة الآخر تشعر الإنسان بالقدرة على الصمود عندما يشعر بأنه ذات منفعة. فيمكن لكل إنسان أن يساعد بحسب إمكاناته فبذلك يساعد كل منا نفسه والآخر. 
في الوقت نفسه، تنصح ديراني كل من يقدم المساعدة ألا ينهك ذاته حتى لا تنقلب الامور بشكل معاكس. فعلى كل فرد أن يتأكد من قدراته ويساعد على هذا الأساس مع الحرص على عدم تخطيه حتى لا يؤثر ذلك على صحته النفسية ويصبح هو بحاجة إلى المساعدة. كما تنصح كل شخص بالاتصال على الخط الساخن 009613839325 لتلقي مساعدة مختصة بما أن الاختصاصيين موجودين لهذا الهدف في مختلف المناطق لتوفير الدعم.
نصائح عملية للحد من وطأة الأحداث الصادمة(بالتعاون بين منظمة الصحة العالمية والبرنامج الوطني للصحة النفسية):
-الاستماع إلى الذات وإلى الآخر والتعبير عن مشاعر الخوف والقلق والغضب
-احترام إرادة الأشخاص الذين لا يرغبون أن يحكوا
-حتى في حال فقدان الشهية، الحفاظ على روتين الأكل والشرب والنوم حفاظاً على الطاقة
-اللجوء إلى وسائل التأقلم الصحية بدلاً من السلوكيات غير الصحية كاللجوء إلى الكحول والمهدئات
-في حال معاناة ضغط نفسي يجب الاتصال بخط الحياة 1564 أي الخط الوطني الساخن للدعم النفسي والوقاية من الانتحاربالتعاون مع جمعية Embrace

اقرأ في النهار Premium