اجتمع وزير الخارجية الصيني وانغ يي الثلاثاء مع سكرتير مجلس الأمن الروسي سيرغي شويغو لإجراء مشاورات أمنية في بكين، فيما يعمّق البلدان العلاقات بينهما وسط احتجاجات الغرب.
وعمدت موسكو وبكين إلى توسيع تعاونهما العسكري والدفاعي منذ الغزو الروسي لأوكرانيا قبل ثلاث سنوات تقريبا. ويعد الزعيم الصيني شي جينبينغ أحد أهم حلفاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على الساحة الدولية.
لكن بكين وجدت نفسها عالقة أيضا وسط تحالف ناشئ بين روسيا وكوريا الشمالية التي صادقت هذا الأسبوع على معاهدة دفاع مشترك مع موسكو إضافة إلى ما أوردته تقارير عن إرسال بيونغ يانغ جنودا للقتال في أوكرانيا.
وخلال محادثاته مع وانغ في بكين، شدد شويغو على حاجة البلدين إلى "مواجهة سياسة الاحتواء المزدوج الموجهة ضد روسيا والصين من جانب الولايات المتحدة والدول الدائرة في فلكها".
وأضاف: "تمثّل الشراكة الشاملة والتعاون الاستراتيجي (بين الصين وروسيا) نموذجا للتعاون بين قوتين في عالم اليوم".
ونقلت وكالات أنباء روسية عنه قوله: "رغم أنه ليس تحالفا عسكريا-سياسيا مثل ذاك الذي شُكِّل خلال الحرب الباردة، فإن العلاقات بين بلدينا تتجاوز هذا الشكل من العلاقات بين الدول".
من جهته، أكّد وانغ يي قوة العلاقة التي تربط بكين وموسكو، مشيرا إلى أن العلاقات الصينية-الروسية "صمدت أمام اختبار الظروف الدولية (المتغيرة) ودائما ما حافظت على زخم التنمية الصحية والثابتة".
ونقلت وزارة الخارجية الصينية عن وانغ قوله لشويغو: "كلما ازداد تعقيد الوضع الدولي والتحديات الخارجية، ازدادت أهمية تعزيز الوحدة والتعاون للدفاع عن المصالح المشتركة للجانبين".
روسيا في معرض الطيران الصيني
كان شويغو وزيرا للدفاع خلال العامين الأولين من غزو أوكرانيا، قبل أن يعينه بوتين سكرتيرا لمجلس الأمن بعد سلسلة نكسات عسكرية وانتقادات من مراسلين عسكريين مؤثرين في البلاد.
وسيحضر شويغو معرض الصين الدولي للطيران والفضاء هذا الأسبوع الذي يُنظم كل عامين في مدينة جوهاي الجنوبية.
وستقوم المقاتلة الروسية الشبح المتطورة "سو-57" بطلعة استعراضية خلال المعرض.
وتقدم الصين نفسها كطرف محايد في حرب أوكرانيا وتنفي تزويد أي من الطرفين أسلحة فتاكة، على عكس الولايات المتحدة والدول الغربية الأخرى.
ومع ذلك، تبقى حليفة سياسية واقتصادية وثيقة لروسيا، وقد وصفتها دول حلف شمال الأطلسي بأنها داعمة "حاسمة" للحرب التي لم تندد بكين بها يوما.
والشهر الماضي، تعهد وزيرا دفاع البلدين تعميق التعاون بين جيشي بلديهما.