وصل الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إلى باريس الخميس لإجراء محادثات مع نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون، قادما من بريطانيا حيث التقى في مستهل جولة أوروبية سريعة، رئيس الوزراء كير ستارمر والأمين العام لحلف شمال الأطلسي (ناتو) مارك روته.
وتشمل الجولة الأوروبية أيضا روما وبرلين، وتأتي بحثا عن دعم إضافي بينما يواصل الجيش الروسي تقدمه في شرق أوكرانيا.
وتأتي الجولة قبل أقل من شهر على الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة غير محسومة النتائج ما يثير قلقا لدى كييف بشأن تواصل الدعم الأميركي الحيوي لها في مواجهة الغزو الروسي الذي بدأ مطلع العام 2022.
في لندن، قال ستارمر إنه ناقش مع زيلينسكي "خطة النصر" الأوكرانية على القوات الروسية.
من جهته صرح روته: "الأمر يتعلق بأوكرانيا، ولكنه يتعلق أيضا بالدفاع عن الغرب وكيفية الحفاظ على أمننا".
من المنتظر أن يكشف عن هذه "الخطة" التي طرحها زيلينسكي وما تزال غامضة إلى حد ما في هذه المرحلة، خلال قمة السلام المتوقعة في تشرين الثاني (نوفمبر) والتي لم تؤكد كييف موعدها بعد.
صواريخ بعيدة المدى كرر الرئيس الأوكراني في الأيام الأخيرة أنه يريد "إرغام" موسكو على الجلوس إلى طاولة المفاوضات وقبول شروط كييف.
وقال كير ستارمر مرحبا بضيفه: "من المهم للغاية أن نتمكن من إظهار التزامنا المستمر بدعم أوكرانيا".
بريطانيا هي أحد الداعمين الرئيسيين لكييف منذ أن بدأ الغزو الروسي لأوكرانيا في 24 شباط (فبراير) 2022. وهذه هي المرة الثانية التي يزور فيها الرئيس الأوكراني لندن منذ أن تولى رئيس الوزراء العمالي المنصب في الرابع من تموز (يوليو).
وجدد زيلينسكي "ضرورة الحصول على إذن لضرب عمق الأراضي الروسية" بأسلحة بعيدة المدى مقدمة خصوصا من بريطانيا.
ويطالب الرئيس الأوكراني منذ أشهر بالحصول على إذن لاستخدام صواريخ "ستورم شادو" البريطانية طويلة المدى لضرب أهداف داخل الأراضي الروسية.
لكن روته دعا بعد الاجتماع الثلاثي إلى "عدم التركيز على نظام أسلحة واحد". وقال عندما سأله الصحافيون عن صواريخ ستورم شادو "ليس نظام أسلحة واحد هو الذي سيحدث الفرق".
وأضاف متحدث باسم داونينغ ستريت: "لم يتم الفوز بأي حرب بسلاح واحد".
لكنه لفت إلى أن رئيس الوزراء البريطاني أكد "دعم (المملكة المتحدة) الثابت لأوكرانيا في مواجهة العدوان العسكري الروسي".
أسلحة مكلفة بعد لندن، توجه زيلينسكي إلى باريس حيث يجري محادثات مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.
وأعلن الجيش الروسي الخميس أنه ضرب منصتين لأنظمة باتريوت الأميركية للدفاع الجوي، وهي أسلحة باهظة الثمن وقيّمة سلمها الحلفاء الغربيون إلى أوكرانيا لمواجهة القصف اليومي.
ومن العاصمة الفرنسية سيتوجه الرئيس الأوكراني إلى روما ليجري مباحثات مساء مع رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني ومن ثم صباح الجمعة مع البابا فرنسيس في الفاتيكان.
وينتظر وصوله في اليوم نفسه إلى ألمانيا، حيث سيلتقي المستشار أولاف شولتس الذي تنوي حكومته خفض المبلغ المخصص للمساعدات العسكرية الثنائية الموجهة لكييف بالنصف خلال 2025 ما أثار معارضة أوكرانيا.
وتأتي هذه الجولة الأوروبية فيما أرجئ اجتماع مهم لشركاء كييف العسكريين كان مقررا السبت في ألمانيا بعدما ألغى الرئيس الأميركي حضوره بسبب الإعصار ميلتون الذي يضرب فلوريدا.
وحذر معهد كييل الألماني للأبحاث الخميس من احتمال انهيار المساعدة الغربية لأوكرانيا.
وقال المعهد الذي يرصد المساعدات المالية والعسكرية والإنسانية الموعودة والمرسلة إلى أوكرانيا "اعتبارا من السنة المقبلة قد تواجه أوكرانيا عجزا كبيرا في المساعدات".
ورأى المعهد أن العودة المحتملة للجمهوري دونالد ترامب الى البيت الأبيض "قد تعرقل خطط المساعدات المستقبلية في الكونغرس".
وتظهر توقعات معهد الأبحاث أن المساعدات العسكرية والمالية ستصل إلى 59 و54 مليار يورو على التوالي في 2025 إذا أبقى المانحون الغربيون على مستوى المساعدة نفسه. وخلافا لذلك، ستتراجع هذه المساعدات بالنصف إلى 29 و27 مليارا تباعا من دون مساعدات أميركية جديدة وفي حال حذا المانحون الأوروبيون حذو ألمانيا.
وأسف الرئيس الأوكراني الذي حض باستمرار الدول الغربية على مساعدة بلاده، في الأسابيع الأخيرة لبطء اتخاذ القرارات لدى حلفائه الذين يستمرون في التردد في تسلميه صواريخ طويلة الأمد تمكن جيشه من ضرب أهداف عسكرية في عمق الأراضي الروسية.
وفي الاثناء، تتقدم القوات الروسية تدريجا في منطقة دونيتسك متجهة نحو بوكروفسك ذات الأهمية اللوجستية للجيش الأوكراني.