أفاد وزراء خارجية ألمانيا وفرنسا وبولندا وإيطاليا وإسبانيا وبريطانيا في بيان مشترك اليوم الثلاثاء بأن الهجمات الروسية الممنهجة على البنية الأمنية الأوروبية "غير مسبوقة في تنوعها ونطاقها".
وأضاف الوزراء: "تصعيد موسكو للأنشطة بكل الوسائل ضد دول حلف شمال الأطلسي والاتحاد الأوروبي غير مسبوق في تنوعه ونطاقه، مما يشكل مخاطر أمنية كبيرة".
وأكدوا على أهمية دور حلف شمال الأطلسي القوي والموحد.
بوريل
من جهته، اعتبر مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل الثلاثاء، أنه يتعين على الأوروبيين أن يحذوا حذو الولايات المتحدة ويسمحوا للجيش الأوكراني بضرب مناطق روسية عبر اطلاق صواريخ بعيدة المدى يزودونه بها.
وقال من بروكسل قبل اجتماع لوزراء دفاع دول الاتحاد الـ27: "آمل أن تتبع كل الدول الأعضاء" النموذج الأميركي، مذكرا بأن القرار يعود لهذه الدول، وليس للاتحاد الأوروبي.
وأضاف بوريل الذي يرأس الثلاثاء للمرة الأخيرة اجتماعا وزاريا للاتحاد الأوروبي بعدما أمضى 5 سنوات في منصبه: "أنا مقتنع بأنهم (الأوروبيون) سيحذون حذو الولايات المتحدة ويأذنون للأوكرانيين باستخدام (هذه) الأسلحة لمحاربة الروس داخل الأراضي الروسية".
وسلمت فرنسا صواريخ أرض-جو متوسطة المدى من طراز "سكالب" إلى أوكرانيا، من دون استبعاد إمكانية إطلاقها على الأراضي الروسية.
من ناحيتها، رفضت برلين حتى الآن تسليم صواريخ "تاوروس" الألمانية الصنع إلى كييف، والتي يصل مداها إلى 500 كيلومتر، خوفا من تصعيد الصراع بين روسيا والغرب.
وقال وزير الدفاع الألماني بوريس بيستوريوس الثلاثاء لدى وصوله إلى بروكسل: "لم يتغيّر" موقف ألمانيا.
إلى ذلك دعا بوريل الأوروبيين إلى مواصلة دعمهم العسكري لأوكرانيا، من دون انتظار قرارات الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب في هذا الشأن.
وقال: "لا يمكن للأوروبيين... الجلوس والانتظار ليروا ما سيفعله الأميركيون ثم التصرف".
ويخشى الأوروبيون أن تعلق الإدارة الأميركية الجديدة مساعدات واشنطن العسكرية لكييف العام المقبل.
وأكد بوريل: "لا نعرف ماذا سيحدث، ولكن اليوم وغدا وبعد غد، ما يجب علينا فعله هو مواصلة دعم" الأوكرانيين.
وأشار إلى أن دول الاتحاد الأوروبي خصصت حوالى 326 مليار يورو للإنفاق العسكري في العام 2024، أي بزيادة الثلث مقارنة بما كان عليه في 2021 قبل عام من بدء الغزو الروسي لأوكرانيا في 24 شباط (فبراير) 2022، بحسب تقرير سنوي لوكالة الدفاع الأوروبية نُشر الثلاثاء.
وأكد بوريل أن الحرب في أوكرانيا "غيرت العالم، وكانت بمثابة بداية حقبة جديدة".
وأضاف: "لذلك علينا أن نواجه الظروف الراهنة ونتأكد من أن كل الدول الأعضاء متحدة في دعمها لأوكرانيا".
ويغادر الوزير الإسباني السابق البالغ 77 عاما منصبه الشهر المقبل، وستخلفه رئيسة الوزراء الاستونية السابقة كايا كالاس.
الناتو
بدوره، قال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (ناتو) مارك روته الثلاثاء إنه ينبغي عدم السماح للرئيس الروسي فلاديمير بوتين "بتحقيق غاياته" في أوكرانيا.