النهار

هل تحدث "أتاكمز" الفارق في حرب أوكرانيا؟
غوى خيرالله
المصدر: النهار
رغم نقل روسيا مسبقاً 90% من الطائرات التي تستخدمها في الضربات الجوية بعيداً عن مدى أنظمة "أتاكمز"، فإن 17 قاعدة جوية وما لا يقل عن 250 هدفاً عسكرياً رئيسياً تقع ضمن نطاق هذه الأنظمة.
هل تحدث "أتاكمز" الفارق في حرب أوكرانيا؟
"اتاكمز"
A+   A-

في تحول بارز في السياسة الأميركية في ما يتعلق بالصراع بين اوكرانيا وروسيا، رفعت إدارة الرئيس جو بايدن القيود التي كانت تمنع أوكرانيا من استخدام الأسلحة التي تزودها بها الولايات المتحدة لضرب عمق الأراضي الروسية. جاءت هذه الخطوة بعد أشهر من طلب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي السماح لجيش بلاده باستخدام الأسلحة الأميركية لضرب أهداف عسكرية روسية بعيدة عن الحدود.

ويثير سماح إدارة بايدن لأوكرانيا باستخدام صواريخ "أتاكمز" بعيدة المدى الاميركية تساؤلات حول تأثيراتها على مسار الحرب المستمرة منذ نحو 3 سنوات. ففي الوقت الذي يرى البعض أن هذه الضربات ستُسهم في تعزيز القدرات العسكرية لأوكرانيا، يطرح آخرون تساؤلاً ملحًا: هل يمكن أن تؤدي هذه الضربة إلى تصعيد خطير في النزاع؟ أم أنها ستشكل نقطة تحول حاسمة في الصراع؟

دافعان أساسيان وراء الضوء الاخضر

الاول: "تصعيد ردا على تصعيد"
تقول شبكة "سي ان ان" إن البيت الأبيض يحرص على التأكيد على أن نشر قوات كورية شمالية في كورسك هو ما دفعه إلى اتخاذ هذا القرار، أي أن هذا هو رد الولايات المتحدة على تصعيد موسكو، مشيرة إلى أن "في نظر بايدن هذا تصعيد، ردًا على تصعيد".

واعتبر الغرب وصول الكوريين الشماليين في تشرين الأول (أكتوبر) إلى منطقة كورسك، حيث شنت أوكرانيا هجومًا مفاجئًا في آب (اغسطس)، تصعيدًا كبيرًا وحفز جهودًا مكثفة داخل إدارة بايدن ومع الحلفاء حول كيفية الرد، خاصة وأن قرار بايدن تخفيف القيود المفروضة على السماح لكييف باستخدام نظام "أتاكمز" لضرب أهداف داخل روسيا يُعد تغييرًا كبيرًا في السياسة الأميركية.

فعندما أذن بايدن أخيرًا باستخدام صواريخ "أتاكمز" الأطول مدى في وقت سابق من هذا العام، حصر استخدامها داخل الأراضي الأوكرانية نفسها، مما مكنها من ضرب القوات الروسية في شبه جزيرة القرم ولكن ليس لضربها داخل روسيا نفسها. وكان البيت الأبيض قد أبقى على الحظر الذي فرضه على ضربات "أتاكمز" في روسيا جزئياً بسبب المخاوف من أن ترد موسكو  بالقوة ضد مصالح الولايات المتحدة وحلفائها في أماكن أخرى.

وقال مسؤول أميركي لصحيفة "واشنطن بوست" إن هذه الخطوة تهدف في جزء منها إلى ردع بيونغ يانغ عن إرسال المزيد من القوات. وقال المسؤول إن الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون يجب أن يفهم أن الانتشار الأولي كان خطأ "مكلفاً".

وفي حين قال المسؤولون إنهم لا يتوقعون أن يؤدي هذا التحول إلى تغيير مسار الحرب بشكل أساسي، إلا أن أحد أهداف تغيير السياسة هو إرسال رسالة إلى الكوريين الشماليين بأن قواتهم معرضة للخطر وأنه لا ينبغي عليهم إرسال المزيد منها.


الثاني: ترامب إلى البيت الابيض
تسبق هذه الخطوة بشهرين عودة الرئيس المنتخب دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، والذي أشار علنا إلى أنه يعتزم إنهاء الحرب ولكن دون أن يقدم تفاصيل عن كيفية قيامه بذلك. لكن نائب الرئيس المنتخب جيه دي فانس وضع خطة تسمح للروس بالاحتفاظ بالأراضي الأوكرانية التي استولت عليها قواتهم، بحسب "نيويورك تايمز".

وتركز إدارة بايدن على مساعدة كييف في الحفاظ على نفوذها التفاوضي هناك لأطول فترة ممكنة. وقد اكتسبت سيطرة أوكرانيا على الأراضي الروسية أهمية كبيرة في الوقت الذي يتدافع فيه الطرفان للحصول على الأفضلية قبل المحادثات المحتملة. ويقول أشخاص مقربون من الكرملين إن بوتين غير راغب في بدء أي مفاوضات أثناء وجود الأوكرانيين على الأراضي الروسية.

ومع ذلك، يأمل الأوكرانيون أن يتمكنوا في أي مفاوضات مستقبلية من مبادلة أي أراضٍ روسية يحتفظون بها في كورسك بأراضٍ أوكرانية تحتفظ بها روسيا.

وإذا نجح الهجوم الروسي على القوات الأوكرانية في كورسك، فقد ينتهي الأمر بكييف إلى عدم وجود أراضٍ روسية يمكن أن تقدمها لموسكو في عملية مقايضة.

ومن المتوقع أن يكون ترامب أكثر تشككًا في المساعدات الأميركية لأوكرانيا مما كان عليه بايدن. وتحدث بوتين وترامب في مكالمة هاتفية بعد الانتخابات الاميركية، وفقًا لخمسة أشخاص مطلعين تحدثوا الى "واشنطن بوست". وقال العديد من الأشخاص إن ترامب حذّر الرئيس الروسي في تلك المكالمة من التصعيد في أوكرانيا، وقال إنه يريد مناقشة حل الحرب قريبًا.

 

ميدانيا، هل تُحدث أنظمة "أتاكمز" فرقا... أم فات الأوان؟
أفادت صحيفة "نيويورك تايمز" بأنه يمكن للأوكرانيين استخدام صواريخ "أتاكمز"  لضرب تجمعات القوات الروسية والكورية الشمالية وقطع رئيسية من المعدات العسكرية والعقد اللوجستية ومستودعات الذخيرة وخطوط الإمداد في عمق روسيا. وقد يساعد ذلك الأوكرانيين على إضعاف فعالية الهجوم الروسي الكوري الشمالي.


وقال مايكل كوفمان، وهو خبير عسكري روسي أوكراني في مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي لـ"واشنطن بوست": "قد يكون ذلك مفيدًا من الناحية العملياتية لأوكرانيا، مما سيمكنها من الدفاع بشكل أفضل عن الأراضي التي تحتلها حاليًا في كورسك والاحتفاظ بها، ويساعد في تعويض الفائدة التي تتمتع بها روسيا من استخدام القوات الكورية الشمالية في هذا الجزء المحدد من الجبهة".


من جهة ثانية، تقول شبكة "سي ان ان" إن هناك إمدادات محدودة من صواريخ "أتاكمز" التي يمكن لأوكرانيا الحصول عليها. لذا، فحتى قدرة كييف على ضرب العمق الروسي لن تؤدي إلى تغيير في ساحة المعركة بين عشية وضحاها. يعني ان اوكرانيا لن تحصل على ما يكفي من "أتاكمز" لتغيير مسار الحرب.  تجدر الاشارة الى ان المدى الأطول للصاروخ يمكن ان يصل إلى 300 كيلومتر (190 ميل)، وفقًا لموقع الشركة المصنعة على الإنترنت.


كما أن التفويض الاميركي يأتي بعد أشهر من مقاومة إدارة بايدن بشأن السماح لأوكرانيا باستخدام "اتاكمز" لضرب أهداف داخل روسيا. وفي رفضهم لمناشدات كييف بأن تكون قادرة على إطلاق صواريخ "أتاكمز" داخل روسيا، قال مسؤولو الإدارة الأميركية علنًا إن استخدام السلاح سيكون له فائدة هامشية في ساحة المعركة.

وقد جادل مسؤولو البنتاغون، الذين كانوا إلى حد بعيد الصوت الأكثر تشككًا داخل الإدارة، بأن فوائد السماح بتوجيه ضربات في روسيا ستكون محدودة لأن الكرملين، الذي توقع تخفيفًا محتملًا للقيود، قام في وقت سابق من هذا العام بسحب معظم طائراته الحربية وغيرها من الأصول في عمق روسيا وخارج نطاق الصواريخ، بحسب "واشنطن بوست".


وقالت المتحدثة باسم البنتاغون سابرينا سينغ في ذلك الوقت إن 90 في المئة من الطائرات الروسية التي تطلق قنابل انزلاقية على أوكرانيا كانت تحلق من مطارات خارج نطاق نظام "اتاكمز".

ولكن، لفتت صحيفة "التلغراف" إلى ان رغم نقل روسيا مسبقاً 90% من الطائرات التي تستخدمها في الضربات الجوية بعيداً عن مدى أنظمة "أتاكمز"، فإن 17 قاعدة جوية وما لا يقل عن 250 هدفاً عسكرياً رئيسياً تقع ضمن نطاق هذه الأنظمة.

وقال مسؤول أميركي إن موافقة بايدن على نظام "أتاكمز" سيكون له "تأثير محدد ومحدود للغاية" في ساحة المعركة. ووصف المسؤولون القرار بأنه تطور محدود وليس فصلاً جديداً في الحرب.




.








إعلان

الأكثر قراءة

كتاب النهار 11/22/2024 3:23:00 AM
المنطقة وسط أجواء أو تفاعلات حربية مع هوكشتاين ومن دونه، لذا ليس في جعبته ما يعطيه للبنان، كما ليس لأي أحد ما يعطيه للفلسطينيين في هذه الظروف والمعطيات.

اقرأ في النهار Premium