النهار

سيناريوهات ملتهبة لردّ إسرائيل على صواريخ إيران: بين اغتيال خامنئي وضرب البرنامج النووي
يترقب الشرق الأوسط ومعه العالم الردّ الإسرائيلي على الهجوم الصاروخي الإيراني الذي استهدف مواقع عسكرية وأمنية في الدولة العبرية، بينها قاعدة جوية ومقر للموساد، وما إذا كان الردّ الموسوم برغبة إسرائيلية جامحة في كسر "المحور الإيراني" سيقود المنطقة إلى مزيد من التصعيد الدموي، أم سيكون مجرّد عملية انتقامية ضمن ضوابط وخطوط حمراء.
سيناريوهات ملتهبة لردّ إسرائيل على صواريخ إيران: بين اغتيال خامنئي وضرب البرنامج النووي
AFP__20241001__36HV8L7__v3__Preview__TopshotPalestinianIsraelIranLebanonConflict_184146.jpg
A+   A-

بيروت - جاد فياض

القدس - مرال قطينة

يترقب الشرق الأوسط ومعه العالم الردّ الإسرائيلي على الهجوم الصاروخي الإيراني الذي استهدف مواقع عسكرية وأمنية في الدولة العبرية، بينها قاعدة جوية ومقر للموساد، وما إذا كان الردّ الموسوم برغبة إسرائيلية جامحة في كسر "المحور الإيراني" سيقود المنطقة إلى مزيد من التصعيد الدموي، أم سيكون مجرّد عملية انتقامية ضمن ضوابط وخطوط حمراء.

 

وتجري المنظومة الأمنية والمستوى السياسي في إسرائيل مشاورات محمومة استعداداً للردّ الذي قد نشهده في الأيام المقبلة على الصواريخ الإيرانية الـ180. ووفقاً لـ"يديعوت أحرونوت"، لدى اسرائيل "سلّة واسعة" من الإحتمالات، والردّ سيكون "كبيراً ومؤلماً وموجّها ضدّ مواقع استراتيجية".

 

وفي سياق السيناريوهات، جرى الحديث عن إمكانية ضرب مصالح اقتصادية إيرانية كالبنى التحتية النفطية، أو استهداف منشآت نووية. كذلك، لم يُستبعد سيناريو اغتيال المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي، خاصة بعدما اغتالت إسرائيل الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله، في حين يقول محلّلون إنّ تل أبيب قد تتجه إلى ضربات أقلّ حدّة، كقصف مواقع عسكرية ومنصّات صاروخية.

 

وتستعيد صحيفة "فايننشال تايمز" الردّ الإسرائيلي على إطلاق إيران مئات الصواريخ والمسيّرات في نيسان (أبريل) الماضي، حينما استهدفت دفاعات جوّية إيرانية، وتنقل عن مسؤولين إسرائيليين قولهم إنّ إسرائيل كانت تخشى من هجمات عنيفة من "حزب الله" بوابل من الصواريخ، لكنّ الهجوم الإسرائيلي المدمّر ضد التنظيم اللبناني "قلّل من قدرته على إحداث الضرر"، وبالتالي ردّ إسرائيل "قد لا يكون متحفّظاً".

 

بين التخريب والاغتيال

ونفّذت إسرائيل عمليات سرّية متعدّدة في إيران في سياق حرب الظلّ المندلعة بين الجانبين. في عام 2010، سبّبت تل أبيب دماراً في أجهزة الطرد المركزي النووية من خلال إخراجها عن السيطرة. وفي العام 2020، اغتيل العالم النووي البارز محسن فخري زاده برشاش يعمل عن بعد، وبالتالي فإنّ سيناريوهات العمل الأمني داخل إيران مطروحة.

 

وقد تستهدف إسرائيل شخصيات بارزة في إيران، كقيادات في الحرس الثوري الإيراني، أو حتى خامنئي. وخلال ردّه على إطلاق الصواريخ الإيرانية، ذكر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أسماء العديد من قادة "حماس" و"حزب الله" الذين اغتالتهم إسرائيل مؤخراً، مثل قائد "كتائب القسام" محمد ضيف ونصرالله.

 

لكن بني سبتي، الباحث في برنامج إيران في معهد دراسات الأمن القومي في تل أبيب، يشكّك في أن تقوم إسرائيل بتصعيد يصل إلى حدّ استهداف خامنئي، إلا أنه قال إنّ كبار الشخصيات في الحرس الثوري الإيراني أو مستشاري الزعيم يمكن أن يكونوا أهدفاً.

 

منشآت اقتصادية

ولعلّ أحد أبرز الخيارات التي "تكتسب زخماً" يتمحور حول ضربة من شأنها أن تؤذي إيران اقتصادياً، مثل استهداف منشآت إنتاج النفط، لكن ياكوف أميدرور، مستشار الأمن القومي السابق لنتنياهو لا يرجّح أن يحظى هذا الخيار بتأييد الإدارة الأميركية، التي ستكون حذرة من تعطيل أسواق النفط في الأسابيع التي تسبق الانتخابات الرئاسية.

 

ضرب منصات صاروخية

البديل، الذي قال ديبلوماسيون إنّ العواصم الغربية كانت تحاول إقناع إسرائيل باختياره، هو أن تضرب منصات إطلاق الصواريخ الإيرانية المشاركة في هجوم الثلاثاء. وبرأي الديبلوماسيين، فإنّ هذه العملية من شأنها أن يُنظر إليها على أنها "رد متكافئ" وتقلّل احتمالات إطلاق دورة أخرى من الردّ والردّ المضاد.

 

ضرب النووي

خيار آخر مطروح للردّ على طهران، وهو استهداف منشآت نووية، إذ إنّه مطلب صقور اليمين المتطرّف في إسرائيل، وفقاً لـ"فايننشال تايمز"، كون البرنامج النووي الإيراني يمثّل تهديداً استراتيجياً لإسرائيل.

 

وكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق نفتالي بينيت في منشور على موقع إكس: "تتمتّع إسرائيل الآن بأعظم فرصة لها منذ 50 عاماً لتغيير وجه الشرق الأوسط. ويتعيّن علينا أن نتحرّك الآن لتدمير البرنامج النووي الإيراني ومرافق الطاقة المركزية، وشلّ هذا النظام الإرهابي بشكل قاتل".

 

لكنّ توجيه ضربة للبرنامج النووي الإيراني سيكون مهمة "صعبة كثيراً". ولا يعتقد سوى قِلّة من المراقبين أنّ إسرائيل قد تتمكن من تنفيذ مثل هذا المشروع من دون دعم الولايات المتحدة، التي أعرب رئيسها جو بايدن عن معارضته لهذا الاحتمال، لكنّه أكّد أنّه في جميع الأحوال "ستكون هناك عقوبات".

إعلان

الأكثر قراءة

كتاب النهار 11/22/2024 3:23:00 AM
المنطقة وسط أجواء أو تفاعلات حربية مع هوكشتاين ومن دونه، لذا ليس في جعبته ما يعطيه للبنان، كما ليس لأي أحد ما يعطيه للفلسطينيين في هذه الظروف والمعطيات.

اقرأ في النهار Premium