التقى وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي الخميس نظيره القطري الشیخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني في الدوحة، وفق ما أعلن المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، وذلك وسط ترقّب ردّ إسرائيل على هجوم صاروخي إيراني استهدفها الأسبوع الماضي.
وتؤدي قطر دور وساطة إلى جانب مصر والولايات المتحدة، بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق نار في قطاع غزة حيث تدور حرب مدمّرة منذ عام. كما أنها دعت مرارا إلى هدنة في لبنان حيث تكثّف إسرائيل منذ الشهر الماضي غاراتها على معاقل "حزب الله" المدعوم من إيران.
وكتب المتحدث باسم الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي على منصة إكس، أن عراقجي والشيخ محمد الذي يشغل أيضا منصب رئيس الوزراء القطري، أجريا "مشاورات مهمة" بشأن "الوضع الإقليمي والعلاقات الثنائية".
وأضاف أن "على جميع دول المنطقة أن تبذل قصارى جهودها لتجنيب المنطقة كارثة مفروضة من خلال وقف الإبادة الجماعية في غزة وإنهاء عدوان كيان الاحتلال على لبنان".
وأعلنت الخارجية القطرية في بيان أن الجانبين ناقشا "آخر التطورات في المنطقة لاسيما في قطاع غزة ولبنان". وأكد الشيخ محمد بحسب بيان الخارجية، "استعداد دولة قطر الكامل لبذل كل ما من شأنه تعزيز الأمن والاستقرار على المستويين الإقليمي والدولي".
وتأتي زيارة عراقجي إلى قطر وسط تهديد إسرائيل بالردّ على إطلاق إيران في الأول من تشرين الأول (أكتوبر)، حوالى مئتي صاروخ على إسرائيل، في خطوة وصفتها بأنها رد انتقامي على اغتيال الأمين العام لـ"حزب الله" حسن نصرالله في الضاحية الجنوبية لبيروت بضربة إسرائيلية في 27 أيلول (سبتمبر)، واسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" في طهران في تموز (يوليو) في عملية نُسبت إلى إسرائيل.
وقال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت الأربعاء إن الرد على هجوم طهران سيكون "قاتلا ودقيقا ومفاجئا".
وزار عراقجي الأربعاء السعودية حيث التقى ولي العهد الأمير محمد بن سلمان ووزير الخارجية الأمير فيصل بن فرحان، في مشاورات قالت إيران إنها تهدف إلى تأمين "ظروف أفضل لفلسطين ولبنان".
وفتح "حزب الله" جبهة "إسناد" لغزة في تشرين الأول (أكتوبر) 2023 غداة اندلاع الحرب بين إسرائيل و"حماس" بعد شنّ الأخيرة هجوما غير مسبوق على الدولة العبرية. وتبادل الحزب وإسرائيل القصف عبر الحدود على مدى الأشهر الماضية. ورفض "حزب الله" مرارا وقف النار في لبنان ما لم تتوقف حرب غزة.
وكثّفت إسرائيل غاراتها الجوية على أهداف مختلفة لـ"حزب الله" في لبنان منذ 23 أيلول تسبّبت بدمار وتهجير كبيرين، وأعلنت بدء عمليات برية عند الحدود في جنوب لبنان في 30 منه.
والأسبوع الماضي، زار الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان قطر حيث أكد أن بلاده "لا تتطلع" إلى الحرب، لكنه تعهد في الوقت نفسه برد "أقسى" إذا ردت إسرائيل على الهجوم الصاروخي الإيراني.
ورأى المحلل المتخصص في شؤون الشرق الأوسط نيل كويليام أن "إيران تتطلع من خلال هذه المساعي، إلى إظهار للولايات المتحدة وإسرائيل أن جهودها لخفض التوترات مع دول الخليج حقيقية وتؤتي ثمارها".