ثمة ترقب لضربة إسرائيلية تلوح في الأفق ضد إيران، بعد أن شنت طهران هجوماً كبيراً قبل نحو 5 أيام استهدفت فيه مواقع عدة داخل إسرائيل، وسط توعد تل أبيب برد قد يطال المنشآت النووية الإيرانية.
يأتي ذلك في وقت نقلت وسائل إعلام رسمية إيرانية عن متحدث باسم منظمة الطيران المدني قوله إن الرحلات الجوية من المطارات الإيرانية سوف تُلغى بدءا من الساعة التاسعة مساء اليوم الأحد حتى السادسة من صباح غد الاثنين بالتوقيت المحلي (0230 بتوقيت جرينتش).
وأضاف المتحدث أن إلغاء الرحلات الجوية يأتي بسبب القيود التشغيلية، دون تقديم مزيد من التفاصيل.
وفي وقت لاحق، ذكرت وسائل إعلام رسمية إيرانية أن السلطات رفعت القيود عن حركة الرحلات الجوية بعد التأكد من توفر ظروف آمنة.
وفرضت إيران قيودا على الرحلات الجوية يوم الثلاثاء عندما أطلقت صواريخ على إسرائيل في هجوم توعدت الأخيرة بالرد عليه.
ويوم أمس، قررت الحكومة الإسرائيلية شن هجوم وصفته وسائل إعلام عبرية بـ"القوي والكبير" على إيران، مؤكدة أن الاستعدادات تتم بالتنسيق مع واشنطن، في حين رفع الجيش الإسرائيلي حالة التأهب في جميع الجبهات في ظل استعداده للرد على الهجوم الإيراني.
غالانت في القاعدة الجوية...
من جهتها، قالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، إن "طهران أعدت خطة الرد في حال هاجمتها إسرائيل، مشيرة إلى أن "هذا ما نقلته وسائل الإعلام الإيرانية اليوم الأحد عن مصدر عسكري قال إن خطة الرد المطلوبة للتحرك المحتمل من قبل الصهاينة جاهزة تماما، وإذا تحركت إسرائيل، فسيتم تنفيذ الهجوم المضاد الإيراني".
وأضافت الصحيفة العبرية: "وعد الجيش الإسرائيلي باتخاذ إجراءات مهمة ردا على الهجوم الصاروخي الباليستي الواسع الذي شنته إيران الأسبوع الماضي، حيث هددت إسرائيل بالفعل بضرب المنشآت النفطية أو النووية في إيران بشكل مباشر، لكن الولايات المتحدة تبذل قصارى جهدها لتخفيف الرد".
وقالت إن "طهران لديها قائمة بالعديد من الأهداف الإسرائيلية"، كما زعم المصدر العسكري الذي تحدث لوكالة الأنباء الإيرانية، والذي أشار أيضا إلى أن العملية أظهرت أننا قادرون على تدمير أي نقطة نريدها".
وتطرقت "يديعوت أحرونوت" إلى زيارة وزير الدفاع يوآف غالانت اليوم إلى قاعدة النبطيم الجوية التي تضررت خلال الهجوم، مشيرة إلى أنه "تلقى نظرة عامة من قائد القاعدة المقدم يوتام سيجلر حول نشاط الأسراب في ساحات القتال وأصر على زيادة الاستعداد لاحتمال القيام بنشاط هجومي في ساحات إضافية".
ونقلت عن غالانت في محادثة مع الطيارين والأطقم الجوية والأطقم الأرضية: "إن عمل القوات الجوية، سواء في الدفاع أو الهجوم، يعطي الحياة لمواطني دولة إسرائيل".
وأضاف: "الإيرانيون لم يخدشوا حتى قدرات في سلاح الجو، لم يتضرر سرب واحد، ولم تتضرر طائرة واحدة، ولا يوجد مدرج لا يسمح بالإقلاع، وليس هناك أي ضرر لاستمراريتنا - أي شخص يعتقد ذلك من خلال محاولة إيذاء إسرائيل سيمنعنا من الرد، علينا أن ننظر إلى ما يحدث في غزة وما يحدث في بيروت".
وأشار غالانت ضمنا إلى رد إسرائيل على الهجوم الصاروخي قائلا: "نحن أقوياء في الدفاع والهجوم وسنعبر عن ذلك بالطريقة التي نختارها، في الوقت الذي نختاره، في المكان الذي نختاره وهذه الكلمات لنا". - مني إلى كل من هو هنا، ليس مجرد بيان وليس فقط توجيه، بل خطة عمل، أنت تعرف ما يجب القيام به، ونحن نعرف ما يجب القيام به وفي النهاية سنتأكد من أننا ننتصر في هذه الحرب. إعادة المخطوفين وإعادة سكان الشمال إلى منازلهم عندما يكون هناك ردع كبير في دولة إسرائيل والشهر الماضي يوضح ذلك بأفضل طريقة".
تهديدات إيرانية...
واليوم، قال المتحدث باسم لجنة الأمن القومي في البرلمان الإيراني إن "أي تهديد ضد إيران سيواجه برد قاس وسريع ولن نتساهل، وأجهزتنا تتمتع بالجاهزية القتالية والدفاعية للتصدي لأي تهديد".
أما الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، فقال إن "هجومنا على الكيان الصهيوني كان لإحلال السلام في المنطقة واحتواء التوترات التي يسببها، وعمليتنا تمت وفقا لميثاق الأمم المتحدة وتم ضرب الأهداف العسكرية فقط".
وأضاف بزشكيان: "الهجوم الصاروخي على الكيان الصهيوني كان بهدف كبح وحشيته ومنعه من توسيع جرائمه في المنطقة، وامتنعنا عن رد فوري على عملية اغتيال ضيفنا الشهيد إسماعيل هنية على أمل نجاح جهود وقف إطلاق النار"، مشيراً في الوقت ذاته إلى أن "الدول الغربية وأميركا تطالبنا بضبط النفس بدلا من إدانة الجرائم الإرهابية للكيان الصهيوني".