تتضارب المعلومات بشأن مصير قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني إسماعيل قاآني، إذ تطرح وسائل إعلام إيرانية أسئلة عدّة عنه. فأين هو؟
جاءت المخاوف بشأن قاآني في أعقاب التقارير التي نشرتها بعض وسائل الإعلام السبت عن مقتله أو إصابته في إحدى الهجمات الإسرائيلية الأخيرة على بيروت، استهدفت المرشّح لمنصب أمين عام "حزب الله" هاشم صفي الدين، بعد اغتيال الأمين العام حسن نصرالله في ضربة إسرائيلية الشهر الماضي.
في تقريرها، نقلت صحيفة "نيويورك تايمز" عن وسائل إعلام في إيران أن المسؤولين لم يعطوا إجابة واضحة حتى الآن.
وقال موقع "تابناك" الإخباري الإيراني إن "الرأي العام ينتظر أخباراً تفيد بأن جنرالنا على قيد الحياة وبصحة جيدة". ونشر موقع إخباري آخر هو موقع "شهره خبر" سيرة ذاتية طويلة للجنرال الذي خدم لعقود من الزمن في الحرس الثوري.
وفيلق القدس هو فرع الحرس الثوري الإيراني المكلّف بالعمليات الخارجية، بما في ذلك الإشراف على الجماعات المسلّحة التي تدعمها إيران في المنطقة، كـ"حزب الله" في لبنان، الحوثيين في اليمن، والمجموعات في العراق وسوريا و"حماس" في غزة. وتُعرف هذه الشبكة إقليمياً باسم "محور المقاومة".
وفق الصحيفة الأميركية، "شوهد الجنرال قاآني (67 عاماً) آخر مرة علناً في مكاتب حزب الله في طهران، بعد يومين من اغتيال نصرالله وفقاً لصور نشرتها وسائل الإعلام الإيرانية. وكان الجنرال غائباً بشكل ملحوظ يوم الجمعة عندما أمّ المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي الصلاة بذكرى نصرالله".
وأشار 3 مسؤولين إيرانيين إلى أن قاآني سافر إلى بيروت الأسبوع الماضي للقاء مسؤولين كبار في "حزب الله" ومساعدة الحزب على التعافي من موجة الهجمات الإسرائيلية في لبنان. لم يكن المسؤولون مخولين بالتحدّث علناً وطلبوا عدم نشر أسمائهم.
وقال أحد أفراد الحرس المتمركزين في بيروت والذي طلب عدم الكشف عن هويته لمناقشة معلومات حسّاسة إن "صمت كبار المسؤولين الإيرانيين عن الجنرال قاآني يخلق حالة من الذعر بين أفراد الحرس الثوري".
أطلقت إيران ما يقرب من 200 صاروخ باليستي على إسرائيل يوم الثلاثاء انتقاماً لاغتيال نصرالله والزعيم السياسي لحركة "حماس" إسماعيل هنية في طهران. وقد تعهّدت إسرائيل بالرد.
ولفت مسؤولون عسكريون إيرانيون يوم السبت إلى أن جميع القوات المسلّحة الإيرانية وضعت في حالة تأهب قصوى تحسباً لضربات إسرائيلية.
ووفق الصحيفة أيضاً، "يُعرف الجنرال قاآني بسلوكه الصارم والبارد. لقد كان مجتهداً في متابعة المشاريع التي بدأها سلفه الجنرال قاسم سليماني، حيث قام بدمج الجماعات المسلّحة المدعومة من إيران في مختلف البلدان بحيث تعمل بشكل متماسك ومكتفية ذاتياً في تصنيع الأسلحة، مثل الصواريخ والطائرات بدون طيار، بتدريب ومساعدة إيران".
وطالبت وسائل الإعلام الإيرانية المسؤولين بتأكيد مكان وجود الجنرال. وقال "تابناك": "إذا كان قاآني على قيد الحياة وبصحة جيّدة، فإن أفضل طريقة لتوضيح وتأكيد أنه بخير هي نشر مقطع فيديو قصير له".
في الموازاة، نفى مصدر في فيلق القدس ما تردّد في وسائل إعلام إسرائيلية عن إصابة أو مقتل قاآني جراء هجوم إسرائيلي على الضاحية الجنوبية في بيروت.