حذرت الولايات المتحدة إسرائيل من أنها قد تتوقف عن تزويدها بالأسلحة ما لم يتحسن الوضع الإنساني في غزة.
وهذه ليست المرة الأولى التي يهدد فيها الحليف الرئيسي لإسرائيل بوقف الإمدادات. ففي شهر أيار (مايو)، قال الرئيس الأميركي جو بايدن إنه سيوقف بعض شحنات الأسلحة إلى إسرائيل إذا ما تم اجتياح مدينة رفح الجنوبية. لكن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو واصل حملته - واستمر تدفق الأسلحة الأميركية.
"إلا أن التحذير الأخير، الذي يقول إن أمام إسرائيل 30 يوما لتحسين الوضع الإنساني على الأرض، أو المخاطرة بانتهاك القوانين الأميركية التي تحكم المساعدات العسكرية الأجنبية، يعد تصعيدا كبيرا في الضغط، مما يشير إلى أن المساعدات العسكرية الأميركية قد تكون في خطر"، وفقاً لشبكة "سي ان ان".
وبينما خفضت دول أخرى مساعداتها العسكرية لإسرائيل بشكل كبير خلال العام الماضي، فإن الولايات المتحدة لم تفعل ذلك.
وفي ما يلي تفصيل لمن يزود إسرائيل بالأسلحة:
الولايات المتحدة:
تعد الولايات المتحدة أكبر مورد للأسلحة إلى إسرائيل. ففي عام 2023، جاءت 69% من واردات إسرائيل من الأسلحة من الولايات المتحدة، وفقا لتقرير حول عمليات نقل الأسلحة الدولية الصادر عن معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام. وجاءت ألمانيا في المرتبة الثانية بنسبة 30%، تليها إيطاليا بنسبة 0.9%. وكانت المملكة المتحدة وفرنسا وإسبانيا من بين المساهمين الثانويين الآخرين.
وذكر المركز البحثي أن الأسلحة المستوردة من الولايات المتحدة "لعبت دورا رئيسيا في العمليات العسكرية الإسرائيلية ضد حماس وحزب الله"، مشيرا إلى أنه في نهاية عام 2023، تم تسليم آلاف القنابل الموجهة والصواريخ من الولايات المتحدة إلى إسرائيل. كما تم تسليم طائرات مقاتلة من طراز F-35 وF-15 لإسرائيل من الولايات المتحدة في كانون الثاني (يناير) 2024.
وقد حدد تحليل "سي إن إن" العديد من الحالات التي تم فيها استخدام ذخائر أميركية الصنع طوال فترة الحرب، بما في ذلك في الضربات التي قتلت مدنيين. ومؤخراً، وجدت "سي ان ان" أن قنابل أميركية الصنع تزن 2000 رطل استخدمت على الأرجح في الهجوم الإسرائيلي الذي أسفر عن مقتل زعيم "حزب الله"، حسن نصر الله، في بيروت.
كما تقدم الولايات المتحدة مساعدات مالية لإسرائيل، حيث قدمت لها أكثر من 130 مليار دولار من التمويل الثنائي منذ عام 1948، وفقا لوزارة الخارجية الأميركية. في عام 2019، وقّع البلدان مذكرة تفاهم تضمن أن تقدم الولايات المتحدة سنوياً لإسرائيل 3.3 مليار دولار من برنامج التمويل العسكري الأجنبي، و500 مليون دولار أخرى للدفاع الصاروخي.
ألمانيا:
بينما ساهمت ألمانيا في عام 2023 بنسبة 30% من أسلحة إسرائيل، انخفضت هذه الإمدادات بشكل كبير خلال عام 2024.
في وقت سابق من هذا العام، رفضت محكمة العدل الدولية طلبا من نيكاراغوا لإصدار أمر لألمانيا بوقف توريد المساعدات العسكرية إلى إسرائيل. وفي 10 تشرين الأول (أكتوبر)، قال المستشار الألماني أولاف شولتز إن بلاده لم تتوقف عن تزويد إسرائيل بالأسلحة، مشيرا إلى أن ألمانيا "(قد) زودت إسرائيل بالأسلحة وسنقوم بتزويدها بالأسلحة". وأضاف أنه سيتم تسليم الأسلحة إلى إسرائيل "في المستقبل القريب."
كان أمن إسرائيل تاريخيا عنصرا أساسيا في السياسة الخارجية الألمانية بسبب المحرقة النازية ضد اليهود خلال الحرب العالمية الثانية.
إيطاليا:
قدمت إيطاليا طائرات هليكوبتر وأسلحة لإسرائيل، وفقا لمعهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام في الشرق الأوسط، وهي شريك في برنامج الطائرة المقاتلة F-35، حيث تساعد في تصنيع قطع الغيار.
ومع ذلك، قال وزير الخارجية أنطونيو تاياني لوسائل الإعلام المحلية في أواخر كانون الثاني (يناير) إن إيطاليا أوقفت شحنات الأسلحة إلى إسرائيل منذ 7 تشرين الأول (أكتوبر) من العام الماضي. وقال معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام إن أي صفقات تم توقيعها قبل ذلك الوقت كانت لا تزال قيد التنفيذ.
وقالت منظمة Pagella Politica، وهي منظمة مراقبة إيطالية، إن الشركات الإيطالية باعت أسلحة بقيمة 129 مليون دولار تقريبا إلى إسرائيل في العقد حتى عام 2022.
المملكة المتحدة:
تقول الحكومة البريطانية إن "صادراتها من السلع العسكرية إلى إسرائيل منخفضة“. وقالت إنها منحت تراخيص بقيمة 23.42 مليون دولار في عام 2023. ومع ذلك، فقد علقت المملكة المتحدة بعض التراخيص الممنوحة لإسرائيل لشراء معدات عسكرية خلال العام الماضي.
فقد علّق وزير الخارجية ديفيد لامي حوالي 30 ترخيصا من أصل 350 لإسرائيل عند تولي حكومة حزب العمال مقاليد الحكم في تموز (يوليو) الماضي، حيث وجد تقييم رسمي أن هناك خطرا واضحا من إمكانية استخدام الأسلحة "لارتكاب أو تسهيل ارتكاب انتهاك خطير للقانون الإنساني الدولي".
إسبانيا:
في شباط (فبراير)، أصدرت وزارة الشؤون الخارجية والاتحاد الأوروبي والتعاون الإسباني بيانا صحافيا أشارت فيه إلى أن الحكومة الإسبانية لم تصدر أي مبيعات أسلحة إلى إسرائيل منذ 7 تشرين الأول (أكتوبر) من العام الماضي.
وفي 11 تشرين الأول، أدان رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز ما وصفه بالهجوم الإسرائيلي "غير المقبول" في لبنان وحث المجتمع الدولي على وقف تصدير الأسلحة إلى إسرائيل.
فرنسا:
لطالما زودت فرنسا إسرائيل بالأسلحة تاريخيا، إلا أن العلاقة بين البلدين شهدت توترا في الأسابيع الأخيرة مع دعوة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى وقف تصدير الأسلحة إلى إسرائيل في محاولة للدفع باتجاه وقف إطلاق النار في لبنان وغزة.
وفي 5 تشرين الأول (أكتوبر)، دعا ماكرون إلى التعليق الكامل لبيع الأسلحة "المستخدمة في الحرب في غزة"، وشدد على أن فرنسا لم تشارك في توريدها. ووفقًا لمعهد ستوكهولم الدولي فإن بياناته لا تُظهر أي صادرات فرنسية من الأسلحة الرئيسية إلى إسرائيل في الفترة من 2019 إلى 2013، لكنه يشير إلى أن فرنسا زودت إسرائيل بمكونات الأسلحة.