رحلة طويلة خاضتها إسرائيل للرد على هجوم إيران الصاروخي مطلع تشرين الأول (أكتوبر)، تروي تفاصيلها صحيفة "وول ستريت جورنال" التي تكشف أن القصف لم يقتصر على إيران، بل إن الدفعة الأولى من المقاتلات دمّرت بطاريات الدفاع الجوي في سوريا والعراق، بهدف إفساح المجال للطلعات الثانية والثالثة للوصول إلى الجمهورية الإسلامية.
هذه الرحلة حاولت تفادي أجواء دول عربية مجاورة، باستثناء سوريا والعراق، فتجنّبت المجال الجوي الأردني وغيرها من الدول، وذلك بعد تهديدات إيرانية باستهداف أي دولة عربية تسهّل هجوم إسرائيل عليها، وفق ما نقلت "وول ستريت جورنال" في تقرير سابق قالت فيه إن هذه الدول أبلغت الولايات المتحدة أنها لا تريد استخدام مجالها الجوي ولا تريد تحليق مقاتلات إسرائيلية فوق أراضيها.
لم تصل المقاتلات الإسرائيلية إلى أجواء إيران، يُؤكد المسؤول العسكري الإسرائيلي السابق أمير أفيف، مشيراً إلى أن الهجمات أطلقت من خارج المجال الجوي الإيراني، وقالت طهران بدورها إن الهجوم نُفذ من داخل المجال الجوي العراقي، على بعد حوالى 70 ميلاً (أكثر من 112 كلم) من حدودها.
بعدها، عادت المقاتلات إلى قواعدها سالمة.
وإذ لا تقديرات لحجم العملية الاسرائيلية، كون لا معلومات دقيقة رسمية عن الصواريخ المستخدمة وتفاصيل الأسطول الجوّي، لكنّها دون شك كانت مكلفة جداً، فكلفة طيران مقاتلة F-35 التي تحلّق لمسافات بعيدة دون الحاجة إلى التزود بالوقود، وبسرعة ألفي كيلومتر في الساعة، تبلغ 33600 دولار، بأسعار عام 2012، فيما كلفة طلعات المقاتلات الأخرى أقل نسبياً.
أهداف نووية؟
واستهدفت الضربات الإسرائيلية منشآت إيرانية مرتبطة بإنتاج صواريخ بالستية وكروز استخدمتها طهران في ضرب إسرائيل مرتين هذا العام، وقال الجيش الإسرائيلي إنه استهدف مواقع تصنيع الصواريخ وأنظمة الدفاع الجوي الإيرانية.
لكن وفق معلومات "وول ستريت جورنال"، استهدفت إحدى الضربات الإسرائيلية موقع بارشين العسكري، حيث عملت إيران في السابق على الأسلحة النووية، حسب الوكالة الدولية للطاقة الذرية. ويقول فابيان هينز، باحث في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية الذي يركز على برنامج الصواريخ الإيراني، إن أربعة مبانٍ أصيبت، بما في ذلك ثلاث منشآت تنتج الوقود الصلب للصواريخ.
ما يُمكن استخلاصه أن الهجوم الإسرائيلي على إيران كان أكبر هجوم حوي إسرائيلي على إيران استدعى جهداً عسكرياً وتمويلياً، وإذ استهدف الداخل الإيراني، إلّا أنّه نجح في تحييد الدول العربية عن نيران الحرب والتصعيد مع اعتماد طريق سوريا - العراق.