أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مساء اليوم الثلاثاء، إقالة وزير الدفاع يوآف غالانت، قائلا: "العلاقة بيني وبينه تصدعت، وإن هناك فرقاً واضحاً في المواقف في موضوع إدارة الحرب".
وأعلن نتنياهو تعيين وزير الخارجية يسرائيل كاتس بدلاً من غالانت، في حين سيتولى جدعون ساعر حقيبة الخارجية خلفاً لكاتس الذي تعهد بعد القرار بجعل إعادة الرهائن وتدمير حماس وحزب الله أولوية له.
وتحدثت وسائل إعلام عبرية عن أن نتنياهو ينوي كذلك إقالة رئيس أركان الجيش ورئيس الشاباك والمستشارة القضائية للحكوم قبل أن ينفي مكتبه صحة ذلك، في ما ذكرت القناة 12 أن "إقالة غالانت جاءت بعد خلاف بالائتلاف الحاكم على قانون تمويل المعاهد الدينية للحريديم".
وفي مؤتمر صحافي عقده لاحقاً، كشف أن هناك 3 خلافات دفعت رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إلى إقالته، تتعلق بقانون التجنيد وإعادة المخطوفين ولجنة تحقيق رسمية.
مئات الإسرائيليين المحتجين على إقالة غالانت يتجهون من بوابة بيجين إلى طريق أيالون في محاولة لعرقلة حركة المرور pic.twitter.com/3JMajLsAKc
— Annahar Al Arabi (@AnnaharAr) November 5, 2024
من جهته، قال غالانت بعد إقالته إن "أمن دولة إسرائيل كان وسيبقى رسالته في الحياة".
وكان غالانت قبل ساعات قد على أوامر تجنيد جديدة تشمل 7 آلاف من اليهود المتدينين "الحريديم"، مع ازدياد الحاجة لجنود الاحتياط بعد عام من الحرب التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة.
ردود فعل...
وفرضت الشرطة الإسرائيلية إغلاقات مرورية في محيط مقر إقامة نتنياهو في القدس بعد الإعلان عن إقالة غالانت، في حين نزل مئات المحتجين على القرار إلى الشوارع في تل أبيب، بينما أغلق محتجون محور أيالون في تل أبيب الكبرى، حيث اندلعت في محيطه مواجهات بين المحتجين والشرطة.
لاحقاً، تزايدت أعداد المتظاهرين وقالت القناة 12 إن عشرات الآلاف نزلوا إلى الشوارع، في حين قالت إذاعة الجيش الإسرائيلي إنه "بالإضافة إلى الاحتجاج في تل أبيب، فإن هناك آلاف المتظاهرين في حيفا، ونحو ألف في القدس وألف آخرين في بئر السبع، ومظاهرات أيضاً في رحوفوت ورعنانا ونهاريا وقيسارية وكرميئيل والعديد من المدن الأخرى في جميع أنحاء البلاد".
اقرأ أيضاً: نتنياهو يخاف المسيّرات أم يتهرّب من المحكمة؟
وفور إعلان القرار، تساءل خبراء و محللون إسرائيلون حول خبرة كاتس العسكرية، و كيف سيؤثر ذلك على إدارة ساحتي المعركة الأكثر سخونة في غزة وجنوب لبنان، فضلا عن تساؤلهم عما إذا كان هناك علاقة بين إقالة غالانت و القضايا الأمنية التي يتم التحقيق فيها.
ووفق القناة 12، فإن "غالانت قال لمقربين إن تعيين كاتس وزيرا للدفاع ولا خبرة له بالجيش خطر على أمن إسرائيل".
وضمن ردود الفعل الأولية، اعتبرت هيئة عائلات الأسرى أن "إقالة غالانت استمرار لجهود نتنياهو لإحباط مساعي إعادة المخطوفين"، في حين قال وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير: "أهنئ نتنياهو على قرار إقالة غالانت فلا يمكن تحقيق النصر الكامل معه".
الشرطة الإسرائيلية تغلق "شارع غزة" قرب مقر إقامة نتنياهو في القدس استعداداً لاحتجاجات متوقعة على إقالة غالانت pic.twitter.com/B8APtupAju
— Annahar Al Arabi (@AnnaharAr) November 5, 2024
أما زعيم المعارضة يائير لابيد، فاعتبر من جهته أن "إقالة غالانت في وسط الحرب هي عمل جنوني. نتنياهو يبيع أمن إسرائيل ومقاتلي الجيش من أجل البقاء السياسي الوضيع"، مضيفاً: "حكومة اليمين بالكامل تفضل المتهربين على المقاتلين. أنا أدعو أبناء (يوجد مستقبل) وجميع الوطنيين الصهاينة للخروج الليلة إلى الشوارع احتجاجاً".
ووفق العضو السابق في مجلس الحرب الإسرائيلي بيني غانتس، فإن "إقالة غالانت سياسة على حساب أمن الدولة".
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق نفتالي بينيت معقبا على إقالة غالانت: "لدينا قيادة مريضة وغريبة والتغيير قادم"، بينما دعا رئيس الوزراء الأسبق إيهود أولمرت يدعو إلى عصيان مدني.
مواجهات عنيفة في حيفا بين الشرطة الإسرائيلية ومحتجين على إقالة غالانت pic.twitter.com/kWkau14EpN
— Annahar Al Arabi (@AnnaharAr) November 5, 2024