أراد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إقالة وزير دفاعه يوآف غالانت - الذي تصادم معه في كل شيء بدءا من إدارة حرب إسرائيل في غزة ولبنان إلى تجنيد اليهود المتشددين - منذ أشهر، وفقاً لصحيفة "فاينانشال تايمز".
في ليلة الثلاثاء، ومع تركيز العالم على الانتخابات الأميركية، اغتنم رئيس الوزراء الإسرائيلي فرصته واستبدل غالانت، وهو جنرال سابق، بوزير الخارجية يسرائيل كاتس، وهو حليف ذو خبرة عسكرية أقل بكثير، والذي وصفته الصحافة الإسرائيلية بـ"البلدوزر" بسبب أسلوبه الفظ.
ومن المرجح أن تمنح هذه الخطوة رئيس الوزراء اليميني حرية أكبر في إدارة حروب إسرائيل في الوقت الذي تستعد فيه البلاد لعودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض. ويرى المسؤولون في الرئيس الأميركي المنتخب حليفا أيديولوجيا أقل احتمالا للضغط على إسرائيل بشأن الخسائر الإنسانية لحروبها، حتى وإن كان من المرجح أيضا أن يكون أقل قابلية للتنبؤ من الرئيس جو بايدن.
وبحسب الصحيفة: "اجتذبت إقالة غالانت، في الوقت الذي تحارب فيه البلاد مع خصومها من حماس وحزب الله إلى إيران، آلاف الإسرائيليين إلى الشوارع احتجاجاً وأثارت اتهامات من المعارضين بأن نتنياهو يضع الاعتبارات السياسية قبل المصلحة الوطنية. لكن سرعان ما أشاد بها حلفاء نتنياهو من اليمين المتطرف والمتدينين، وقال دبلوماسيون إن إزالة صوت المعارضة الرئيسي في حكومته سيسهل عليه السيطرة على ائتلافه".
وقال أحد الدبلوماسيين: "حوّل نتنياهو السياسة الإسرائيلية إلى عرض رجل واحد. لقد واجه مقاومة من غالانت في العديد من القضايا فأحضر شخصا أكثر طاعة له، ولديه خبرة عسكرية أقل، لذا من المرجح أن يستمع إلى ما يقال له".
تكهنت وسائل الإعلام الإسرائيلية يوم الأربعاء أن نتنياهو قد يسعى الآن إلى إقالة شخصيات أخرى في المؤسسة الأمنية إلا أن مكتب نتنياهو نفى هذه التقارير.
لكن عودة ترامب إلى البيت الأبيض تعني أن كاتس سيعمل في بيئة مختلفة عن بيئة غالانت.
فقد قال مكتب نتنياهو إن رئيس الوزراء أجرى مكالمة "دافئة وصادقة" مع ترامب يوم الأربعاء "اتفقا فيها على العمل معا من أجل أمن إسرائيل. وناقشا أيضًا التهديد الإيراني". ولم يصدر أي تعليق فوري من حملة ترامب حول المكالمة.
وقال دبلوماسيون إنه من الصعب التنبؤ بما ستعنيه إعادة انتخاب ترامب بالنسبة لحرب إسرائيل مع "حماس" و"حزب الله" وصراعها المتزايد الخطورة مع إيران. لكنهم قالوا إن ترامب - الذي قال مرارا وتكرارا إنه يريد وقف القتال، بدون أن يعطي أي إشارة إلى كيفية تحقيق ذلك - من المرجح أن يكون أكثر قوة من إدارة بايدن في التعامل مع حكومة نتنياهو.
"نعتقد أنه سيكون أكثر حزما عندما يتعلق الأمر بإنهاء الحرب، بغض النظر عن الشروط... لا أعتقد أن الشروط ستكون مواتية للفلسطينيين ولكنه لن يقبل بمناورة نتنياهو"، بحسب أحد الدبلوماسيين.
اقرأ أيضاً: بقيمة 5 مليارات دولار... إسرائيل تبرم صفقة مع "بوينغ" لشراء مقاتلات "إف-15"