يتقدّم اسم سارة نتنياهو في الحياة السياسية الإسرائيلية، ليس من باب أنها زوجة رئيس الحكومة، بل لما لها من نفوذ وصل إلى حدود التدخّل بالتشكيلة الحكومية والجيش.
خلال استقبالها عدداً من أهالي المخطوفين لدى "حماس" في حزيران (يونيو) الفائت، قالت سارة نتنياهو إنها لا تثق بالجيش الإسرائيلي، متّهمة قادته بأنهم يريدون تنفيذ انقلاب عسكري على زوجها، بحسب ما نقلت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، الأمر الذي أثار موجة من الغضب تجاهها. وعدّ هذا التصريح أخطر اتهام يوجّه إلى الجيش وقياداته.
وفي أيلول (سبتمبر) الماضي وقفت سارة في وجه زوجها مانعة إيّاه من ضمّ عضو الليكود السابق جدعون ساعر إلى ائتلاف حكومته ليحلّ مكان وزير الدفاع الحالي يوآف غالانت. وحينها قالت "القناة 13" إن سارة نتنياهو "هي العقبة الوحيدة" أمام توقيع الاتفاق مع رئيس حزب "أمل جديد" لتولّي وزارة الدفاع. وبحسب تقارير صحافية إسرائيلية أضطرّ بنيامين نتنياهو إلى "التفاوض" مع زوجته لحلّ هذه الأزمة وأرسل وفداً لإقناعها بضمّ ساعر لكنّها بقيت على رفضها هذا التعيين، حتّى وافقت أخيراً لينضمّ ساعر إلى الحكومة مطلع الشهر الجاري.
هذا بعض من تدخّلات سارة في شؤون الدولة، حتى أنّ وسائل الإعلام باتت تطرح سؤالاً حول من يعيّن الوزراء في إسرائيل بنيامين أم زوجته؟
بعد الهجوم الإيراني الأخير، كشفت صحيفة "يديعوت أحرونوت"، أنّ زوجة نتنياهو ونجله الأكبر يئير يضغطان على رئيس الحكومة من أجل الإقامة في الملجأ المخصّص للقيادات السياسية التي يفترض بها أن تستخدمه أثناء الأزمات الكبرى، وهو مجهّز بكلّ ما يلزم للإقامة فيه فترة طويلة في حال طال أمد النزاعات والحرب. وهذا الملجأ كان قد تمّ الانتهاء من بنائه عام 2011، وبحسب الإعلام العبريّ، فإنّ سارة باتت تستخدمه مؤخّراً لإدارة الأزمات.
واقعة صالون التجميل
قصص نتنياهو، الزوج والزوجة، لا تقتصر على الشقّ السياسيّ وتدخّل سارة في الشأن العام، فالغضب تجاه زوجة رئيس الحكومة يتعدّى السياسة باتّجاه مجموعة من الفضائح المحيطة بها.
في نيسان (أبريل) الماضي نشر موقع "واللا" العبري تقريراً أشار فيه إلى أنّه أصبح لدى سارة "صالون خاص" لتصفيف الشعر، وأن تكاليفه يسدّدها دافعو الضرائب. وهذه المسألة جاءت لتضاف إلى حادثة وقعت قبل نحو أكثر من عام عرفت باسم "قصة شعر سارة"، إذ أنّه بينما كانت شوارع تل أبيب تغصّ بالمتظاهرين ضدّ التعديلات القضائية، ذهبت زوجة نتنياهو إلى أحد صالونات تصفيف الشعر، وحينها قامت إحدى السيدات المتواجدات في المكان عينه بتصويرها ونشر صورها على وسائل التواصل الاجتماعي، لتنتشر بقوّة بين المتظاهرين الذين توجّهوا إلى الصالون للتظاهر والاحتجاج على سلسلة توقيفات نفّذتها الشرطة الإسرائيلية. وبقيت محاصرة هناك ساعات عدّة إلى حين تمكّنت الشرطة من إخراجها بسيارة مصفّحة.
إفراط في الإنفاق... واتّفاق
في عام 2023، طلب نتنياهو من وزارة المالية رفع حدّ نفقاته هو وزوجته على الملابس ومستحضرات التجميل وتصفيف الشعر إلى ما يقارب 22 ألف دولار.
يأتي هذا الطلب بعد أن وجّهت إلى سارة اتهامات باختلاس المال العام، وبأنّها أساءت استخدام 100 ألف دولار من الأموال العامة وإنفاقها على وجبات فخمة من طهاة مشاهير، إضافة إلى ذلك هناك اتهامات بـ"الإفراط في الإنفاق وقبول هدايا من قادة عالميين"، وهذه اتهامات كانت قد تطرّقت إليها صحيفة "هآرتس".
أمّا الأسباب التي جعلت من سارة نتنياهو تتحكّم بقرارات زوجها السياسية، وجعلها أقرب المستشارين إليه، فبعد زواجهما بعامين تقريباً اكتشفت خيانة بنيامين لها، واعترف بذلك علناً. وتردّدت أخبار في ذلك الوقت عن أنّ سارة وافقت على البقاء معه بعد أن أجبرته على التوقيع على اتفاق يمنعه من الاتصال بالنساء من دون علمها، كما عليها مرافقته إلى كلّ مكان يذهب إليه. وربما هذا من الأسباب التي جعلتها ترافقه في رحلاته إلى واشنطن ونيويورك وأيّ مكان يذهب إليه بصفته الرسمية، ولا بدّ من الإشارة إلى أنّ تصرّفات "الزوجة المستشارة" خلقت أجواء من الاستياء العارم وسط فريق عمل رئاسة الحكومة.
سارة نتنياهو، من مواليد 5 تشرين الثاني (نوفمبر) 1958 بالقرب من حيفا، وتعمل اختصاصيّة نفسية تربوية، وأوّل لقاء لها مع بنيامين كان عام 1988 حين كانت تعمل مضيفة طيران وهو نائب وزير الخارجيّة.
خلال الولاية الأولى لزوجها، تلقّت سارة نتنياهو الكثير من الاهتمام الإعلاميّ، لكنّ معظم التقارير أشارت إليها بسلبية، حتّى قيل انّها من أكثر الشخصيات المكروهة في إسرائيل.