رجب طيب إردوغان.
ويفترض أن يصل إردوغان إلى ألبانيا الخميس حيث من المقرّر أن يفتتح المسجد الكبير في تيرانا، وهو الأكبر في منطقة البلقان والذي ساهمت تركيا في تمويل عملية بنائه.
وقال إردوغان مطلع العام لدى استقباله رئيس الوزراء الألباني إيدي راما إن أنقرة "واحد من أكبر خمسة مستثمرين أجانب" في ألبانيا، مع استثمارات تبلغ 3,5 مليارات دولار، مشيراً إلى أن أكثر من 600 شركة تركية توفّر فرص عمل لأكثر من 15 ألف ألباني.
كذلك، تتعاون الدولتان العضوان في حلف شمال الأطلسي (ناتو) في المجال العسكري. وتضم ترسانة تيرانا العسكرية طائرات مسيرة تركية من طراز "بيرقدار تي بي 2" تسلّمت الدفعة الأولى منها هذا العام.
ثم سيتوجّه إردوغان الجمعة إلى صربيا حيث حقّقت تركيا عودة سياسية كبيرة في العام 2017 من خلال الزيارة التاريخية للرئيس التركي إلى بلغراد. في ذلك العام، كرّس الرئيس الصربي ألكسندر فوتشيتش ونظيره التركي المصالحة بينهما.
وكانت الوجود العثماني في صربيا الذي استمر لخمسة عقود، والتقارب الثقافي والتاريخي بين تركيا وكوسوفو، أضرا بالعلاقات بين البلدين.
واعتبر الباحث فوك فوكسانوفيتش أن "تلك الزيارة أصلحت العلاقة مع صربيا". ومذاك "أصبحت منطقة البلقان قصة نجاح حقيقية للدبلوماسية التركية".
تعاون عسكري
وشهدت العلاقات بين تركيا وصربيا فتوراً مرّات عدّة، كما حدث عندما باعت أنقرة كوسوفو طائرات مسيّرة في ما اعتبرته بلغراد في ذلك الوقت تصرّفا "غير مقبول". لكن هذا الخلاف قد يتم تجاوزه من خلال اتفاق تعاون جديد، على ما أكّد فوكسانوفيتش.
وأوضح "لن أفاجأ إذا أُبرم اتفاق عسكري في نهاية الزيارة".
وتوقّع الباحث أن تركّز المحادثات في بلغراد على "التعاون العسكري وموقع الشركات التركية ومحاولات بلغراد لإقناع أنقرة بخفض دعمها لكوسوفو".
ومع أن التقارب بين أنقرة وبلغراد حديث نسبياً، إلّا أن العلاقات الاقتصادية بين البلدين مهمة.
وارتفعت القيمة الإجمالية للاستثمارات التركية هناك "من 1 إلى 400 مليون دولار خلال السنوات العشر الماضية" وفق ما أوردته وكالة الأناضول للأنباء عن رئيس مجلس الأعمال التركي الصربي في حزيران (يونيو).
وبلغت قيمة الصادرات التركية إلى صربيا 2,131 مليار دولار عام 2022، مقارنة بـ1,149 مليار دولار عام 2020، بحسب أرقام الحكومة الصربية.
كذلك، تعد بلغراد وجهة سفر رئيسية للأتراك الذين كانوا في العام 2022 ثاني أكبر مجموعة من السياح هناك، بعد البوسنيين وقبل الروس.