طالبت منظمة الصحة العالمية اليوم الأربعاء، إسرائيل بتمكينها من استكمال حملة التلقيح الثانية ضد شلل الأطفال بشكل آمن في غزة، خاصة في شمال القطاع.
وذكر المدير العام للمنظمة تيدروس أدهانوم غيبريسوس أن ما يقارب من 160 ألف طفل في وسط القطاع تلقوا الجرعة الثانية من لقاح شلل الأطفال عن طريق الفم بعد يومين من بدء الحملة الجديدة.
وشدد تيدروس في مؤتمر صحافي على أن "جرعتين من اللقاح على الأقل ضروريتان لوقف انتقال فيروس شلل الأطفال. ولن يتحقق هذا الهدف إلا إذا تم تلقيح 90% على الأقل من جميع الأطفال".
ثلاث مراحل...
وبدأت الحملة الثانية من التلقيح الاثنين في وسط غزة، لتطعيم حوالى 590 ألف طفل دون سن العاشرة في جميع أنحاء القطاع.
وكما الحملة الأولى في أيلول (سبتمبر)، من شأن "الهدن الإنسانية" في المناطق المحددة أن تسمح بتطعيم الأطفال على ثلاث مراحل: 180 ألف طفل في وسط قطاع غزة، و293 ألف طفل في الجنوب، و119 ألف طفل في الشمال وهي المنطقة الأكثر صعوبة للوصول إليها.
وقال ممثل المنظمة في الأراضي الفلسطينية المحتلة ريك بيبركورن عبر الفيديو من قطاع غزة: "نشعر بالقلق من الوضع في الشمال بسبب أوامر الإخلاء المتكررة التي تشمل المستشفيات والسكان".
ويتم تنسيق العملية خلال اجتماعات تعقد يوميا مع الأمم المتحدة والسلطات الإسرائيلية.
وقال بيبركورن: "خلال نقاشاتنا أوضحنا نحن، منظمة الصحة العالمية واليونيسف أننا سنحتاج إلى هدنة إنسانية محددة في بعض المناطق. ونفترض أننا سنحصل على هدنة إنسانية محددة في شمال غزة بأكمله".
وأشاد ببدء الحملة مؤكدا أن عدد الأطفال الذين تم تلقيحهم يمثل 75% من الهدف في وسط قطاع غزة.
"السلام أفضل علاج"...
خلال الحملة الثانية، يتم أيضا إعطاء الأطفال فيتامين أ لتقوية جهاز المناعة لديهم، وتلقاه أكثر من 128 ألفا منهم في اليومين الأولين.
وبعد اكتشاف أول إصابة بشلل الأطفال، وهي الوحيدة حتى الآن، في قطاع غزة منذ 25 عاما، بدأت منظمة الصحة العالمية حملة واسعة النطاق في الأول من أيلول (سبتمبر) لمنع تفشي الوباء.
والهدف هو منع انتشار فيروس شلل الأطفال المشتق من سلالة لقاح من النوع 2. ويجب إعطاء جرعتين من لقاح nOPV2 عن طريق الفم بفارق أربعة أسابيع.
ويشهد قطاع غزة حربا بين حماس وإسرائيل اندلعت قبل أكثر من عام عقب الهجوم غير المسبوق للحركة على اسرائيل في 7 تشرين الأول (أكتوبر).
وعادت إحدى سلالات شلل الأطفال إلى الظهور في القطاع بسبب الكارثة الصحية والإنسانية. وتم تدمير شبكة الصرف الصحي إلى حد كبير، وباتت المياه راكدة في الهواء الطلق غالبا بالقرب من المناطق الشديدة الكثافة السكانية، مما يؤدي إلى انتشار هذا المرض شديد العدوى الذي قد يؤدي إلى الشلل.
وقال تيدروس: "إن السلام أفضل علاج".
وتساءل: "الأشخاص الذين أنقذناهم اليوم أو قمنا بتلقيحهم اليوم سيقتلون غدا. فما الفائدة إذن؟".