قرّرت كوريا الشمالية إرسال "قوة كبيرة من الجنود" إلى روسيا لدعمها في حربها ضد أوكرانيا، في وقت يتدرّب 1500 جندي كوري شمالي في أقصى الشرق الروسي، على ما نقلت الاستخبارات الكورية الجنوبية الجمعة.
وإذا كان حلف شمال الأطلسي (ناتو) قد أقرّ بأنه يتعذّر عليه "في هذه المرحلة" تأكيد صحّة هذه المعلومات، فإن وزير الخارجية الأوكراني أندري سيبيغا كتب على "اكس" أن "كوريا الشمالية تدعم عدوان روسيا على أوكرانيا بالأسلحة والعديد... ونحن نطالب الأسرة اليورو-أطلسية والعالم بردّ فوري وقويّ".
وكرّر دعوته الغرب إلى رفع القيود المفروضة على استخدام الأسلحة البعيدة المدى و"اعتراض" هجمات صواريخ ومسيّرات روسية على الأراضي الأوكرانية.
وكشفت أجهزة الاستخبارات الكورية الجنوبية أن كوريا الشمالية قرّرت إرسال ما يصل إلى 12 ألف جندي لمؤازرة روسيا. ونشرت صورا تفصيلية مُلتقطة عبر الأقمار الاصطناعية، قالت إنها تظهر أول عملية نشر لجنود تابعين لفرقة النخبة في القوات الخاصة الكورية الشمالية.
وعقد رئيس كوريا الجنوبية يون سوك يول اجتماعا أمنيا طارئا الجمعة، واصفا في بيان دعم بيونغ يانغ المتزايد لحرب روسيا على أوكرانيا "الذي يتخطّى نقل العتاد العسكري إلى نشر جنود على الأرض" بأنه "تهديد أمني ليس لبلادنا فحسب بل أيضا للمجتمع الدولي".
وأعلن أمين عام حلف شمال الأطلسي مارك روتيه الجمعة ردا على سؤال حول معلومات للاستخبارات الكورية الجنوبية عن ارسال كوريا الشمالية قوات الى روسيا، أن الحلف لا يمكنه تأكيدها "في هذه المرحلة".
وقال خلال مؤتمر صحافي في مقر التحالف: "في هذه المرحلة، موقفنا الرسمي هو أننا لا نستطيع تأكيد التقارير التي تفيد بأن الكوريين الشماليين يشاركون كجنود في المجهود الحربي (الروسي)".
وأضاف: "لكن الأمر قد يتغير بالطبع".
وكان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي قد أفاد الخميس بأن الاستخبارات الأوكرانية لديها معلومات تفيد بأن جنودا من كوريا الشمالة انتشروا بالفعل في الأراضي الأوكرانية التي تحتلها روسيا.
وأضاف في مؤتمر صحافي في بروكسل أن كوريا الشمالية تستعد لإرسال 10 آلاف جندي إجمالا للقتال ضد أوكرانيا.
وأشار إلى أن روسيا تعتمد على القوات الكورية الشمالية لتعويض خسائرها الكبيرة، في ظل سعي عدد كبير من الشبان الروس لتجنب التجنيد الإجباري.
ونقلت وكالة "يونهاب" الكورية الجنوبية الجمعة عن أجهزة الاستخبارات في البلاد إن كوريا الشمالية قررت إرسال "قوة كبيرة من الجنود" إلى روسيا لدعمها في حربها ضد أوكرانيا.
وقالت الوكالة: "قال جهاز الاستخبارات إنه علم أن الشمال قرّر مؤخرا إرسال أربع فرق مؤلفة من 12 ألف جندي، بينها قوات خاصة، للمشاركة في الحرب في أوكرانيا".
ورفضت أجهزة الاستخبارات تأكيد هذه التقارير لوكالة فرانس برس.
وقال مصدر في الأجهزة لوكالة "يونهاب" إن "عملية إرسال القوات الكورية الشمالية قد بدأت".
وعقد رئيس كوريا الجنوبية يون سوك يول اجتماعا أمنيا طارئا الجمعة بشأن خطوة بيونغ يانغ.
وأكد المجتمعون أنّ العلاقات العسكرية الوثيقة بين روسيا وكوريا الشمالية "تجاوزت نقل الإمدادات العسكرية إلى نشر جنود على الأرض".
ولفت مكتب الرئيس، في بيان، إلى أنّ هذا التطور يشكل "تهديدا أمنيا كبيرا ليس فقط لبلادنا بل أيضا للمجتمع الدولي".
بيونغ يانغ وموسكو حليفتان منذ تأسيس كوريا الشمالية بعد الحرب العالمية الثانية، وتعززت علاقاتهما منذ الغزو الروسي لأوكرانيا عام 2022، إذ تزعم سيول وواشنطن منذ فترة طويلة أن كيم جونغ أون يرسل أسلحة إلى روسيا لاستخدامها في أوكرانيا.
وقام الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بزيارة نادرة إلى بيونغ يانغ في حزيران (يونيو) الفائت، حيث وقّع البلدان اتفاقية دفاعية، في خطوة عززت التكهنات بشأن زيادة عمليات نقل الأسلحة، وهو ما ينتهك مجموعة كبيرة من عقوبات الأمم المتحدة على البلدين.
وفي وقت سابق من هذا الشهر، ذكرت وسائل إعلام أوكرانية أن ستة ضباط عسكريين من كوريا الشمالية قتلوا في هجوم صاروخي أوكراني على الأراضي التي تحتلها روسيا بالقرب من دونيتسك في الثالث من تشرين الأوّل (أكتوبر).
وقال وزير الدفاع الكوري الجنوبي كيم يونغ هيون أمام البرلمان آنذاك "من المرجح جدا" أن تكون هذه التقارير صحيحة.
ورأى الخبراء إن انتقال كوريا الشمالية من إمداد روسيا بالقذائف إلى إرسال جنودا هو خطوة تالية منطقية.
وقال الأستاذ في معهد دراسات الشرق الأقصى في سيول ليم إيول تشول: "من المهم بالنسبة إلى كوريا الشمالية التي زوّدت روسيا بعدد كبير من القذائف والصواريخ، أن يتعلم جنودها كيفية التعامل مع مختلف الأسلحة واكتساب خبرة قتالية فعلية".
وأضاف لوكالة فرانس برس: "قد يكون اكتساب الجنود الكوريين الشماليين خبرات متنوعة في زمن الحرب، عاملا دافعا وراء إرسالهم" إلى روسيا.