أعلن قادة دول مجموعة بريكس، في بيان مشترك اليوم الأربعاء، أن بلدان المجموعة عبرت عن قلقها البالغ إزاء التأثير السلبي "للعقوبات غير القانونية" على الاقتصاد العالمي وكذلك الصراعات المستمرة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
وطالب الإعلان بالوقف الفوري لإطلاق النار في قطاع غزة.
ودعت الدول الأعضاء في مجموعة بريكس إسرائيل إلى الكف عن استهداف العاملين في الأمم المتحدة، وذلك في أعقاب تعرض القوة الأممية الموقتة في جنوب لبنان لاعتداءات خلال المواجهة بين الدولة العبرية و"حزب الله".
وقالت دول المجموعة :"ندين بشدة الهجمات على موظفي الأمم المتحدة والتهديدات لسلامتهم، وندعو إسرائيل الى الكفّ فوراً عن خطوات كهذه"، مؤكدةً في الوقت عينه ضرورة "الحفاظ" على "سلامة الأراضي" اللبنانية.
واعتبرت تفجيرات أجهزة البيجر في لبنان خرقاً للتشريعات الدولية. ودانت استهداف إسرائيل للمباني الدبلوماسية الإيرانية في دمشق.
كما أشارت إلى مقترحات الوساطة من أجل الحل السلمي للصراع الأوكراني عبر الحوار. وأكدت التزامها بالتعددية والحفاظ على الدور المركزي للأمم المتحدة في النظام الدولي.
إلى ذلك، أيدّت دول البريكس قبول دولة فلسطين كعضو كامل العضوية في الأمم المتحدة على أساس مبدأ الدولتين في إعلانها الرسمي.
روسيا
قبل ذلك، أكد الكرملين أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أبلغ قادة دول مجموعة بريكس المجتمعين في مدينة قازان، بأنه "يرحب" بعرض عدد منهم التوسط لإنهاء الحرب مع أوكرانيا، لافتاً إلى تحقيق قواته تقدماً ميدانياً.
وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف: "أبدت دول عدة رغبتها في المساهمة بشكل أكثر فاعلية في مسار الحل، مبديةً استعدادها لأداء دور الوسيط، وهو ما رحّب به الرئيس الروسي". أضاف، بحسب ما نقلت وكالات أنباء روسية، أن بوتين يرى "دينامية إيجابية على الجبهة" بالنسبة للقوات الروسية التي غزت أوكرانيا مطلع عام 2022.
وشدد بوتين على أن "هناك تغييرات كثيرة تحدث في العالم ومركز الاقتصاد ينتقل إلى الدول النامية"، مقترحاً إنشاء منصة مالية واستثمارية جديدة لدول بريكس.
وحذّر بوتين من أن اللجوء المتزايد للعقوبات الاقتصادية والحمائية يهدد بإثارة "أزمة" عالمية.
وقال بوتين: "يبقى احتمال نشوب أزمة بالغة. وهي لا ترتبط بالتوترات الجيوسياسية الدائمة التزايد، لكن أيضاً... توسع اللجوء الى العقوبات الأحادية الجانب، والحمائية والمنافسة غير العادلة".
الصين
بدوره، حث الرئيس الصيني شي جينبينغ الدول الأعضاء في مجموعة بريكس على تعزيز التعاون المالي والاقتصادي، قائلاً إنَّ هناك ضرورة ملحة لإصلاح البنية المالية الدولية.
ودعا شي، خلال كلمته في قمة مجموعة بريكس في مدينة قازان الروسية، إلى خفض تصعيد الأزمة الأوكرانية والحيلولة من دون اتساع ساحة المعركة.
كما دعا إلى وقف إطلاق النار في الصراعين الحاليين في لبنان وغزة.
مصر
من جهته، اعتبر الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أن توسيع مجموعة دول بريكس التي تقودها روسيا والصين، يعكس توجها لإعلاء "مصالح الدول النامية".
وقال أمام القمة المنعقدة في مدينة قازان الروسية، وهي الأولى منذ انضمام مصر للمجموعة مطلع هذا العام، إنَّ توسيع بريكس "يعكس نية دول التجمع على تعزيز التعاون متعدد الأطراف وإعلاء صوت ومصالح الدول النامية"، مبرزاً أهمية "تحقيق التنمية في الدول النامية عبر استحداث آليات مبتكرة وفعالة لتمويل التنمية".
البرازيل
وقال الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا: "نسعى لعالم متعدد الأقطاب".
إثيوبيا
في السياق، قال رئيس الوزراء الإثيوبي أبي أحمد إنَّ "بنك التنمية الدولي سيساعد في تمويل وتطوير دول بريكس"، داعياً لإصلاح مجلس الأمن وأن يكون لإفريقيا تمثيل.
الهند
وأشار رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي إلى أن "بريكس تشكل 40 في المئة من عدد سكان العالم"، مضيفاً: "يجب تعزيز سلاسل التوريد بين دول بريكس".
إيران
من جهته، حث الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان دول بريكس على المساعدة في "إنهاء الحرب" في غزة ولبنان.
وقال في كلمة أمام قمة دول المجموعة في قازان الروسية: "أناشد كل الأعضاء في مجموعة بريكس النافذة استخدام امكاناتهم الجماعية والفردية لانهاء الحرب في غزة ولبنان".
ووصف أثناء خطابه الحرب الإسرائيلية على كل من غزة ولبنان بأنها "الأكثر قسوة وإيلاما".
هجوم الكتروني
في سياق آخر، قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا إنَّ الوزارة تعرضت لهجوم إلكتروني غير مسبوق من حيث النطاق.
وأضافت أنه يُحتمل أنه تم الترتيب للهجوم ليحدث بالتزامن مع قمة مجموعة بريكس المنعقدة في روسيا.