النهار

"لا يعرفون تاريخ روسيا"... بوتين يحذّر من المساعي "الواهمة" لهزيمة بلاده
المصدر: ا ف ب
"لا يعرفون تاريخ روسيا"... بوتين يحذّر من المساعي "الواهمة" لهزيمة بلاده
بوتين (ا ف ب)
A+   A-
حذّر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الخميس من المساعي "الواهمة" لهزيمة روسيا ميدانيا قبيل أول لقاء مرتقب له مع الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش منذ عامين لبحث قضايا أبرزها النزاع في أوكرانيا.

وجاءت تصريحات بوتين في مدينة قازان الروسية في اليوم الأخير لقمة مجموعة "بريكس"، وهو منتدى تأمل موسكو في أن يساعد على تشكيل جبهة موحّدة للاقتصادات الناشئة في مواجهة الغرب.

وقال بوتين إن خصوم روسيا "لا يخفون هدفهم المتمثل بإلحاق هزيمة استراتيجية ببلادنا".

وأضاف: "سأقول مباشرة بأن هذه حسابات واهمة لا يمكن أن تصدر إلا عن أولئك الذين لا يعرفون تاريخ روسيا".

وقبل وقت قصير على خطابه، صوّت النواب الروس في مجلس الدوما لصالح  المصادقة على معاهدة دفاعية مع كوريا الشمالية في ظل تقارير تفيد بأن بيونغ يانغ أرسلت آلاف الجنود إلى روسيا لتلقي التدريب وعلى الأرجح الانتشار في أوكرانيا.

واجه بوتين دعوات من حلفائه ضمن مجموعة "بريكس" لوضع حد للنزاع في أوكرانيا الذي اندلع عندما أطلقت موسكو عمليتها العسكرية الشاملة في شباط (فبراير) 2022.

وانتقد غوتيريش مرارا العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، معتبرا بأنها "سابقة خطيرة" بالنسبة للعالم.

والتقى بوتين مع الأمين العام للأمم المتحدة آخر مرة في الأسابيع الأولى من العملية العسكرية عندما توجّه غوتيريش إلى موسكو أثناء الحصار الروسي لماريوبول في جنوب أوكرانيا.

وانخرط غوتيريش مذاك في جهود السلام بين الجانبين إذ لعب دور الوسيط في اتفاق سمح لكييف بتصدير الحبوب من موانئها بشكل آمن عام 2022.

ولم تجر أي اتصالات دبلوماسية تذكر بين الطرفين مذاك.

"لا مكان لها في العالم المعاصر" 
وطالب بوتين أوكرانيا بالتنازل عن أراض تحتلها روسيا في جنوب البلاد وشرقها كشرط مسبق لوقف إطلاق النار، وهو موقف وصفته كييف بأنه "سخيف".

تأتي المحادثات بين بوتين وغوتيريش بينما تتقدم القوات الروسية في منطقة دونيتسك بشرق أوكرانيا، وتقترب من مركز الإمداد الرئيسي في بوكروفسك.

وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة فرحان حق إن غوتيريش سيستغل الاجتماع "لإعادة تأكيد مواقفه المعروفة بشأن الحرب في أوكرانيا"، مؤكدا أن الأمين العام على أهبة الاستعداد لعرض وساطته لكنه ينتظر "الظروف المناسبة".

وأضاف: "من الواضح أنه مستعد، عندما تكون الأطراف راغبة، لتقديم خدماته. سيستمر في المراقبة ليرى متى يكون الوضع مناسبا".

ونددت الخارجية الأوكرانية بقرار غوتيريش لقاء "المجرم بوتين".

وانتقد غوتيريش ضم موسكو لأراض أوكرانية، معتبرا بأن الخطوة "لا مكان لها في العالم المعاصر".

وزار مناطق حيث اتُّهم الجيش الروسي بارتكاب فظاعات في أوكرانيا ودعا مرارا إلى "سلام عادل".

يأتي اللقاء بعد يوم على تأكيد الولايات المتحدة بأنها تعتقد بأن "آلاف" الجنود الكوريين الشماليين يتلقون التدريب في روسيا.

وقال مسؤول أميركي رفيع: "لا نعرف  ما ستكون عليه مهمتهم وإن كانوا سيذهبون للقتال في أوكرانيا".

ولم يصدر أي تعليق بعد من بوتين على التقارير.

وأفادت روسيا الأربعاء بأنه يتعيّن "سؤال بيونغ يانغ" بشأن تحرّكات جنودها، رافضة تأكيد أو نفي الاتهامات.

"مساعدة متبادلة" 
صوّت النواب الروس بالإجماع الخميس لصالح المصادقة على معاهدة دفاعية مع كوريا الشمالية تنص على "المساعدة المتبادلة" حال تعرّض أي الطرفين إلى عدوان.

وتم رفع الوثيقة حاليا إلى "المجلس الفيدرالي" الأعلى ليتم إقرارها.

تقاربت بيونغ يانغ وموسكو منذ العملية العسكرية في أوكرانيا إذ أشاد زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون ببوتين واصفا إياه بـ"الصديق الأعز" لبلاده.

ويعتقد الغرب بأن كوريا الشمالية تزوّد موسكو بالفعل بالأسلحة لاستخدامها في عملية أوكرانيا.

ودعا عدد من قادة العالم إلى إنهاء نزاع أوكرانيا أثناء قمة "بريكس".