النهار

فوضى في فلوريدا جراء مرور الإعصار ميلتون
دمار واسع جراء الاعصار ملتون
A+   A-

أمام منزل سوزان ستيب مقطورة تخييم انقلبت على جانبها، جرّاء مرور أعاصير مفاجئة في مدينة فورت بيرس على الساحل الشرقي لفلوريدا سبقت وصول الإعصار ميلتون على بعد أكثر من 200 كيلومتر.

وتقول المرأة السبعينية في اشارة الى ضحايا الأعاصير "الأمر مروع، سمعت قصصا مروعة".

من جهته، يشرح زوجها بيل (72 عاما) "المذهول تماما" لقوة الإعصار أن الأخير "رفع منزلنا المتنقل الذي يبلغ وزنه 22 طنا، ودفعه عبر العشب".


وبعد أسبوعين على مرور الإعصار هيلين الذي أسفر عما لا يقل عن 236 قتيلا في جنوب شرق الولايات المتحدة بينهم 15 على الأقل في فلوريدا، ضرب الإعصار ميلتون الولاية من الغرب إلى الشرق بعد وصوله إلى اليابسة مساء الأربعاء.

وقضى على الاثر ما لا يقلّ عن 11 شخصا.

وعلى الرغم من تجنّب "السيناريو الأسوأ" بحسب السلطات، فوجئ السكان المحليون بسلسلة من الزوابع والفيضانات غير المتوقعة.

وتسبب ميلتون منذ بلوغه اليابسة بأمطار غزيرة وفيضانات "مباغتة" على ما أوضحت نشرة المركز الأميركي للأعاصير.

وتشير خبيرة الأرصاد الجوية في تحليل رادار الأعاصير والعواصف الرعدية الخارقة جنى هاوسر إلى أن النطاقات الخارجية للإعصار "تُعرف بأنها الأماكن التي تتشكل فيها الأعاصير".

والأعاصير شائعة في فلوريدا ثالث أكبر ولاية في الولايات المتحدة من حيث عدد السكان والتي تجذب الكثير من السياح.

إلا ان التغير المناخي يزيد، من خلال رفع حرارة مياه البحار، من قوة الأعاصير بسرعة ومن خطر وقوع ظواهر قصوى على ما يفيد العلماء.

"صوت قطار عابر" 
إلى الشمال في مدينة كوكوا بيتش، تسببت زوبعة بتحطّم نوافذ صالون لتصفيف الشعر واسقطت سقف مصرف، بدون أن تخلّف ضحايا على هذا الشريط الساحلي الضيق.

ويروي الزوجان كاثرين (53 عاما) ولاري هينغل (52 عاما) كيف كانا جالسين خارج شقتهما الأربعاء يشاهدان ارتفاع مستوى النهر قبل أن يضرب الإعصار.

وتقول كاثرين وهي تسير مع كلبها من أجل معاينة الأضرار "قلت لنفسي كأن قطارا يأتي نحونا".

ويؤكد زوجها لاري أن الرياح غيّرت اتجاهها "بسرعة وبعنف"، مضيفا "كنا قد رأينا تحذيرات على التلفزيون لكن من النادر أن نرى إعصارا في كوكوا بيتش. الأمر جنوني للغاية".

وكان الضجيج "سورياليا" بحسب كاثرين، فيما شبّهه زوجها بـ"تكسير المعدن".

بعدها، "حلّ السكون فترة طويلة"، وفق المرأة. وكانت تلك لحظة وصول الإعصار إلى المدينة.

وانقطعت الكهرباء "طوال الليل" وعصفت رياح "صاخبة باستمرار"، بحسب لاري.

في جوارهما، يعاين رجل لم يرغب في ذكر اسمه، الأضرار في موقف للسيارات في أحد المساكن. وتسبب اقتلاع جزء من سقف مركبة بتحطم الزجاج الأمامي وبتحطم سقف سيارة أخرى.

ويقول الرجل الثمانيني "رأيت الكثير من العواصف لكن هذه كانت الأسوأ"، متحدثا عن "صوت قطار عابر".

"دُمر كل شيء" 
على الساحل الغربي لفلوريدا، يشعر ليديير رودريغيز وساندرا إسكالونا بالإرهاق.

ويسردان كيف بدأت المياه تغمر شقّتهما في كليرواتر صباح الخميس، ما اضطرهما إلى اللجوء إلى الطابق العلوي حيث شاهدا انتشار فرق الإنقاذ على متن قوارب بغية مساعدة السكان الآخرين.

ويقول ليديير رودريغيز الذي يقيم في فلوريدا منذ عقدَين "دُمّر كل شيء (...) لكن على الأقل لا نزال على قيد الحياة، هذا كلّ ما تبقى لنا".

ويخرج عشرات السكان من منازلهم وقد أصابتهم حالة من الدهشة والارتباك، حاملين حيواناتهم الأليفة وبعض مقتنياتهم في أكياس.

لم يكن أحد يتوقع حدوث مثل هذه الأعاصير في حيّ لم تشمله منطقة الإخلاء الإلزامي ولم يتضرر بسبب الإعصار هيلين.

حين رأت ساندرا إيسكالونا المياه تتسرّب إلى شقتها، ظنت أن أحد جيرانها ترك صنبور المياه مفتوحا، لكن القلق بدأ يساورها بعد دقائق.

وتقول "كل شيء حدث بسرعة كبيرة جدا. وصلت المياه دفعة واحدة وبقوة شديدة".

وتضيف "هرعنا لإحضار بعض الأوراق والكلب، وخرجنا من الباب. قضينا الليلة أمام باب جارنا في الطابق العلوي".

ويعرب الزوجان عن شعورها اليوم بالضياع إذ "كان لديهما كل شيء ثم وجدا نفسيهما فجأة من دون شيء".

ويقول الزوج "لا نعرف إلى أين نذهب".

اقرأ في النهار Premium