النهار

ما الدور الذي لعبته الاستخبارات الأميركية في مقتل السنوار؟
المصدر: النهار
ما الدور الذي لعبته الاستخبارات الأميركية في مقتل السنوار؟
تحتفال مؤيدين إسرائيليين في القنصلية الإسرائيلية بمقتل السنوار في 2024 في مدينة نيويورك (أ ف ب)
A+   A-

كشف تقرير لصحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية اليوم السبت أن البنتاغون أرسل بهدوء عشرات من قوات الكوماندوز إلى إسرائيل للمساعدة في تقديم المشورة بشأن جهود استعادة الرهائن بعد أيام من هجوم "حماس" على إسرائيل في 7 تشرين الأول (أكتوبر) 2023، وفقاً لمسؤولين أميركيين.

 

وسرعان ما انضم إلى تلك القوات من قيادة العمليات الخاصة المشتركة مجموعة من ضباط الاستخبارات، بعضهم يعمل مع قوات الكوماندوز في إسرائيل والبعض الآخر في مقر وكالة الاستخبارات المركزية في لانغلي بولاية فيرجينيا.

 

على مدار أكثر من عام، تركز الكثير من الاهتمام والانتقادات للدعم الأميركي لإسرائيل حول القنابل والأسلحة الأميركية الصنع التي استخدمتها إسرائيل في الهجوم على غزة. ولكن المساعدة الاستخباراتية لإسرائيل كانت حاسمة أيضا فقد ساعدت الاستخبارات الأميركية في تحديد مكان الرهائن الأربعة الذين أنقذتهم قوات الكوماندوز الإسرائيلية في حزيران (يونيو).

 

ويضيف التقرير أنه ومنذ بداية الحرب تقريبا، ركزت الخلايا العسكرية والاستخباراتية الأميركية ليس فقط على البحث عن الرهائن، بل أيضا على مطاردة كبار قادة "حماس".

 

"لا يدعي كبار الضباط الأميركيين أن الفضل في العملية الإسرائيلية التي قتلت قائد حماس يحيى السنوار، مهندس هجوم 7 أكتوبر. لكنهم يشيرون إلى أن معلوماتهم الاستخباراتية ساعدت في عملية المطاردة"، بحسب الصحيفة. 

 

وقال الرئيس الأميركي جو بايدن في بيان يوم الخميس بعد أن أعلنت إسرائيل أنها قتلت السنوار: "بعد وقت قصير من مذبحة السابع من أكتوبر، وجهت أفراد العمليات الخاصة ومحترفي الاستخبارات لدينا للعمل جنبا إلى جنب مع نظرائهم الإسرائيليين للمساعدة في تحديد مكان السنوار وغيره من قادة حماس المختبئين في غزة".

 

 

البحث عن قادة "حماس" أمر مختلف
على مدار فترة الحرب في غزة، غيّرت "خلايا الاندماج" الأميركية تركيزها بناءً على المعلومات الاستخباراتية الأكثر قابلية للتنفيذ، وفقا لمسؤولين كبار. في بعض الأحيان، ركزت المعلومات على مواقع الرهائن وفي أحيان أخرى، ركزت الخلايا على أماكن وجود قادة "حماس". 

 

وكانت المجموعتان الأميركيتان اللتان تحللان المعلومات الاستخباراتية، في إسرائيل وفي مقر وكالة الاستخبارات المركزية، تتبادلان المعلومات والرؤى بانتظام.

 

وقد أصر مسؤولو وزارة الدفاع على أنهم لا يدعمون بشكل مباشر العمليات العسكرية الإسرائيلية على الأرض في غزة، وهي الحملة التي أدت إلى مقتل عشرات الآلاف من المدنيين الفلسطينيين وحولت القطاع إلى ركام. 

 

لكن المسؤولين قالوا إن البحث عن كبار قادة "حماس" أمراً مختلفا.

 

ويضيف التقرير: "خلال معظم فترة الحرب التي استمرت عاماً كاملاً، قال المسؤولون العسكريون الأميركيون إن البحث عن الرهائن كان مهمتهم الرئيسية في إسرائيل. لكن مسؤولين كبار في الإدارة الأميركية وصفوا البحث عن الرهائن وقادة حماس بأنه متشابك".

 

مطاردة أسامة بن لادن
في مقابلة أجريت في وقت سابق من هذا العام، قال مستشار الأمن القومي جيك سوليفان إن الجيش الأميركي ووكالات التجسس الأميركية اكتسبت خبرة في العثور على أهداف عالية القيمة من مطاردة أسامة بن لادن وإرهابيين آخرين في العراق وأفغانستان والتي كانت مفيدة للإسرائيليين.

 

وقال سوليفان: "نحن نستفيد من هذه الخبرة ونستخدمها منذ الأسابيع الأولى بعد 7 أكتوبر".

 

وأفاد مسؤولون أميركيون بأن كبار المسؤولين في البيت الأبيض اجتمعوا بانتظام مع وليام ج. بيرنز، مدير وكالة الاستخبارات المركزية، ولويد ج. أوستن الثالث، وزير الدفاع، حول ما قد تحتاجه خلايا الاستهداف من دعم إضافي لتسريع عملية مطاردة السنوار.

 

لم يكشف المسؤولون الكثير من التفاصيل حول نوع المعلومات الاستخباراتية التي قدمتها الخلايا لإسرائيل.

 

وقال المسؤولون: "ما لا يقل عن ست طائرات من طراز MQ-9 ريبر التي تسيطر عليها قوات العمليات الخاصة الأميركية حلقت في مهام للمساعدة في تحديد مكان الرهائن ورصد علامات الحياة وتمرير خيوط محتملة إلى قوات الدفاع الإسرائيلية". وتابعوا: "الطائرات بدون طيار لا يمكنها رسم خريطة لشبكة الأنفاق الواسعة تحت الأرض التابعة لحماس - حيث تستخدم إسرائيل أجهزة استشعار أرضية سرية للغاية للقيام بذلك - لكن رادارها الذي يعمل بالأشعة تحت الحمراء يمكنه رصد البصمات الحرارية للأشخاص الذين يدخلون أو يخرجون من الأنفاق من فوق الأرض".

 

وحدة إسرائيلية عشوائية اكتشفت السنوار
في النهاية، كانت وحدة إسرائيلية عشوائية في دورية في جنوب غزة هي التي اكتشفت السنوار، وهو الهدف الأعلى قيمة من بين كل الأهداف.

 

وقال اللواء باتريك س. رايدر، السكرتير الصحافي للبنتاغون، يوم الخميس، إنه لم تشارك أي قوات أميركية بشكل مباشر في العملية التي قتلت زعيم "حماس". وقال: "كانت هذه عملية إسرائيلية".

 

ويختم تقرير الصحيفة: "يصر المسؤولون الأميركيون على أن الولايات المتحدة ساعدت في جمع معلومات استخباراتية ساعدت الجيش الإسرائيلي في تضييق نطاق البحث. في الأسابيع التي تلت قتل حماس لمجموعة من الرهائن في الأنفاق أسفل رفح في جنوب غزة، ركزت وكالات الاستخبارات الأميركية والإسرائيلية على المنطقة، معتقدةً أن ذلك قد يكون المكان الذي يختبئ فيه السنوار".

 

اقرأ أيضاً: ترامب: موت السنوار يجعل السلام أسهل وأعتزم التحدث مع نتنياهو قريباً

اقرأ في النهار Premium