النهار

"يحبّها ترامب وتُقلق الديموقراطي"... جيل ستاين في السباق الأميركي
شادي طنوس
المصدر: النهار
وسط التنافس المحتدم بين المرشحين الرئاسيين البارزين كامالا هاريس عن الحزب الديموقراطي ودونالد ترامب عن الحزب الجمهوري، تخرق مرشّحة ثالثة المشهد السياسي. لقد أصبحت ظاهرة تنقسم حولها الآراء بين مؤيّد ومعارض، وأبرزت قلقاً ديموقراطياً استدعى التدخل لتعطيل مسارها: إنّها جيل ستاين.
"يحبّها ترامب وتُقلق الديموقراطي"... جيل ستاين في السباق الأميركي
جيل ستاين.
A+   A-


ولدت جيل إلين ستاين يوم 14 أيار (مايو) 1950 في شيكاغو، من عائلة يهودية روسية. نشأت في ضواحي هايلاند بارك، وكانت عائلتها تنتمي إلى "الحركة اليهودية الإصلاحية"، وهي حركة دينية تخلّت عن عدد من المعتقدات والقوانين والممارسات اليهودية التقليدية.

بدأت دراستها في مدارس مدينة هايلاند بارك ثم التحقت بكلية هارفارد لتتخصّص في العلاقات الاجتماعية (تخصّص مشترك بين الأنتروبولوجيا وعلم الاجتماع وعلم النفس)، وتخرّجت بدرجة امتياز مع مرتبة الشرف سنة 1973. ثم التحقت بكلّية الطب في الجامعة نفسها وتخرّجت سنة 1979.

تميّزت ستاين على مقاعد الدراسة في هارفارد بأنّها طالبة موهوبة وعازفة غيتار وكاتبة أغانٍ. تزوجت من ريتشارد روهوير، وهو طبيب، ورزقت منه بولدَين هما بن ونوح.

من الطب إلى السياسة والبيئة
بدأت ستاين حياتها العملية طبيبة متخصصة بالطب الباطني في عيادات بوسطن، وعملت مدرّسة في كلية الطب في جامعة هارفارد. مارست الطب طيلة 25 عاماً قبل أن تتحوّل إلى ناشطة بيئية وسياسية.

 

بيئياً، عملت مع المنظّمات غير الربحية وجماعات الأميركيين الأصليين لرفض تلوّث البيئة ورفع مستوى الوعي البيئي لدى المجتمع.

 

أمّا سياسياً، فانطلقت ستاين سنة 2002 عندما انضمّت إلى حزب "غرين رينبو"، وترشّحت عنه لمنصب حاكم ماساتشوستس. وقالت: "انتقلت من الطب السريري إلى الطب السياسي لأن السياسة هي أم الأمراض".

بعد عامين، مثّلت الحزب في الانتخابات النيابية عن الولاية لسنة 2004. وسنة 2006 تم اقتراحها لمنصب وزير الخارجية لكنّها لم تفز به.

وترشّحت مرّة أخرى باسم "الحزب الأخضر" سنة 2010 لمنصب حاكمية ولاية ماساتشوستس، لكنّها حصدت المركز الرابع بنسبة 1.42 في المئة من نسبة التصويت.

وفي سنة 2012 ترشّحت لمنصب رئيسة الولايات المتحدة عن "الحزب الأخضر" لكنّها احتلّت المركز الرابع بنسبة 0.4 في المئة إذ حصلت على نحو 470 ألف صوت فقط. وسنة 2016، خاضت الانتخابات مجدّداً وحصلت أيضاً على الترتيب الرابع بنسبة 1.1 في المئة.

انتخابات 2024... وبرنامجها
أعلنت ستاين في 9 تشرين الثاني (نوفمبر) 2023 ترشّحها إلى الانتخابات الرئاسية عن الحزب الأخضر، واختارت بوتش وير نائباً لها. وقالت إنّها "تترشّح إلى الرئاسة مع الحزب الأخضر لتقديم خيار للشعب خارج نظام الحزبين الفاشل".

 

ووفق ما كشف أحد أقرباء ستاين، فإنّ "أنشطة الطبيبة السياسية لا تحظى بدعم العائلة". وقال: "عندما أخبرتنا أنّها ستترشّح مرّة أخرى في تشرين الأول (أكتوبر) 2023، طلبنا منها ألا تفعل ذلك".

 

في أبرز نقاط برنامجها الانتخابي، تدعو ستاين إلى إلغاء ديون الطلاب والديون الطبية ووعدت بوضع أجندة عمل مناخية تؤيّد العمال وتناهض الحروب. ووعدت بإجراء إصلاحات في مجالات داخلية عدة كالاهتمام بالصحة والبيئة والإصلاح الديموقراطي عن طريق استبدال نظام الحزبين بأحزاب عدة، بالإضافة إلى إصلاح نظام العدالة الجنائية.

من أوكرانيا إلى غزة...
ندّدت ستاين بالقصف الإسرائيلي المتواصل على غزة ولبنان، واصفة ما يقوم به الجيش الإسرائيلي في القطاع بأنّه إبادة جماعية.
وشاركت المرشحة الأميركية في حركة الاحتجاجات في الجامعات لدعم غزة، وقد اعتقلتها الشرطة خلال الاحتجاج في جامعة واشنطن في27 نيسان (أبريل) ووجّهت إليها تهمة الاعتداء على ضابط شرطة.

 

 

تدعم حملة المقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات ضد إسرائيل ووقف تسليحها، وتعتبر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مجرم حرب.

 

في الموازاة، وبخصوص الصراع الأوكراني - الروسي، تدعو ستاين إلى وقف تسليح أوكرانيا، وقالت: "هذه كارثة رهيبة. لا أحد يدفع ثمناً من الدم أعلى من الأوكرانيين. هذه حرب إجرامية ومأسوية ولكن كان من الممكن تجنّبها. لقد كان هناك اتّفاق سلام بين روسيا وأوكرانيا، وقد دمّرته الولايات المتحدة وبريطانيا. من المؤسف أن الولايات المتحدة تستثمر في هذه الحرب".

قلق ديموقراطي
أمام استمرارها في السباق الرئاسي، يثير ترشّحها القلق في صفوف الديموقراطيين إذ قد تكون قادرة على كسب أصوات الناخبين في بعض الولايات المتأرجحة. وللمفارقة، كانت ستاين تصوّت للحزب الديموقراطي قبل التأثّر بالحزب الأخضر والانضمام إليه.

ترفض المرشّحة الأميركية اتّهامها بـ"المُفسدة". سنة 2016، ادّعت حملة هيلاري كلينتون أن ستاين كانت مسؤولة عن هزيمتها أمام ترامب. وفي سباق 2024، ركّز داعمو هاريس على تصريحات لستاين تُعتبر مراعية لروسيا ولشخصيات ترتبط بعلاقات مع ترامب والجمهوريين.

ونشر الديموقراطيون لوحات إعلانية في جميع أنحاء الولايات المتأرجحة رسالة جاء فيها "لقد ساعدت جيل ستاين ترامب بالفعل. لا تدعوها تفعل ذلك مرّة أخرى. التصويت لستاين، هو في الحقيقة تصويت لترامب".

 

ويَظهر في الإعلان ترامب وهو يقول في تجمّع حاشد في فيلادلفيا شهر حزيران (يونيو): "جيل ستاين؟ أنا أحبّها كثيراً؛ لأنّها تأخذ منهم 100%"، ما يعني أنّها تسحب أصواتاً من الديموقراطيين.

فهل ستكون جيل ستاين الورقة الانتخابية التي ستقلب نتائج السباق الرئاسي بين ترامب وهاريس؟ 

 

اقرأ في النهار Premium