في حديقة جامعة هاورد الملقبة "هارفرد السوادء"، تنشط الحشود على وقع موسيقى صاخبة وترقص بانتظار النتائج التي تصل تباعا وببطء.
وبعد ساعات قليلة تحضر المرشحة الديموقراطية كامالا هاريس التى تلقت دروسها العليا في هذه الجامعة المخصصة عموما للسود، لالقاء كلمة.
تقول كوامي اندرسون التي أتت مع عدة صديقات إنها تحلم بـ"التغيير" موضحة "اصلي من أجل الفوز" لكنها تقر بخوفها من فوز المرشح الجمهوري دونالد ترامب.
أقيمت منصات وسط أبنية الجامعة المهيبة المشيدة بحجر الآجر الأحمر، والأعمدة البيضاء.
عند أسفل شجرة ضخمة تلونت بألوان الخريف، راح أنصار هاريس يغنون وبينهم الكثير من الطلاب من أجل تمضية الوقت.
وتقول كوامي اندرسون "صدقوا أو لا تصدقوا نحن سعيدون برؤية شخص يضحك" في إشارة إلى نائبة الرئيس الديموقراطية. وتعرضت كامالا هاريس خلال الحملة الانتخابية للكثير من السخرية من جانب الجمهوريين بسبب ضحكتها الصاخبة.
وقال توني موراي الطالب السابق في الجامعة "أنا فخور جدا وسعيد بوجودي هنا. ستكون ليلة تاريخية" فيما وقفت زوجته إلى جانبه وقد بدا عليها التوتر.
فجأة يسود الصمت بين الحشود. على شاشة عملاقة بدأت نتائج بعض الولايات الظهور. فعلا التصفيق أو صيحات الاستهجان بحسب النتائج فيما انطلقت الموسيقى من جديد. ويبدو أن الليلة الانتخابية ستكون طويلة.
"المحافظة على الديموقراطية"
أتت نيشيل بو لرؤية "أول رئيسة" للبلاد. وتؤكد "أنا على ثقة بذلك لأنني أعتبر أننا نريد المحافظة على الديموقراطية".
ومن وقت لأخر تؤدي مغنية ارتدت الأبيض وقد عصبت رأسها باكليل فضي، النشيد الوطني الأميركي.
يقول عمار ظريف "أشعر ببعض القلق" لذا قرر هذا الطالب في السنة الأولى في جامعة هاورد المجيء إلى الحرم الجامعي. ويشدد على أنه "يشعر "بالاطمئنان محاطا بأشقائه" خلال هذه الليلة الحاسمة.
وجامعة هاورد مؤسسة تربوية مركزية تخرج النخب السوداء في البلاد وتحتل موقعا أساسيا في سردية كامالا هاريس الشخصية. وهي تعود بانتظام إلى الجامعة منذ نيلها شهادتها في العام 1986.
وقالت في العام 2019 عندما كانت مرشحة في الانتخابات التمهيدية للحزب الديموقراطية، في كلمة القتها في الجامعة "تشكل جامعة هاورد أحد الجوانب المهمة في حياتي. فكل شيء بدأ هنا".