النهار

النهار

هاريس وترامب يتبنيان نهجين متعارضين للسياسة الخارجية الأميركية
02-10-2024 | 15:53

المصدر: أ ف ب
هاريس وترامب يتبنيان نهجين متعارضين للسياسة الخارجية الأميركية
هاريس وترامب (أ ف ب)_160120.jpg
A+   A-
يتعارض نهج السياسة الخارجية جذريا بين المرشحين للرئاسة الأميركية، كامالا هاريس ودونالد ترامب، فنائبة الرئيس الديموقراطي ستواصل بعزم مسار جو بايدن، مع بعض الفروق الدقيقة، في التعامل مع ملفات مثل أوكرانيا وغزة وإيران والصين.

ويشكل ذلك فرصة سانحة للمرشح الجمهوري والرئيس الأميركي السابق (2017-2021) الذي انتهزها لاتهام إدارة بايدن، وبالتالي نائبة الرئيس، بـ"الضعف" لمواجهة عالم "مشتعل" بحسب قوله، من أوكرانيا حتى الشرق الأوسط، متعهدا إنهاء الحروب.

وفي ما يلي مواقفهما حيال بعض القضايا الدولية الكبرى، مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية في 5 تشرين الثاني (نوفمبر):

أوكرانيا 
أكدت هاريس (59 عاما) للرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الأسبوع الماضي في واشنطن دعمها "الثابت" لأوكرانيا.

وهاريس لا يمكنها أن تسير عكس التيار، فنائبة الرئيس تشارك بايدن الذي تولى قيادة تحالف الدول الداعمة لأوكرانيا بعد الغزو الروسي في شباط (فبراير)، في جميع قرارته.

يعتقد رجل الأعمال (78 عاما) الذي تربطه علاقات متوترة مع زيلينسكي، أن "هذه الحرب ما كان ينبغي أن تحدث"، متعهدا بإنهائها، لكنه لم يقدم تفاصيل حول كيفية تحقيق ذلك.

وأشاد بـ"علاقته الجيدة للغاية" مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، منددا بمنح واشنطن مبالغ طائلة لكييف.

خلال مناظرة تلفزيونية جرت بينهما في 10 أيلول (سبتمبر)، رأت أن ترامب لن يكون سوى "لقمة سائغة" لبوتين، مشيرة إلى أن الجمهوري "أضحوكة" في العالم ويمكن التلاعب به بسهولة من قبل بعض أسوأ قادة العالم.

الشرق الأوسط 
وفي حين يعتقد الجمهوري أن بلاده لم تعد تحظى بالاحترام الذي كانت تتمتع به من قبل في العالم، فإن الديموقراطية تظهر حزما حيال الدبلوماسية مع محاولتها تحقيق التوازن في غزة.

وتتفق هاريس تماما مع بايدن ولم تصدر أي أشارة تفيد بتغير جذري لاستراتيجيتها، خاصة تلك المتعلقة بدعم اسرائيل. وهي تدافع بشدة عن "حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها"، وتؤيد الإبقاء على المساعدات العسكرية الأميركية لكنها تعهدت عدم "الصمت" أمام معاناة الفلسطينيين.

وخلافا لترامب الذي شجع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على "إنهاء المهمة"، فهي تؤيد وقف إطلاق النار في قطاع غزة كما في لبنان، وتفضل المسار الدبلوماسي.

ويؤكد ترامب أن "السابع من تشرين الأول (أكتوبر) ما كان ليحدث" لو كان رئيسا، وذلك في إشارة إلى الهجوم الذي نفذته حركة "حماس" في اسرائيل. وتعهد أنه في حال فوزه "سيعم السلام من جديد في العالم. إنه أمر مؤكد".

وترامب يتهم هاريس بأنها "تكره إسرائيل" و"إذا أصبحت رئيسة" فإن "إسرائيل لن تكون موجودة في غضون عامين".

وحول الملف الإيراني، يظهر كلاهما موقفا متشددا، لكن ترامب اتهم إدارة بايدن بالسماح لطهران، العدو اللدود للولايات المتحدة، "بالإثراء" على الرغم من العقوبات، وبأن ضعفها أتاح لطهران مهاجمة إسرائيل مرتين، في أبريل (نيسان) والثلاثاء.

وهدد بـ"تدمير" إيران إذا ألحقت أذى بمرشح للانتخابات الأميركية، وذلك بعد أن أطلعته الاستخبارات على تهديدات لحياته تقف وراءها طهران.

المنافسة مع الصين 
ويرى المرشحان أن الصين هي الخصم الاستراتيجي الرئيسي للولايات المتحدة.

إلا أن نائبة الرئيس اعتبرت أن ترامب عندما كان في السلطة، "باعنا إلى حد كبير في حين كان يتعين اتباع سياسة تجاه الصين تضمن تفوق الولايات المتحدة في المنافسة في القرن الحادي والعشرين".

وأشار الرئيس السابق إلى أن إدارة بايدن حافظت على الرسوم الجمركية التي فرضها على بعض السلع الصينية.

وفي حال فوزها في الانتخابات، فمن المرجح أن تواصل هاريس السياسة الحالية المتمثلة في تحقيق الاستقرار في العلاقات بين واشنطن وبكين، والتعامل مع خلافاتهما "بشكل مسؤول".

وإذ أظهر ترامب نفسه أكثر عدوانية تجاه دولة يصفها بأنها عدوة، إلا أنه شكك في قيام الولايات المتحدة بدعم تايوان في حال تعرضها لغزو صيني.

الناتو والتحالفات 
لم يسبق أن كان التباين أكثر وضوحا. تشيد هاريس بحقيقة أن الولايات المتحدة أعادت في عهد جو بايدن إرساء تحالفاتها، ومن بينها مع حلف شمال الأطلسي، في حين شابتها خلافات خلال ولاية ترامب.

وأثار المرشح الجمهوري ضجة عندما قال إنه يشجّع بوتين على "فعل ما يريده" في حال لم تفِ أي من الدول الأعضاء في الناتو بالتزاماتها المالية تجاه الحلف الذي تقوده واشنطن.

وشهدت ولاية ترامب انسحاب واشنطن من اتفاقيات متعددة الأطراف مثل تلك المتعلقة بالمناخ وبرنامج إيران النووي، وحروبا اقتصادية ولقاءات غير معتادة على غرار اجتماعه مع الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون.

في حين تعهدت هاريس بعدم عقد صداقات مع "الدكتاتوريات".
إعلان

الأكثر قراءة

10/3/2024 7:34:00 PM
مصر بدأت سياسة تنويع مصادر تسليحها منذ عام 2014، ومنذ ذلك الحين وحتى عام 2023 كانت في قائمة أكبر 10 دول مستوردة للسلاح في العالم
9/30/2024 11:12:00 PM
الكاتب في "نيويورك تايمز" الحائز على 3 جوائز "بوليتزر" يبدي يقيناً بنظرية الاختراق البشري للنظام الايراني ولـ"حزب الله"، الأمر الذي سهّل عملية الانقضاض التي حصلت. ويرى أن طهران مرتبكة وتشهد انقساماً بشأن سيناريو الرد المحتمل.