عزيزي طاقتك الأنثوية! ارفعي طاقة الاستقبال، ارفعي الاستحقاق! كلّها كلمات تتردد على مسامعنا في الآونة الأخيرة على منصات التواصل الاجتماعي. قد تصل هذه الأفكار على هيئة فلسفة تحثُّ على التحفيز، بالإضافة إلى أنها قد تتجاوز جوهر الأنوثة. وحينما ندقق الأمر، نجد أن الطاقة الأنثوية لا ترتبط بالمرأة وحدها. وفق ما يبدو للوهلة الأولى، وبالأحرى إنها صفات يتحلّى بها الجميع لكن يشتهر عن المرأة أنها تتحللى بها.
وبالتالي، يحمل الحديث عن تلك الطاقة دعوة للمرأة لأن تكون أنثى حقيقية، في عالم تطغى عليه الطاقة الذكورية، إضافة إلى التوجهات النسوية.
بالاختصار، الكون يدعوكٍ كي تكوني أنثى لا أكثر!
ماذا تعني "الطاقة الأنثوية"؟
يشير مصطلح "الطاقة الأنثوية" إلى قوة روحية غير مرئية تجسد صفات مرتبطة بالأنوثة، مثل الحدس والتعاطف والرعاية والإبداع والترابط والرحمة والنعومة والسكون والهدوء، والصبر، ومهارات الاتصال الجيدة والتقدير العالي للذات. وكذلك فإنها جانب مكمِّل للطاقة الذكورية.
بالتالي، حينما تُدرك المرأة طاقتها الأنثوية وتركز عليها أو تجد أن لديها الكثير منها، ، ستبرز لديها هذه الصفات الإيجابية. ويتمثل الهدف من هذه الطاقات في العيش بتوازن متناغم، ما يمكّننا من مواصلة الحياة بطريقة رحيمة وعقلانية.
وتعتبر الطاقة الأنثوية مهمة، لأنها تساعدك على الشعور بالاستقرار والرعاية والتواصل مع الذات والاخرين، بالإضافة إلى البُعد الروحي فيها.
لماذا من المهم الاستفادة من طاقتك الأنثوية؟
نادين عز الدين- مدربة حياة
إن الطاقات الذكورية والأنثوية جوانب روحية تخلق بالفطرة لدى الجنسين. وتتأثر صعوداً وهبوطاً بتجارب الحياة والحوادث التي يعيشها الفرد، وتربيته ونشأته والتحديات التي يواجهها.
وتتناغم هذه الطاقات أو السمات بصورة فسيولوجية مع الجنسين كليهما، مع تفاوت في مقدارها بينهما. واستكمالاً، فإن طاقة الأنوثة تتخطى الخط الفاصل بين الأنثى والذكر.
تملك المرأة طاقة الأنوثة بمقدار يتراوح بين 65 و70 في المئة، وتكون طاقة الذكورة حوالي 30 في المئة. ويحوز الرجل تلك الطاقة بما يتراوح بين 30 و35 في المئة، وتكون نظيرتها في الذكورة حوالي 70 في المئة.
تتّسم طاقة الأنوثة بالإبداع والاستقبال والمرونة والحنان والعواطف القوية والتعبير عنها. هي سمات موجودة لدى الرجل لكن بنسبة أقل. وتتصف طاقة الذكورة بالقوة والتحليل والتنظيم والعمل، وهي موجودة أيضاً لدى المرأة لكن بنسبة أقل.
ماذا يحصل حينما تخلخل طاقة الأنوثة؟
لا تحول أنوثة المرأة دون تحليها بطاقة ذكورة مرتفعة تظهر كسلوك وأفكار وتصرفات. كذلك، الأمر بالنسبة إلى الرجل قد ترتفع طاقة الأنوثة لديه، ولا ينتقص ذلك من رجولته أبداً.
وثمة ظواهر قد تحدث من اللخلل بتوازن الطاقة لدى الطرفين، ما قد يؤدي إلى مشاكل بين شريكين. مثلاً، عندما يعتكف الرجل عن العمل ويبتعد عن العطاء، فإنه يشهد انخفاضاً في طاقة الذكورة لديه. وإذا كانت زوجته تعمل، ترتفع لديها طاقة الذكورة، فتأخذ دوره دوره وتمسك بأمور تنظيم المال وإدارة المنزل والمسؤولية.
نرى أنّ الدعوات تتوجه إلى المرأة على منصات التواصل الاجتماعي لرفع طاقة الأنوثة لديها، لكن ذلك يفيد مَن لديها خلل فيها. وكل شيء زاد عن حدّه نقص. ويؤدي المبالغة في طاقة الأنوثة إلى حالة من عدم التوازن. وفي تلك الحالة، يظهر لدى المرأة حساسية زائدة عن الحد، وتلعب دور الضحية أكثر، وتحمّل الآخرين مسؤولية أي شيء، وتعتمد على محيطها في كثير من الأمور، ويصعب عليها اتخاذ قرارات، وتشعر بأنّها ضعيفة للمواجهة، وتشعر بالخوف الزائد.
وعلى العكس من ذلك، إذا نقصت لديها طاقة الأنوثة، تصبح شخصاً يعبّر بصعوبة عمّا في داخله (وهذه من سمات طاقة ذكورية)، ولا يمكنها التعاطف مع محيطها، وتميل إلى الإفراط في التحكم والسيطرة، يغيب لديها الإبداع، وتشعر بالتوتر والغضب دائماً ولا تعتني بنفسها.
الخلل قابل للتحسين!
من المستطاع إصلاح الخلل في طاقة الأنوثة حينما يحصل. لأنه أمر قابل للتغير. ويمكن الاشتغال عليه عبر توزيع متوازنٍ للطاقة بين الأمكنة المختلفة، كأن تزيد المرأة الطاقة الأنثوية في المنزل.
أبعد من ذلك، يبدأ التوصل إلى التوازن في هذه الطاقات عبر رحلة داخلية مع النفس أولاً، ويلي ذلك التفكير في حضورها ضمن علاقتنا مع الآخرين.
لا تتعلق طاقة الأنوثة بالمظاهر الخارجية، والأنوثة ليست مظهراً بل حضور ينبع من الداخل ويشع إلى الخارج. لذلك، المرأة التي تتحلى بطاقة أنوثة متوازنة، يظهر ذلك تلقائياً على مظهرها.
وجّهي طاقتك إلى روتينك اليومي!
- أوجدي روتيناً للعناية بذاتك.
- اكتبي يومياتك وركزي على نفسك لإرضائها.
- استخدمي الطاقة الأنثوية حيث تهيمن الطاقة الذكورية بهدف خلق التوازن.
- عبّري عن مشاعرك ولا تكبحيها، وتعرّفي إليها.
- اعتنِ بصحتك الجسدية والنفسية.
- حفّزي إبداعك بالرقص والغناء والرسم.
- مارسي التأمّل واليوغا والمشي في الطبيعة، بهدف التواصل مع نفسك ومشاعرك.
- تناولي طعاماً متوازناً.
- كوني مرنه في علاقاتك.
- تقبّلي تجارب الحياة التي مررت بها واستقبلي العطاءات ولا ترفضيها.
- تعلّمي إدارة الغضب إذا كنتِ شخصاً عصبياً، فمن سمات طاقة الأنوثة الهدوء.
- مارسي وتدريبي على السمات والسلوكيات الأنثوية.