النهار

أعجوبة النمسا الممنوعة: حديقة حية تحت الماء!
المصدر: النهار
أعجوبة النمسا الممنوعة: حديقة حية تحت الماء!
صارت البحيرة مقصداً للغواصين من العالم
A+   A-

العالم مليء بالوجهات الملونة لاستكشافها. من الحصى الملونة الفريدة لبحيرة ماكدونالد إلى بحيرة الألوان السبعة في المكسيك، والشواطئ الرملية الوردية المميزة في متنزه جزيرة كومودو الوطني، حيث تقدم الطبيعة الجمال في مجموعة متنوعة من الألوان التي تبدو غير واقعية في بعض الأحيان. هذه هي الحال في متنزه يضم بحيرة خضراء فيروزية في النمسا. ليست المناظر الطبيعية تشبه لوحة فنية فحسب، بل إنها أيضاً المكان الذي يحدث فيه شيء غريب للحديقة في الصيف.

 

 

في مدينة تراغوس النمسوية، لا يُعد المشي في حديقة بحيرة "غرونر سي" (Grüner See) أو البحيرة الخضراء، نزهة على الإطلاق، بل رحلة غوص في المتنزه حرفياً وسط النباتات والأشجار البرّية لا المائية! على الأقل لجزء من العام؛ إذ على عكس الحدائق التي تتغير أوراقها في الخريف من الأخضر إلى البرتقالي والأحمر والأصفر، فإن الحديقة تفعل شيئاً مختلفاً تماماً، لا مثيل له في العالم.

في كل ربيع، عادةً في منتصف أيار (مايو) أو بداية حزيران (يونيو)، يتسبب ذوبان الثلوج من جبال هوشواب القريبة بمضاعفة حجم البحيرة تقريباً؛ إذ تتوسع من نحو 150 متراً إلى 250 متراً، فتغمر المياه الصافية المنطقة المحيطة بها، ولا سيما منها الحديقة الريفية بمقاعدها وجسورها، والأشجار والأعشاب والشجيرات.


 

واللافت في البيئة الجديدة استمرار ازدهار العديد من الزهور الجبلية، ما يجعلها مكاناً مثالياً للغواصين برؤية صافية حتى منتصف تموز (يوليو) على طول مسارات الحديقة، مع سمك السلمون المرقط المحلي.

ونظراً الى جريان مياه الثلوج، على الغواصين الاستعداد للمياه الباردة؛ إذ تراوح درجة حرارة البحيرة من 4 إلى 7 درجات مئوية في المتوسط، بعد أن طال عمقها من 6.5 أقدام في الخريف والشتاء إلى 32 قدماً في الربيع وبداية الصيف.

وبمجرد حلول منتصف الصيف، تبدأ البحيرة بالانحسار. عند هذه النقطة، يمكن الزوار مرة أخرى النزول إلى المسارات بالأحذية، بدلاً من معدات الغوص، على الأقل حتى عودة الربيع المقبل.

كانت هذه هي الحال حتى عام 2016، حين اتخذ قرار بوقف جميع الأنشطة المائية في البحيرة حفاظاً على نظامها البيئي الهش الذي كان يتعرض للتدمير بسبب السياحة، خصوصاً بسبب الرواسب التي خلفّها الغواصون فيها.

وبعد التشاور مع الخبراء، جرى التوصل إلى استنتاج مفاده أن تحريك هذه الرواسب من شأنه أن يتسبب بنهاية البحيرة الصافية الكريستالية وفقدانها اللون الأخضر الفيروزي الذي تشتهر به، فحظّرت جميع الأنشطة المائية، بما في ذلك الغوص والسباحة وركوب القوارب والسماح للكلاب بالدخول اليها.

 

اقرأ في النهار Premium