يسرا، هذا الاسم المرموق الذي صنعته بأدائها المميّز في أكثر من أربعة عقود، في أدوارها الرومانسية والدرامية والاجتماعية، لم تحفر مكانة عادية في قلوب الجماهير بوصفها ممثلة فحسب، إنّما باتت رمزاً للمرأة القوية والناجحة سواء على الصعيد الفنّي أو الإنساني.
في مهرجان الشارقة لسينما الشباب والأطفال، أُتيحت ليسرا فرصة التحدث عن مغامراتها الجديدة في عالم سينما الأطفال، وتصحيح ما تم تداوله بشأن تصريحاتها عن لبنان خلال مهرجان الجونة السينمائي.
وفي حديث خاص مع "النهار"، فتحت النجمة الكبيرة قلبها لتوضح الحقيقة خلف الجدل وتكشف عن مشاريعها المقبلة.
اللقاء كان في مهرجان الشارقة الدولي لسينما الشباب والأطفال، حيث حصلت يسرا على تكريم خاص، وهو ما عبّرت عنه بقولها: "لقد حصلت على مئات الجوائز والتكريمات خلال مسيرتي الفنية التي تجاوزت الأربعين عاماً، لكن هذا التكريم له طابع خاص بالنسبة لي. كونه يأتي من مهرجان مخصص للأطفال ومن إمارة الشارقة وبرعاية الشيخة جواهر بنت عبد الله القاسمي، يجعله تكريماً مميزاً وعزيزاً على قلبي".
الحقيقة خلف الجدل
تعبّر الممثلة المصرية عن استيائها العميق من تحريف تصريحاتها عن لبنان خلال مؤتمر صحافي في مهرجان الجونة السينمائي: "ما حدث كان تحريفاً واضحاً لما قلته. الجميع يعلم مدى حبّي لكل الشعوب العربية، ولبنان من الدول التي أعشقها. لقد زرتُ لبنان مراراً وتكرّمتُ فيه، وليس من المعقول أن أجرح أي شعب عربي، خصوصاً إذا كانت هناك قضية قومية أو إنسانية".
وتابعت يسرا توضيح موقفها قائلة لـ"النهار": "ما قصدته في حديثي هو أنه من الصعب تأجيل المهرجان، فالحياة لن تتوقف. اللبنانيون يعرفون هذا جيداً ويستمرون في حياتهم رغم الأزمات. وهذا لا يعني أننا لا نتعاطف أو نساند القضايا العربية، بل إنني أدعم لبنان وشعبه قلباً وقالباً".
وفي مواجهة الانتقادات التي طالتها بسبب استخدام مصطلح "أحداث" بدلاً من "حرب"، أوضحت يسرا: "الحروب هي أحداث أمنية، وهذا مصطلح يستخدم بشكل طبيعي في نشرات الأخبار. لم أقصد بأي حال من الأحوال التقليل من معاناة الشعب اللبناني، ولكن بعض الأشخاص قاموا باجتزاء كلامي لتحويله إلى ترند على مواقع التواصل. أين الإساءة في ذلك؟".
أمام الكاميرا وخلفها
ولعلّ هذا الاستياء الذي تشعر به يسرا نابع من عمق العلاقة السامية التي تربطها بلبنان وشعبه، وهو ما عبّرت عنه يوم كُرّمت في "مهرجان بيروت الدولي لسينما المرأة". حينها ألقت كلمة معبّرة قالت فيها: "لبنان كان دائماً مصدر إلهام لي، وهو بلد الجمال والثقافة والإبداع. أشعر دائماً أنني جزء من هذا البلد الذي أعطاني الكثير من الحب والدعم. السينما هي وسيلة لتمكين المرأة، وأنا فخورة بأن أكون جزءاً من مهرجان يحتفي بهذا الدور المهم للمرأة في المجتمع".
وأضافت يسرا: "دور المرأة في السينما ليس فقط أمام الكاميرا، بل خلفها أيضاً. تمثل السينما نافذة للعالم لرؤية قصص النساء وكفاحهن، وأنا فخورة بأنني أساهم في هذا المجال الذي يمكّن المرأة ويعزز مكانتها".
تصوير: أحمد زلموط
بعيداً من التصريحات المثيرة للجدل، فتحت يسرا باباً جديداً في مسيرتها الفنية من خلال الاهتمام بسينما الأطفال. تقول: "السينما ليست مجرد وسيلة ترفيهية للأطفال، بل هي غذاء لعقولهم وتساعدهم على تنمية خيالهم. لطالما رغبت في التوجه نحو أعمال موجهة للأطفال، ولدي حالياً مشاريع في هذا المجال، لكنني لن أكشف عنها الآن".
يسرا لطالما عبّرت عن رغبتها في خوض تجربة أفلام الرسوم المتحركة، ويبدو أن مشاريعها المقبلة ستحمل بصمتها الفريدة في هذا المجال.
تصوير: أحمد زلموط
ابتعاد عن السباق الرمضاني 2025
عن مشاريعها المستقبلية، تحسم يسرا غيابها عن السباق الرمضاني لعام 2025. تقول لـ"النهار": "لم أجد بعد السيناريو الذي يشعرني بالحماسة للعودة إلى الشاشة في رمضان. لكنني في 2024 تواجدت بشكل كبير، سواء من خلال مسلسل "روز وليلى" الذي عرض على منصة "شاهد"، أو من خلال المسرحية التي قدمتها في موسم الرياض. كذلك شاركت بصوتي في فيلم قصير موجّه للأطفال، وأيضاً ظهرت كضيفة شرف في فيلم "شقّو"".
إن الأدوار التي تختارها يسرا لا تعتمد على حجمها بقدر ما تعتمد على قيمتها الفنية والرسالة التي تحملها، وفق ما توضح، لافتة إلى أن كثرة الظهور بدون مضمون قد يضر بالفنان.