في قمة الاستفزاز والتربّع على أعلى درجات النشاز، تفاخر عناصر من الجيش الإسرائيلي باحتلالهم آلة بيانو في أحد المنازل التي فجّروها في بلدة الخيام الجنوبية، وكم يناسبهم هذا المشهد النافر الذي لا يشبه الصورة الأصلية والأصيلة لسكان هذا المنزل. فصاحبة هذا البيانو عرّتهم بعدما نشرت مقطع فيديو لها من داخل منزلها قبل الدمار. منزل فاخر، حاضن للثقافة الفنية ومستمتع بأنامل الشابة جوليا وهي تنثر الإيقاعات الكلاسيكية المهذّبة لحجر المبنى، هذا الحجر الذي لم يعلم أنّ أيامه الكلاسيكية العابقة بأرض الوطن ستتفجّر وتتبدّى.
شاركت الطبيبة جوليا علي لقطات صوّرها الجيش الإسرائيلي للدمار الذي لحق بمنزلها في الخيام، حيث ظهر عدد من الجنود جالسين على آلة البيانو التي كانت تعزف عليها لسنوات، وسط ركام القصر.
وكتبت جوليا على الفيديو الذي شاركته عبر خاصية القصص المصورة على حسابها الرسمي في إنستغرام: "منزلي في الخيام، سنوات من الذكريات، سنوات من عزفي على البيانو، قلبي ممزق".
وفي لقطة أخرى من أرشيفها، شاركت الطبيبة اللبنانية مقطع فيديو منذ عام مضى وهي تعزف على البيانو نفسه في قصرها، أرفقته بتعليق: "قبل عام مضى. حسرة لا توصف".