النهار

عبدو شاهين لـ"النهار": كمال في "العميل" أهم تجاربي الدرامية
إسراء حسن
المصدر: "النهار"
عبدو شاهين لـ"النهار": كمال في "العميل" أهم تجاربي الدرامية
الفنان اللبناني عبدو شاهين في مسلسل "العميل"
A+   A-
يتابع الجمهور العربي أحداث المسلسل التركي المعرّب "العميل"، ويواكب المسار الآخذ في التصاعد من دون هوادة، متكهّناً بأنّ هذه السرعة في انكشاف العديد من القصص ما هي إلا تمهيد لنهاية القصّة. غير أنّ للممثل اللبناني عبدو شاهين، مؤدّي شخصية "كمال" في المسلسل، رأي يخالف المتوقّع. 

كمال، اليد اليمنى لملحم شديد (أيمن زيدان)، المضطرب في حب خولة (رشا بلال)، والكاره لأمير (سامر اسماعيل)، مرّ بمعاناة منذ الطفولة، دفعه النقص العاطفي إلى حرق عائلته وهو في عمر 14 عاماً. بعدها تولّى ملحم رعايته وعرّفه على عالم الجريمة وأصبح له قدوة وحيدة: "خفتُ من كمال الذي يحمل ميولاً عدوانية نحو القتل، ويعتبرها وسيلة لإشباع رغباته وتحقيق أهدافه".

يعترف شاهين بأنّ هذا الدور من أصعب الأدوار التي لعبها، يقول لـ"النهار": "كمال شخصية ’سايكو‘ أي مضطربة نفسياً تجنح نحو العنف، وسيشهد الجمهور جنونها في الحلقات المقبلة. كان التحدي الأكبر أن أبتعد عن أداء الممثل التركي الذي جسّد هذه الشخصية في النسخة الأصلية من العمل، وأن أضفي عليها طابعاً عربياً خاصّاً. أردتُ تقديم الشخصية بما يلائم ثقافتنا ولغة جسدنا، من دون تقليد، خصوصاً أنّ الممثل التركي أغفل الجانب العاطفي، فالمجرم مجرم بالغريزة، لكن للشر المولود فيه أسبابه".

تجربة العمل
أحد التحديات الكبرى كان العمل الجماعي، إذ أتيحت للممثلين فرصة التعايش فترة طويلة في مكان واحد، بعيداً عن بلادهم. يصف شاهين هذه التجربة بأنها شكلت "عائلة جديدة" في غربة امتدت أكثر من عام، وهي الأطول التي قضاها بعيداً عن بيروت. هذا التعايش بين الممثلين العرب قرّب بعضهم من بعض إلى حدّ كبير، حتى تجاوزوا فكرة التمثيل ليتحولوا إلى عائلة حقيقية داخل فندق في إسطنبول. 

يثمّن شاهين الفرصة الكبيرة التي أتيحت له لتوطيد هذه العلاقة، مؤكداً أنّ الارتجال طغى على العمل بنسبة 90%. يقول: "أعتبر هذه التجربة من أهم تجاربي في الدراما، سواء على الصعيد المهني أو الشخصي. فالممثل طلال الجردي كان بمثابة ’الأخ الكبير للجميع‘، واختبرت مع أيمن زيدان هامشاً كبيراً من الأبوّة، أما أيمن رضا فكان مصدر الفرح والمتعة، ليبقى فادي صبيح الإيليغَنت".

ردّ على الانتقادات
في تجربته مع الطاقم التركي، أشار شاهين إلى صعوبة تجاوز التحديات اللغوية، إذ وجد الممثلون العرب أنفسهم في بيئة تتطلب التعاون من دون لغة مشتركة. ولحسن الحظ، كان هناك مخرجون عرب ساعدوا على تقريب وجهات النظر وجعلوا التجربة ممكنة، ما منح فريق العمل مرونة أكبر في الأداء. 

ويردّ شاهين على انتقادات البعض لعدد من الأخطاء الاخراجية: "بالنسبة إلي، الحكاية هي الأهم، والمشاهد العربي يركّز اليوم في مشاهداته على عناصر التشويق والمتعة وسرد الحكاية. ما يسعدني اليوم، هو أنّ العمل يحظى بنجاح عربيّ كبير وهذا مهمّ جداً، خصوصاً أنّ الجمهور العربي شاهده بالنسخة التركية، مترجماً فمدبلجاً، والآن بالنسخة العربية".

مشاهد قتال وتحديات فنية
جرى تصوير مشاهد قتال قوية ومكثفة بين كمال وزملائه، منها مشهد استغرق تصويره ثلاثة أيام، تخلله الكثير من الحركة البدنية والخطورة. يقول: "سيُفاجأ الجمهور بعلاقتي الشخصية بسامر اسماعيل (أمير)، فجميع مشاهدنا كانت تحمل الكوميديا خارج التصوير، حتى الأتراك لم يستوعبوا هذا التناقض".

ويسرد واحدة من قصصه مع اسماعيل: "هناك مشهد يضم عراكاً طويلاً بين كمال وأمير بحضور خولة، استغرق تصويره 3 أيام. أصرّيت وسامر على تنفيذه كما هو، ولم نكترث للأذية التي قد تنجم عنه. تحوّل المشهد ساحة معركة بين شخصين. المضحك أن طابعنا المرح كان كفيل في التخفيف من قلق فريق العمل، وهذه المعركة هي الأطول في العمل، لكن لم يحصل أي مكروه".

يعد شاهين الجمهور بتطورات غير متوقعة في نهاية العمل، حيث ستظل خطوط الشخصيات كما هي، لكن هناك تغيير في مسارها وطريقة نهاية أدوارها، مؤكداً أن التشويق عنصر أساسي حرص الأتراك على توظيفه طوال الحلقات، وهذا ما جعل من هذا العمل تجربة مختلفة وغير تقليدية للجمهور العربي.

الأرض تعني لي
رغم القصف الإسرائيلي الذي تتعرّض له منطقة الهرمل البقاعية، إلا أنّ شاهين لم يغادرها إلى اليوم: "تعني لي الأرض، تعني لي التفاصيل. لم أمكث في ضيعتي كالفترة الطويلة التي أمضيها اليوم، وأعتقد أنه مهما كانت الظروف علينا التمسك بالأرض." 

ويتابع: "وجعني قلبي على النبطية لأني قدّمت فيها المسرح، وعشت مع أهلها 4 سنوات. ذاكرتي كممثل مسرحي، ومن ثمّ في الدراما تحمل حكاية من كل زاوية في لبنان".

اقرأ في النهار Premium