أطلّ الفنان اللبناني راغب علامة في مقابلة حصريّة جمعته بنجله لؤي، ضمن الإصدار الجديد لمجلة "فوغ مان أرابيا"، حيث تناول العديد من المحاور الشخصية والمهنية، وسط تبادل الثنائي أحاديث عميقة حول مسيرتيهما المختلفتين، وقوة الروابط العائلية، ورسالة الأمل التي يحملانها إلى اللبنانيين في داخل وخارج الوطن.
راغب علامة، الذي أصبح اسمه رمزاً للتميّز الموسيقي في العالم العربي، قدّم خلال مسيرة فنيّة امتدت على مدار أربعة عقود إنتاجاً فنيّاً مميزّاً عبر صوت قويّ، وأداء مؤثّر، وأغانٍ حقّقت نجاحاً واسعاً في العالم العربي وخارجه.
إلى جانب ذلك، أدى علامة دوراً مهماً كعضو لجنة تحكيم في برامج المواهب العربية الشهيرة مثل "آراب آيدول" و"ذا فويس"، حيث أضاف للمشاهدين جرعة من الإلهام والخبرة كفنّان وأب.
في المقابلة، تحدّث علامة عن سعيه المستمرّ لتحقيق التوازن بين حياته العائليّة ومسيرته الفنيّة، مُعبّراً عن أن قراره بإعطاء الأولويّة لعائلته جنباً إلى جنب مع فنّه كان قراراً بُني على الحبّ والإصرار. ويقول: "لطالما كان حبّ العائلة والعمل شغفي الأكبر، ولا أرى أيّ ضرورة للتضحيّة بأحدهما على حساب الآخر".
وأشار إلى أن هذا التوازن لم يكن سهلاً في ظلّ التحديات التي واجهها، لكنّ إيمانه بأنّ الفنّ والعائلة يشكّلان جزءاً لا يتجزأ من هويّته ساعده على تحقيق الانسجام بين الجانبين.
أما ابنه لؤي، فقد صعد نجمه في السنوات الأخيرة كعارض أزياء مؤثّر على وسائل التواصل الاجتماعيّ، حيث نجح بترك بصمته في عالم الأزياء بالتعاون مع كبرى العلامات مثل أرماني وفالنتينو وديور بيوتي. وقد أشار لؤي في المقابلة إلى أن الحضور في دائرة الضوء كابن لشخصيّة شهيرة قد شكّل له تحدّيات عديدة، وقد نظر إليها كدافع للمثابرة وتحقيق النجاح.
وعلاوة على نجاحه في عالم الموضة، أبدى لؤي اهتماماً بريادة الأعمال عبر تأسيس شركة رأس المال الاستثماري، إضافةً إلى مشروعه المقبل في عالم المجوهرات بالتعاون مع والدته، مما يعكس تنوّع طموحاته وإرادته لبناء مسيرة مهنيّة قويّة ومستقلّة.
وتطرّق الثنائي أيضاً إلى موضوع حبّهما الكبير للبنان، البلد الذي كان ولا يزال مصدر إلهام وقوّة لهما. وقد أبدى راغب دعمه الكبير للشباب اللبنانيّ، مشدّداً على ضرورة مواصلة السعي لتحقيق العدالة والمحاسبة في لبنان. ويضيف قائلاً: "لبنان من أجمل بلدان العالم، ونحن نمتلك القوة لتغيير واقعنا وبناء المستقبل الذي يستحقّه وطننا". في هذا السياق، أعرب لؤي عن مدى تأثّره العميق بلبنان، الذي يُعتبر بالنسبة إليه أكثر من مجرّد وطن، إذ هو جذوره ومصدر تعليمه الأساسيّ في الصبر والإصرار.
واختتم راغب ولؤي المقابلة برسالة تدعو إلى الأمل والعمل المشترك لإعادة بناء لبنان. وفي حديثهما عن المستقبل، شدّد راغب على ضرورة أن يعيش الإنسان حياته بمحبّة وصدق، قائلاً: "الأهمّ هو أن نعيش حياة مليئة بالحب والإصرار، وأن نتحلّى بالأصالة في كل ما نقوم به".