حفل سرالة حب من الإمارات إلى لبنان
يجتمع نجوم الفن اللبناني جوزف عطية، ميشال فاضل، تانيا قسيس، "دي جي" رودج، أنتوني توما والاعلامي وسام بريدي على مسرح زعبيل في دبي الثلاثاء، 26 تشرين الثاني (نوفمبر)، عند الثامنة والنصف مساء بتوقيت الإمارات، لإحياء حفل "رسالة حب". يأتي هذا الحدث ضمن مبادرة "الإمارات معك يا لبنان" بالتعاون مع مؤسسة "دبي العطاء"، بهدف دعم الشعب اللبناني المتضرر من الحرب الإسرائيلية وآثارها المدمرة.
لبنان الغد
قبل الحفل، عبّر عدد من الفنانين عن رؤيتهم للبنان الغد، إذ أكدت السوبرانو تانيا قسيس تمسّكها بالحب والأمل، انطلاقاً من إيمانها بأنّ اللبنانيين يواجهون التحدّيات معاً، لهذا السبب ترى لبنان غداً "وطناً متماسكاً، يجمع كل أبناءه حول قيم الوحدة والتسامح، حيث يعيش الجميع بكرامة وأمان".
يشدّد رودج، الذي قدّم أخيراً مع قسيس إهداء فنّياً للبنان بعنوان "معك يا لبنان"، على أهمية الوحدة الوطنية. يقول لـ"النهار": "نحتاج إلى التكاتف الآن من أجل مستقبل أطفالنا، فبغض النظر عن التحديات، تستحق هذه الأرض السلام والازدهار للأجيال المقبلة، مرة وإلى الأبد".
أما جوزف عطية، فيرى أن حب الأرض هو الأساس. يقول لـ"النهار": "رغم كل شيء، يبقى لدينا أمل بوطن أجمل وأفضل، وهذا ليس مجرد كلام شعري، بل هو حقيقة نشعر بها ونعيشها في هذا البلد الذي نحبه."
في مواجهة الأزمات
منذ بداية الحرب على لبنان، تعرّض العديد من الفنانين اللبنانيين للانتقاد بسبب نشاطهم الفني. تقول قسيس لـ"النهار": "لا أعتقد أنّ على الفنان الاعتكاف، بل علينا أن نستمر في التعبير عن مشاعرنا وأفكارنا من خلال الفن، هو الوسيلة الفعّالة لنشر الأمل والتضامن في أوقات الشدة".
علّق رودج نشاطه خلال الشهرين الماضيين وألغى العديد من العروض الفنية في لبنان، لكنه استمرّ بها في الخارج بقرار جماعي مع فريقه. ورغم ذلك، يعتبر أنّ "القرار يعود لكل فنان بشكل فردي. صناعة الترفيه تتأثر بشدة خلال الأزمات، سواء كانت حرباً أم جائحة، فالفنانون وعائلاتهم التي تعتمد على هذا المجال يواجهون تحديات كبيرة".
أما عطية الذي صدح صودته بأغنية "لبنان رح يرجع" فيذكّر بأنّه "إذا نظرنا إلى تاريخ الأغنية اللبنانية، نجد أن حتى في ظل الحروب والصعوبات خرجت أبرز المسرحيات والأغنيات الوطنية وغير الوطنية. ومع ذلك، تختلف الظروف، فأحياناً أجد نفسي مضطراً إلى إلغاء حفلات إذا استدعى الوضع ذلك. لكنني أؤمن أن دور الفنان، بحكم موقعه وطبيعته، هو أن يغني حتى في أوقات الحرب، ليزرع بذرة من السلام".
شكر من القلب
إذاً، الحفل وطنيّ بامتياز حتى ببرنامجه الفني الذي سيتضمن أغنيات عنوانها الأول والأخير لبنان وأيضاً دولة الإمارات، تقديراً للدور الإنساني الذي تلعبه دعماً للبنان وشعبه.
تقول قسيس: "رسالتنا هي شكر وامتنان على دعمها ووقوفها إلى جانب لبنان، نأمل في أن تستمر العلاقات الأخوية، وأن نبني معاً مستقبلًا أفضل لوطننا وللمنطقة بأسرها". وبالنسبة إلى رودج: "نادراً ما نجد دولاً تفتح ذراعيها لمساعدة شعوب من خارج حدودها، وهذه اللفتة سخية بشكل استثنائي. أشكر أيضاً تانيا قسيس وجمعية "One Lebanon" التي ترأسها لجمع الجميع معاً من أجل قضية بهذه الأهمية".
شكر قلبي متواصل من عطية إلى دولة الإمارات: "ما نقوم به الآن يعبّر عن التزامنا بخدمة لبنان وأهلنا المتضررين من الحرب. نسعى للمساهمة بما نستطيع لتحقيق هدف إنساني ووطني".
هل تتوسّع المبادرة الفنية؟
وسط تساؤلات حول غياب التجمعات الفنية الكبرى لمواجهة الأزمات، يرى الفنانون المشاركون في حفل "رسالة حب" أنه قد يشكل نقطة انطلاق نحو مبادرات أوسع. وتقول قسيس في هذا الإطار: "هذا الحفل يمكن أن يكون بداية لتجمع فني أكبر، حيث تتوحد أصواتنا في مواجهة التحديات لنقدم رسالة تضامن وسلام." وبالنسبة لـ دي جي رودج: "لدينا القدرة على إحداث التغيير من خلال الموسيقى والفن. كما أظهرت مبادرات عالمية مثل We Are the World وDo They Know It’s Christmas، يمكن للوحدة أن تُحدث فرقاً حقيقياً". أما جوزف عطية فيتمنى أن يكون هذا التجمع "بداية لمشاريع أكبر تجمع الفنانين، حيث نسعى لتقديم أعمال تخدم السلام والمحبة والخير. دورنا كفنانين هو إيصال صوت لبنان وثقافته للعالم، لنساهم في بناء مستقبل أفضل".