كريم السعدي
بينما كرم المهرجان الدولي للفيلم بمراكش، أخيرا ، بقصر المؤتمرات، النجم الأميركي شون بين،وذلك في حضور شخصيات مرموقة من عوالم الفن والسينما والثقافة والإعلام من المغرب والخارج، ترأس الأمير مولاي رشيد، رئيس مؤسسة المهرجان، مرفوقا بقرينته الأميرة للا أم كلثوم، بقصر البديع، حفل عشاء أقامهالملك محمد السادس، بمناسبة الافتتاح الرسمي للدورة الحادية والعشرين للمهرجان، النجوم العالميين والمحليين المشاركين في المهرجان، والشركاء الأجانب والوطنيين.
وقال شون بين، بمناسبة تسلمه درع التكريم من يد الممثلة والمخرجة الإيطالية، فاليريا غولينو، إنه محظوظ بأن يقف أمام "كم كبير من المبدعين المهرة في مجال الخيال، الذين يحبكون قصصا رائعة". كما قدم شكره للملك محمد السادس ولشقيقه الأمير مولاي رشيد، وللشعب المغربي.
وتحدث شون بين عن تجربته وقناعاته، فقال: "إن الذين يعرفونني واطلعوا على حياتي يعرفون أنني لا أفوت فرصة للتعبير عن رأيي، لا سيما أمام هذا الجمع من المواهب المتعددة. هناك أمر ينبغي ألا يغيب عن بالنا، وينبغي أن نتذكره على الدوام، ويتعلق بالقدرة على التعبير دائما عن آرائنا. وفي ظل التيارات الليبرالية الحالية، لاسيما في الولايات المتحدة وعبر العالم، يجب أن ينصب التركيز على التنوع، ليس التنوع في السلوك أو الأفكار، ولكن إمكانية التعبير عما يكمن في قلوبنا. وعلينا ألا ننسى ذلك".
وقالت فاليريا غولينو، الممثلة والمخرجة الإيطالية، التي سلمت شون بين درع التكريم، إن الممثل والمخرج الأميركي، "فنان رائع ومتميز، فريد من نوعه كممثل وكمخرج، وكمناضل ملتزم، صاحب شخصية معقدة واستثنائية، يتميز بكاريزما استثنائية". كما أنه يتمتع ب"شخصية متكاملة ومزاج ساخن"، لذلك كان من البديهي أن يكون "ممثلا فريدا من نوعه، يختار عمدا أدوارا متجذرة في واقع سياسي واجتماعي صعب"، لذلك "غالبا ما جاءت شخصياته يائسة وأحيانا عنيفة، لكنها تحافظ دائما على إنسانيتها العميقة".
تحدثت غولينو عن تجربة شون بين، مشيرة إلى أنه "جسد في أدواره، كممثل، التمرد وعدم اليقين والعصيان"، لذلك كان المخرجون الكبار على حق وهم يختارونه للعمل معهم؛ فيما كان همه الأساسي، كمخرج، أن "ينقل إلى الشاشة معاناة أولئك الذين يتم إسكاتهم".
وتحدثت إدارة مهرجان مراكش عن "الفتى الشقي" باعتباره أحد الرموز الأميركية، بفضل مسار مهني امتد لما يزيد عن أربعة عقود. ترشح لنيل جائزة "أوسكار" أفضل ممثل خمس مرات عن أدواره في أفلام "الميت الذي يمشي" (1995) لتيم روبينز، و"لطيف ومنحط" (2000) لوودي آلان، و"أنا سام" (2002) لجيسي نيلسون، قبل أن يحظى، عن أدائه الرائع في فيلم كلينتإيستوود "نهر غامض"، بأول "أوسكار" لأفضل ممثل سنة 2003، تلتها جائزة "أوسكار" ثانية، نالها عن دوره في فيلم "هارفي ميلك" لجوس فان سانت سنة 2009. كما فاز بجائزة أفضل ممثل في مهرجان "كان" سنة 1997، عن دوره في فيلم "إنها جميلة جدا" لنيك كاسافيتس.
وموازاة مع مشواره الفني في التمثيل، شون بين هو أيضا مخرج سينمائي، حيث يشمل منجزه كمخرج مجموعة من الأعمال السينمائية، مثل "القوة العظمى" (وثائقي، 2023)، و"يوم العلم" (2021)، و"الوجه الأخير" (2016)، و"إلى البرية" (2007)، و"11 سبتمبر" (وثائقي، 2002)، و"حارس المعبر" (1995)، فضلا عن فيلمه الأول "العداء الهندي" (1991).
وأسس شوب بين، في أعقاب الزلزال المدمر الذي ضرب هايتي في يناير 2010، جمعية غير ربحية للإغاثة الطارئة سُميت "منظمة ج/ب لإغاثة هايتي"، والتي أعيد تسميتها لاحقا بـ"منظمة جهود الإغاثة المجتمعية"، وهي تقدم المساعدات الفورية للمجتمعات المهمشة عبر العالم.