إسمه مرادف للأناقة والرقي، مبدعٌ لبناني يشكّل الرقم الصعب في قائمة المتميّزين من مبتكري الموضة العالميين، إنّه المصمّم إيلي صعب الذي رفع شعلة الأمل من بلدٍ منكوب ورسم مستقبلاً مليئاً بالنجاحات حول العالم رافعاً اسم بلده لبنان وعاصمته بيروت عالياً، ما جعله أيضاً مصدر فخر للبنانيين، كما ألهم عدداً لا يحصى من المصمّمين المبدعين في وطنه الأم الذين خطوا خطوته وحققوا نجاحات كبيرة من بعده.
المبدع اللبناني-العالمي إيلي صعب
بعد مرور 45 سنة على مسيرته الحافلة، يُطلّ إيلي صعب في موسم الرياض بأكثر من 300 تصميم ليعيد أمجاد ألف ليلة وليلة، في ما يؤذن بأن يكون عرض الأحلام في العاصمة السّعوديّة تحت عنوان "1001 موسم من إيلي صعب".
أمبراطوريّة إيلي صعب
خلال مسيرة طويلة لم تخلُ من العقبات وتكاد تلامس نصف قرن، نجح المصمّم اللبناني في بناء أمبراطوريّة من الجمال والفن، نسجها بإيمانٍ مطلق بمهارة الحرفيّة اليدويّة، متحدياً كل ظروف صعبة. على مدى أربعة عقود، ارتقى من مصمّم فردي إلى أمبراطوريّة لا تكتفي بتصميم الأزياء الراقية وفساتين الأعراس، بل توسّعت إلى متاجر ومعارض للأزياء تحمل اسمه في أكثر من بلد، من بينها: باريس، نيوريورك، لندن، دبي، والرياض، بالإضافة إلى دار الأزياء الأساسي في قلب العاصمة بيروت. كما دخل عالم العطور، الملابس الجاهزة، الحقائب، الأحذيّة، ملابس الرجال والأولاد، والأكسسوارات، بالإضافة إلى تصميم الديكور والفن المعماري بما فيها تصميمات داخليّة لمشاريع سكنيّة فاخرة في مدن كبرى مثل دبي ولندن، تميّزت ببصمته الخاصة: الفخامة والرقي، ما جذب جمهوراً يقدّر التفرّد والأناقة الخالدة.
في كل عالمٍ جديد، جمع إيلي صعب بين التقاليد والحداثة، ومزج بين تراث الشرق الأوسط والذوق العربي مع الصورة الظليّة العصريّة للغرب. والأهم من ذلك كله، أنه على مدى 45 سنة بقي وفياً لرؤيته، ورسالته بأن يجعل العالم كلّه يرى بيروت مهداً للحضارة والرقي والإبداع والجمال.
الملكة رانيا وزوجها الملك عبدالله الثاني ابن الحسين
الأميرة شارلين زوجة ألبير الثاني أمير موناكو
من البداية وصولاً إلى العالمية
ولد إيلي صعب في بيروت في 4 تمّوز (يوليو) عام 1964، وبدأ شغفه بالأزياء يتبلور في سن مبكرة، إذ كان يصنع فساتين شقيقاته من الأقمشة المتوافرة في المنزل. في سن 17 درس تصميم الأزياء في باريس، وافتتح أول مشغلٍ له في بيروت عام 1982، ثمّ قدّم عرضاً لأول مجموعة صمّمها في كازينو لبنان. عام 1997 كان أول مصمّم عربي يشارك في أسبوع الموضة في إيطاليا. ثم، قدّم مجموعة من الملابس الجاهزة في ميلانو، لينتقل بعدها إلى باريس حيث شارك في أسبوع الموضة للخياطة الراقية. وعندما ارتدت النجمة هالي بيري عام 2002 فستاناً من تصميمه إلى حفل الأوسكار حيث فازت بجائزة أفضل ممثلة، سُلطت الأضواء على المبدع اللبناني، وبات واحداً من المصمّمين العالميين، والأول من بين اللبنانيين الذي تقصده نجمات هوليوود والعالم للتألّق بإبتكاراته الراقية التي تتمتّع بالحرفيّة الفنيّة واللمسة العصريّة. فهو يتمتع بفهم عميق لما تريد النساء أن تشعر به عند ارتداء فستان جميل، واهتمامه بالتفاصيل والحرفية لا مثيل لهما. هذا ما يجعله مميّزأ. كما أنّه كان أول مصمّم غير إيطالي يدعى للانضمام إلى "الغرفة الوطنيّة الإيطاليّة للأزياء" Italian Camera Nazionale della Moda، وكان أول مصمّم عربي يتمّ قبوله في غرفة ال"هوت كوتور" النقابيّة في باريس.
هالي بيري
جينيفر لوبيز
أسلوب إيلي صعب وحرفيته المميّزة
يمكن التعرّف إلى تصاميم إيلي صعب من خلال أسلوبه المميّز بالصور الظليّة الدراميّة، واختيار الأقمشة الفخمة، والاهتمام الدقيق بكل التفاصيل. غالباً، ما تتميّز فساتينه بتطريزات يدويّة غنيّة يتداخل فيها الدانتيل مع الخرز والترتر والكريستال بأسلوب معقّد. كذلك، يُعرف إيلي صعب باختياره للأقمشة المتدفقة والفاخرة، ومنها: التول، الشيفون، والأورغنزا، ما يخلق جودة أثيريّة تجعل إبداعاته تبدو وكأنها تطفو على منصّة العرض. فكل قطعة تنضح بالرفاهية، والرومانسيّة، وتحتفي بالأنوثة الراقية، هذا ما يجعل أيضاً فساتين الأعراس التي يصمّمها الحلم النهائي لكل شابة تريد أن تكون مميّزة في يوم زفافها.
صوفيا كارسون
ريتا أورا
إيفا لونغوريا
إرث إيلي صعب
بعد مشوار استمرّ 45 عاماً، لا يزال إيلي صعب في القمّة، بارعاً في حرفته، إذ على مرّ السنين قام بتنويع إبداعاته التي حرص منذ البداية على رقيّها ودقّة تنفيذها، فأصبح اسمه مرادفاً للأناقة والعراقة. التزام إيلي صعب بالتميّز، وقدرته على التطوّر مع البقاء وفيّاً لجذوره، يضمن استمرار إرثه في تشكيل عالم الموضة لسنوات قادمة.
من السّجّادة الحمراء في هوليوود، إلى حفلات الزفاف الملكيّة، وما بعدها، تجسّد إبداعات إيلي صعب شعوراً بالجمال والثقة اللذان يتردّد صداهما بعمق.
عندما ننظر إلى مسيرته الغنيّة بالإنجازات، نرى أن إيلي صعب ليس مجرّد مصمّم عاديّ بل هو صاحب رؤية، جعلت من حلم الطفولة واقعاً، وبنى إرثاً خياليّاً من خلال كلّ رسمة ابتكرها، وغرزة إبرة شبكها، وقطعة قماش حوّلها إلى تحفة فنيّة. إنّه واحد من أكثر المصمّمين تأثيراً من أبناء جيله، وهو شهادة على ما يمكن أن يحقّقه الشغف والمهارة والتفاني في عالم الموضة.
إميلي بلانت
جيسيكا تشاستين