تلوح في الأفق ظاهرة جديدة بين أوساط الأثرياء والمتعلمين حيث تنطلق الزوجات صباحاً إلى عملهن ويودّعن أزواجهن الذين يظلون في المنزل، وفقاً لمجلة "ذي إيكونوميست".
ما زال الرجال والنساء يتخصصون في مجالات عمل مختلفة. يسيطر الرجال على وظائف مثل علوم الكمبيوتر والهندسة بشكل أكبر، في حين تهيمن النساء على مجالات التدريس والتمريض. على الرغم من أن مهناً مثل القانون والطب توظف عددا أكبر من الرجال مقارنة بالنساء، إلا أن كفة الميزان بدأت ترجح لصالح النساء خاصة مع زيادة عدد الطالبات الإناث في كليات الحقوق والطب.
تبنت المهن مقاربات مختلفة اتجاه العمل عن بعد. قد تتمكن أقلية من المهنيين الطبيين من العمل عن بعد ولكن يتعين على الغالبية العظمى علاج المرضى من خلال الحضور الشخصي. على سببيل المثال، يرتبط المحامون بولاية أو منطقة معينة من خلال ترخيصهم وتخصصهم. في المقابل، الصناعات التي سجلت أعلى مستوى في مرونة العمل عن بعد هي وظائف البرمجة والتكنولوجيا والهندسة المعمارية والهندسة والأعمال.
بشكل عام، يجد الرجال أن العمل من أي مكان يُريدون أصبح أكثر سهولة.
وأظهرت دراسة استقصائية أجرتها شركة "ماكينزي" الاستشارية أن 38 في المئة من الرجال العاملين يمتلكون خيار العمل عن بُعد بدوام كامل، بينما تبلغ هذه النسبة 30 في المئة فقط بين النساء. وأفادت نتائج الدراسة أن ما يقرب من نصف النساء يعانين من عدم قدرتهن على العمل عن بُعد بأي شكل من الأشكال، مقارنة بنسبة 39 في المئة فقط من الرجال.
يتنازل الأزواج بكافة الأشكال من أجل إنجاح العلاقة. فإذا عُرضت على الزوجة ترقية شرط الانتقال إلى مدينة شيكاغو، قد تضطر إلى رفضها إذا كانت وظيفة زوجها في نيويورك. لهذا فإن التحرر الجغرافي لأي من الشريكين يسهّل على الآخر صعود سلم النجاح في العمل.
وكتبت الحائزة على جائزة "نوبل" كلوديا غولدين عن فوائد العمل عن بُعد للنساء، حيث ارتفعت مشاركتهن في سوق العمل خلال القرنين الماضيين خاصة مع توفر فرص العمل عن بعد. وأظهرت الدراسات أن فجوات الأجور بين الجنسين تقل في المجالات التي يكون فيها العمل المرن هو القاعدة، مما يبرز مهارة النساء في التكيف مع متطلبات العمل، حسبما قالت غولدين.