استخرج كيني إيثان جونز 13 بويضة من بويضاته، وتبرّع بها لشقيقته كيزي جونز التي تحاول الحَمَل منذ 6 أعوام بلا جدوى، بحسب تقرير نشرته صحيفة "دايلي ميل" البريطانية.
أراد جونز (30 عاماً) استخراج بويضات منه بعدما خضع لعملية تحوّل جنسي في عام 2011، إلّا أن معاناته مع رهاب الهوية الجنسية كانت شديدة، فوضع العناية بصحته النفسية في رأس أولوياته.
وتحاول شقيقته كيزي، التي تكبره بثمانية أعوام، إنجاب طفل منذ عام 2018، فلم تنجح في ذلك على الرغم من أن طبيبها لم يشخّص وجود أي مشكلات في الخصوبة تعوق حَمَلها. وفي عام 2019، مرّت بتجربة إجهاض "مؤلمة جداً"، فما كلن من كيني إلّا أن جلس معها جلسة مطولة، وعرض عليها أن يتبرّع لها ببويضات منه، علّها تحقق حلمها بالإنجاب.
بحثت كيزي كثيراً في مسائل التلقيح الاصطناعي، وصدمها انخفاض فرص نجاح الحمل الناتج منه. تقول للصحيفة البريطانية: "أعرف أن عمر بويضاتي هو السبب في عدم وصول حَمَلي إلى خواتيمه السعيدة، وكيني يعرف ذلك أيضاً، كما يعرف تجارب الإجهاض المريرة التي مررت فيها. فقال لي: "يمكنكِ الحصول على بيوضةٍ مني إن شئتِ".
وبحسب تقرير "دايلي ميل"، لم يكن كيني متأكّداً من أن عرضه هذا ممكن، "فالرعاية الصحية للمتحوّلين جنسياً غير مدروسة جيداً، وكان علينا أن نُجري بحثنا الخاص، فوجدنا أن بويضاتٍ قد استُخرجت فعلاً من رجال متحوّلين جنسياً". ويضيف: "شعرت بأن قراري سهلٌ جداً، وصائبٌ جداً، وما تردّدت لحظة واحدة في التفكير في ما يعنيه هذا الأمر لأختي التي اعتنت بي دائماً".
حين أخبروا كيني أن استئصال بويضات منه يستدعي إجراء فحص داخلي، باستخدام جهاز يُدسّ داخل المهبل، انتابه القلق من الشعور مجدداً برهاب الهوية الجنسية، فاقترح عليه الطبيب المعالج ألّا يلجأ إلى الفحص الشعاعي الداخلي في كل مرّة؛ إذ يمكن تصوير منطقة البطن بالموجات فوق الصوتية.
حين كان كيني يجلس في غرفة الانتظار، كانت نظرات الناس إليه تُشعره بعدم الارتياح، وكان يخشى من أن تؤثر العملية على مستويات التيستوستيرون لديه. يقول: "أسعدني حقاً أن أعرف أنّ النساء اللواتي يتمتعن بنسبة أعلى من هرمون التستوستيرون يمتلكن بويضات أفضل، على الرغم من أن الأبحاث التي أُجريت على المتحوّلين جنسياً قليلة". وتقيّداً بإرشادات الطبيب، تناول كيني 4 أدوية يومياً مدة 10 أيام قبل العملية، اثنان من طريق الحقن في معدته واثنان من طريق الفم. وفي اليوم الأخير، تناول دواءً "محفّزاً" على شكل بخاخ أنفي، يوقف المبيضين عن إطلاق البويضات فترةً قصيرة.
وفي 8 أيار (مايو) 2024، خضع كيني لعملية استئصال البويضات، فاستخرج الجرّاح منه 19 بويضةً، فجمّد منها 11 بويضة، وترك البويضات الباقية "لتنضج" ليلةً كاملة. بعد ذلك، اختار بويضتين من المجموعة الناضجة، واعتمد استخدام 13 بويضة لعملية تلقيح شقيقته كيزي.
"كانت تجربة إيجابية جداً"... هكذا يعبّر كيني عن فرحه بالهدية التي تمكن من تقديمها لأخته. يضيف: "ما شعرت، حتى للحظة واحدة، أن ما فعلته ينتقص من رجولتي، وما رمقني أحد أبداً بنظرة ساخرة، وشعرت بأن الأطباء بذلوا جهداً كبيراً لرعايتي، بصفتي متحوّلاً جنسياً".