تحت محطة مترو "تشانسري لين" في لندن، بُنيت أنفاق "كينغزواي إكستشاينج" التاريخية، فكانت ملجأ عميقاً ومسكناً للقوات البريطانية في الحرب العالمية الثانية، ثم مركزاً لعمليات الاستخبارات البريطانية. ويُقال إن إيان فليمينغ، مؤلف شخصية "جيمس بوند"، جال فيها وقرّر أن يستثمرها في رواياته، فكانت مقراً لـ "كيو"، عبقري الاستخبارات الإنكليزية، حيث طور اختراعاته التي استخدمها بوند في مغامراته الخارقة.
اليوم، تدخل أنفاق "كينغزواي إكستشاينج" في رواية أخرى، لا يراها أهل لندن مشوقةً كثيراً... فشركة "أنفاق لندن" التي تملك هذه الأنفاق، وتسعى لتحويلها إلى وجهة سياحية، تنوي إدراجها في بورصة أمستردام، في خطوة تصفها "تلغراف" البريطانية بأنها "صفعة على وجه المدينة".
وبحسب تقرير الصحيفة البريطانية، ستُدرج الأنفاق التاريخية في بورصة يورونكست بقيمة 130 مليون جنيه إسترليني، "في ما يعدّ تجاهلًا لبورصة لندن، في وقت تتزعزع فيه الثقة بالمدينة، بعدما آثر عدد من الشركات إدراج أسهمها في بورصات خارجية".
مقرّر اليوم تجديد هذا الموقع التاريخي الذي لم يكن متاحًا للعامة مدة 70 عامًا، ليتحول إلى وجهة سياحية رائدة، تستقبل ثلاثة ملايين زائر سنويًا، "يتمتعون فيها بمزيج من المغامرات التراثية والثقافية، والرقمية"، وفقاً لتقرير "تلغراف". وفي مخطط التجديد، ستضمّ الأنفاق متحفاً حديثاً تعلق فيه نماذج طائرات قديمة، ونماذج لمراكز عمليات حربية، إضافة إلى جلسات يستمتع فيها الزوار بمشروب لذيذ في أعمق حانة تحت لندن.
تضيف "تلغراف" أن شركة "أنفاق لندن" وضعت خططًا لفتح الموقع للعامة في عام 2027، وتسعى إلى جمع 30 مليون جنيه استرليني لتمويل الأعمال التحضيرية من خلال بورصة أمستردام. ونسبت الصحيفة إلى بيتر كيرتين، رئيس شركة "أنفاق لندن"، قوله: "يمنح إدراج أنفاق لندن في السوق الأوروبية المستثمرين فرصة اقتناء أسهم في ما سيكون آخر معلم تاريخي وتراثي يُعاد افتتاحه في وسط لندن".
وبحسبه، ربما تصبح هذه الأنفاق واحدة من أهم معالم الجذب السياحي في لندن.